دعوات الجياع في العاصمة صنعاء تثير حالة رعب لدى المليشيات الحوثية

أثارت دعوات الخروج للتظاهر في العاصمة صنعاء احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية للناس، حالة من الرعب والفزع لدى قيادات المليشيات الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.

وقالت مصادر مطلعة إن اجتماعات متواصلة عقدتها القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية للمليشيات الحوثية، خلال الأيام الماضية، كرست لمناقشة كيفية التعامل مع المظاهرات المفترض أن تخرج في العاصمة صنعاء الأسبوع القادم في إطار دعوات التظاهر في عدد من محافظات الجمهورية احتجاجاً على تدهور قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية إلى مستويات قياسية، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

ووفقاً للمصادر، فإن قيادات المليشيات الحوثية أبدت تخوفها من أن تكون المظاهرات بداية لشرارة انتفاضة شعبية ضد سلطتها في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مشيرة إلى أنه قد يتم استغلال قضية عدم تسليمها لمرتبات الموظفين، وكذا الجرع المتواصلة فيما يتعلق بالمشتقات النفطية والغاز، والانعدام التام للخدمات التي يفترض أن تقدمها سلطة المليشيات للناس، في استمرار وتوسيع المظاهرات وارتفاع مطالب المتظاهرين ضد سلطتها.

مصادر أمنية أوضحت أن القيادي ووكيل وزارة الداخلية التي تسيطر عليها المليشيا في صنعاء اللواء محمد عبدالعظيم، قام بالإشراف على تجهيز عدد من قوات النجدة التابعة للمليشيات، والتي أوكلت إليها مهمة قمع اية تظاهرات تخرج في العاصمة احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وتفشي ظاهرة المجاعة.

المصادر أضافت إن عبدالعظيم استعرض نحو (30) طقماً تابعاً لقوات النجدة التابعة لمليشيات الحوثي، وقال إنها مجرد نموذج فقط للحشد الأمني الذي سيواجه أية تظاهرات معارضة لسلطة المليشيات، وأن هناك الآلاف ممن سماهم أبناء الشهداء والجرحى ورجال القبائل الذين سيقفون ضد أية تحركات تستهدف سلطة المليشيات تحت أي مبررات.

يذكر أن مليشيات الحوثية، وفي إطار حوثنتها لوظيفة الدولة، عينت في يونيو من العام المنصرم محمد عبدالعظيم أحمد الحاكم، وهو شاب في مقتبل العمر كان يمارس مهنة الإنشاد في فرقة تابعة للمليشيات، وكيلاً لمصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية، وترقيته إلى رتبة اللواء، وهو القرار الذي أثار سخطاً وسخرية كبيرين لدى الرأي العام المحلي.

وفي تناقض فاضح، فإن قيادات وإعلام المليشيات الحوثية أبدت اهتماماً وتأييداً واسعاً لدعوات التظاهر التي خرجت في محافظة تعز وبعض المحافظات الجنوبية والشرقية احتجاجاً على انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع الأسعار، إلا أنها قابلت الدعوات لخروج مظاهرات مماثلة في العاصمة صنعاء بحملات انتقادات واسعة عبر وسائل الإعلام الرسمية والمملوكة والمناصرة لها وعبر قياداتها و نشطائها في مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهت اتهامات للداعين لها بالعمالة والخيانة والوقوف مع (العدوان)، كما هددت بمواجهة التظاهرات بالقوة من قبل مليشياتها المسلحة تحت مسمى أبناء وأسر الشهداء والجرحى.

ومع أن المراقبين يرون أن المليشيات الحوثية قد تنجح في قمع التظاهرات المزمع أن تخرج في العاصمة صنعاء، إلا أنهم يؤكدون أن حالة الهلع والخوف التي تبديها سلطة المليشيات من هذه الدعوات تعطي مؤشراً حقيقياً على مدى ما تعيشه المليشيات من حالة خوف ورعب وإدراك لحالة الرفض الشعبية والمجتمعية لسلطاتها وفقدانها لأي شرعية سوى استخدامها للقمع والقوة في فرض إداراتها وسيطرتها على السلطة في العاصمة وبعض المحافظات التي لاتزال تسيطر عليها.

اترك تعليقاً