كيف شخصت إيران إصابة محمد بن زايد بكورونا؟



مأرب اليوم – متابعات خاصة

يبدو أن المشرفين على شبكة المليشيات الإعلامية الإيرانية التي توظف مواقع إخبارية وصفحات إعلام مجتمعي عربية، لا يعنيهم أكثر من الفرقعة الصوتية قصيرة المدى، ولا يهمهم أن يصنَّفوا  الأكثر فجاجة في التزوير على مستوى العالم، ما دام أنهم في ذلك لا يختلفون كثيرا عن حكومتهم وقيادتهم  في الجُرأة على الكذب، وأحيانا كثيرة تصديقه.

غاب عن بال ”الجماعة“ أن أي قصة إخبارية بات بالإمكان تتبع مسارها من نقطة الانطلاق، وصولا الى خريطة توزيعها على زبائن تسويق المخدرات الإعلامية، وانتهاء بتوقيت جفافها، وهي في ذلك  لها رديف  في الأمثال العربية القديمة، التي قيل فيها إن ”البعرة تدل على البعير… والأثر يدل على المسير“.

آخر خرجات ”البعير“ الإيراني كانت ”تخريفة“ عن إصابة الشيخ محمد بن زايد بالكورونا، وهي لوثة من نوع ما يُسمى في علم النفس بـ“حُلم الهجين بالذي يتمناه ويشتهيه“.


تفاصيل أول جلسة من محاكمة وسيم يوسف بالإمارات
خط سير البعير الإيراني
بداية الفرقعة الإيرانية كانت مساء أمس الثلاثاء باستخدام صفحة وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي مُروّسة باسم شخص لا وجود له.. ”عبد الله الطويل“، مع الزعم أن المشرف عليها من أبوظبي.

وهذه المسألة تزوير فني، لكنه من نوع التزوير الصبياني الذي تبرَعت به أجهزة المخابرات الإيرانية والقطرية.

من الطويل الى قناة العالم

الخطوة الإيرانية المباشرة الأولى في ترويج هذه القصة المفبركة جاءت بعد أقل من ساعتين على نشرها الذي لم يصل للكثيرين؛ فقد تولت قناة ”العالم“ الإيرانية التي تبث بالعربية والمعروفة بتبعيتها للمخابرات الإيرانية، ترويج التغريدة المنسوبة لـ“مصدر خاص“، والتي تذهب إلى حد القول إن محمد بن زايد موجود في الحجر الصحي بعد إصابته ”بفيروس كورونا“.

”خرجة“ البعير الإيراني كما نشرتها قناة العالم الإخبارية، تناولتها المواقع الإخبارية المعروفة للجميع بأنها تتمول من طهران والدوحة وأنقرة، وأنها تترادف في استنفار منتسبيها لتوزيع الشتائم على القيادات العربية التي سبق أن قاطعت قطر للأسباب المعروفة، ومنها تحالف إيران وتركيا في رعاية الإرهاب المسلح والإعلامي.

أول من التقط ”بعرة“ البعير الإيراني بعد خبر قناة العالم، كان موقعا إخباريا يصدر من الولايات المتحدة، معروفا باندراجه في تلك الشبكة الإعلامية.. تقرير بنفس المفردات اللغوية نُشر في إحدى الصحف اللندنية الممولة من قطر، مع عنونة فاجرة تقول: ”مصيبة تحل على الإمارات“.

خط تتبع القصة المتهالكة تنقل صباح اليوم الأربعاء من وكالة أنباء فارس الإيرانية، إلى بقية المذاود الإعلامية التي أفاض بعضها في استنطاق أسماء قطرية، معظمها ذباب إلكتروني  يتنافس في الشتائم على الإمارات وفي الدعاوي بأن يكون الخبر صحيحا، وهم في ذلك يفضحون أنفسهم بمعرفة أن التغريدة تخريفة مريض محموم، لكن حقدهم على محمد بن زايد يجعلهم يتمنون له ما أصاب حلفاءهم في إيران.


ما يعني أن الموظف الإيراني الذي فبرك القصة الأساسية، لم يكن قد قرأ الأخبار، ليس فقط خبر ظهور محمد بن زايد في الفرح، وإنما خبر إيعاز ولي عهد أبوظبي بإرسال شحنة مساعدات طبية لإيران، وكذلك تغريدة اليوم الأربعاء بشأن مساهمة الإمارات في إجلاء رعايا دول عاجزة مثل اليمن والسودان.

خط سير الفبركة الإعلامية الإيرانية الذي شارك فيه الذباب القطري والتركي، أظهر هذه المرة أن البعير الإيراني مصاب أيضا، وأن بعرته التي تلقفتها المواقع القطرية والتركية كانت طرية نتنة، حسب توصيف إعلامي عربي ساخر، مقيم في لندن.

المصدر: إرم نيوز