قمة كوالالمبور الإسلامية.. من انسحب ومن اعتذر؟

مأرب اليوم – متابعات :

رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الأناضول)
وصل زعماء وممثلون لنحو عشرين دولة إسلامية إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور للمشاركة في اجتماع قمة دعا إليه رئيس الوزراء مهاتير محمد من أجل بحث إستراتيجية جديدة للتعامل مع القضايا التي يواجهها العالم الإسلامي.
وقال مهاتير في حفل عشاء للترحيب بالضيوف إن القمة تهدف إلى العمل على تحسين حياة المسلمين والتغلب على ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم.
وأضاف مهاتير (94 عاما) أكبر رئيس وزراء في العالم “علينا إيجاد سبيل لعلاج أوجه قصورنا واعتمادنا على غير المسلمين في حماية أنفسنا من أعداء الإسلام”.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الماليزي في مقابلة خاصة مع الجزيرة إن القمة تحاول فهم مشكلات العالم الإسلامي، سعيا لإيجاد حلول ملائمة لها.
وذكر في المقابلة -التي تبث مساء الخميس ضمن برنامج سيناريوهات- أنه دعا السعودية وإيران ودولا إسلامية أخرى للمشاركة في القمة.
ورأى مهاتير أن منظمة التعاون الإسلامي لم تقدم شيئا لمعالجة قضايا الأمة الإسلامية، وأعرب عن أمله في أن تتمكن قمة كوالالمبور من تحقيق بعض الخطوات في هذا الشأن، وقال إن استمرار غياب الأفعال سيعرض المسلمين لما هو أسوأ.
انسحاب باكستان
وقد اتخذ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -الذي كان من القادة المتحمسين لعقد القمة- قرارا في اللحظات الأخيرة بعدم الحضور.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين باكستانيين -طلبوا عدم نشر أسمائهم- أن خان انسحب تحت ضغوط من السعودية الحليف المقرب لبلاده.
غير أن تقارير إعلامية نقلت عن مسؤولين أيضا نفيهم أن يكون هذا سبب عدم تمثيل ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم.
وتعقد القمة على مدى أربعة أيام، وتختتم أعمالها السبت. ويشارك فيها إلى جانب مهاتير محمد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ولم ينشر منظمو القمة جدول الأعمال، لكن رويترز قالت إنها قد تبحث النزاعات طويلة الأمد بإقليم كشمير والشرق الأوسط والصراعات في سوريا واليمن ومحنة المسلمين الروهينغا في ميانمار، وتنامي الغضب من معسكرات اعتقال المسلمين الإيغور بالصين -وهو ما سيغضب بكين بلا شك وفقا للوكالة- إضافة إلى سبل مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم.
وكان رئيس وزراء البلد المضيف قد أعلن الشهر الماضي عن تشكيل هذه “القمة الإسلامية المصغرة” وقال إن ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر تشكل نواة لبداية تعاون إسلامي أوسع يشمل مجالات عدة، مثل التنمية الاقتصادية والدفاع والحفاظ على السيادة وقيم الثقافة والحرية والعدالة، إضافة إلى مواكبة التكنولوجيا الحديثة.
اعتذار سعودي
من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدر سعودي قوله إن الرياض تلقت دعوة للحضور لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.
ووفقا للوكالة، فإن السعودية ترى أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة. لكن رويترز أضافت أن بعض المحللين يعتقدون أن المملكة تخشى العزلة الدبلوماسية بالقمة من خصومها في منطقة الشرق الأوسط.
لكن وكالة الأنباء السعودية الرسمية ذكرت أن اتصالا هاتفيا جرى أمس بين مهاتير محمد وبين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أكد خلاله أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي.
في المقابل، أصدر مكتب مهاتير بيانا بشأن القمة قال إنه ليس ثمة نية لتشكيل “تكتل جديد كما لمح إلى ذلك بعض المنتقدين”.
وأضاف البيان “علاوة على ذلك، القمة ليست منصة لمناقشة الدين أو الشؤون الدينية بل لمناقشة أحوال الأمة الإسلامية”.
المصدر وكالات