المسار الصحيح

بقلم / حمزة القاضي

إن لم تكن في المنتصف فأنت إما في أقصى اليمين أو أقصى اليسار، وبهذا تكون أضعت كل شيء، ولم تعد تستطع أن تنظر لكل شيء من منظور صحيح.

كانت ولا تزال الديمقراطية تمثل حجر المنتصف و الحجاب الحاجز للولوج في التطرف والأفكار التي يُربط بها الشباب بسلاسل الفكر الضيق ليصبح شباباً ذو فكر عقيم وأفكارٍ تقوده في نهاية المطاف للتشدد الأعمى و التطرف المقيت.

تخيلوا معي دولة تنعم بتفاصيل الديمقراطية وينعم شعبها بحرية الاختيار و القرار، كيف لهذا الشعب أن يفكر بالعدول عن هذا الطريق، كيف لأصوات ضعيفة و مزعجة أن تعكر صفو ترانيم حرية الشعوب، تُطعن هذه الأصوات بمجرد سماعها من المجتمع الذي يعيش الديمقراطية منهجاً حياتياً ويعرف عواقب الشذوذ عن المسار.

إن أفكار الجماعات المتطرفة متشابهة ولو اختلفت بألوانها وأشكال نقابها، إلا أنها تتغذى من ذات المنبع الواحد، و تسقى من ذات العين، ويناصرها من لم يعرف نهاية الطريق الوخيمة.

إن الدولة هي الوحيدة و أعني دولة الديمقراطية و حرية الرأي، الدولة التي تسير بروح الشعب و تمضي قُدماً برؤية الشعب، الدولة التي وضعها الشعب في مكانها و الدولة التي تجعل الشعب يعيش في المنتصف بعيداً عن التطرف ومناصرية. 

إن الديمقراطية الحقيقية التي تحيي في الشعوب الحريات لا تقتلها هي الوحيدة القادرة على تمزيق كل الجماعات المتطرفة وهي الوحيدة القادرة على جعل الأمور تسير بمسارها الصحيح.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)