دمــاء الأحــرار… بقَلم حُـــــر…!

عرفات العامري

تحاول العصابات الطائفية الايرانية في صنعاء تعميم استراتيجيتها التي أتقنتها منذُ اغتصابها للسلطة في اليمن 2014م وحتي اليوم، واستطاعت نوعاُ ما صرف الأنظار وحرفها عن المشكلة الحقيقية والجوهرية التي يئن تحتها الشعب اليمني، في بناء الدولة وتطبيق النظام والقانون وإعادة المؤسسات الدستورية الي مالكها الشعب ، معززة بشعارات الكذب والدجل الخرافي والأحقية الإلهية والولاية و الصمود والتصدي، والمقاومة والمؤامرة الكونية، وما أن اندلعت ثورة 2من ديسمبر بقيادة الزعيم الراحل /علي عبدالله صالح حتى بدأ العالم كله يستنسخ استراتيجية حرف الأنظار هذه بعيداً عن المشكلة الحقيقية، وهي مشكلة وجود العصابات الإيرانية الكهنوتية المتحكمة ليس برقاب الشعب اليمني وإنما بالمنطقة كلها، فكان الحديث عن مبرر الوضع الإنساني ومنه الي مفاوضات، ومن ثم جولة مشاورات وهمية أخرى هنا وهناك، وعن وقف التدخل الإيراني في المنطقة، وكأن الشعب اليمني انتفض في ديسمبر من أجل أوهام وأكاذيب، وليس من أجل قلع سرطان فتك بجسده منذ ثورة الــ26 سبتمبر1962م وحتي اليوم ، وهذا يؤكد ما تبلور خلف الكواليس سابقا وترجمه بيان لجنة الخبراء الأخير بوصفه لزعيم المليشيات بأنه قائدا للثورة وأن تحرير الحديدة عمل عدواني..

جاء تقرير لجنة الخبراء ليؤكد بأن المؤامرة الكونية التي استُخدمَت كشماعة من قبل جماعة الحوثي لاحتلال الدولة وتدمير مقدراتها هي مؤامرة حقيقية ولكن ضد الشعب اليمني نفسه بأداة إيرانية قطرية وتنفيذ حوثي ومساعدة جهاز مخابراتي مشترك ، أتي ليؤكد أن استراتيجية حرف الأنظار والأكاذيب متواصلة، وربما تفيد هذه الاستراتيجية على المدى القصير، ولكن التاريخ لن يرحم كل الذين وقفوا مع العصابة الإيرانية سراً وعلناً، وانتظروا طوال هذه الفترة الطويلة من تدمير اليمن وشعبها،

فالجثة الطاهرة التي يتحدث عنها بعض الحمقى غدت جثة اليمن نفسها، وحديثهم عن طرد الاحتلال الحوثي الايراني كان بالإمكان منعه من الدخول منذ اليوم الأول لاجتياحهم دماج وعمران وفرار جيش السنة من العاصمة صنعاء عشية اجتياح المليشيات لها، أما أن يتم السماح لهم بتدمير اليمن وحضارتها وشعبها، ثم بعد كل هذا يتحجج الجناة الكهنوتيين وشركائهم من المٌتأسلمين بالجانب الإنساني وضرورة وقف العمليات العسكرية بالساحل والعودة لطاولة الحوار والتسوية لإشهار اتفاقياتهم السرية المشبوهة ، غير آبهين بكل تلك المجازر والمآسي، فتلك مهزلة المهازل.

كأن الشعب اليمني الذي انتفض بثورة سبتمبر وديسمبر ، انتفض وقاتل من أجل فتاوي القرضاوي والقرآن الناطق الشيطاني في ربيعهم العِبرآني وليس من أجل دستور جمهوري ومن أجل من يطبق هذا الدستور ويقف عليه، وكأن الشعب اليمني الذي قدم عشرات الألاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين كان يقدمهم من أجل دستور لا يغني ولا يسمن من جوع، وتتعدد أساليب حرف بوصلة سبتمبر وديسمبر، بحسب مصالح الدول والجماعات الدينية المعادية للثورة،فالبعض يرى في الحوثي المشكلة ظاهراً وباطناً شيء أخر.!والآخر لازال يردد الأسطوانة المشروخة ويري المشكلة بالنظام السابق، وثالث لم يدرك ما يدركه الشعب عنه ودوره المشبوه ! وأخر يري المشكلة في اعتقال هادي ومنع صلاحياته وجزء من هؤلاء يرى المشكلة في الاحتلال السعودي الإماراتي بحسب وصفهم…!!

وهكذا يبقى الشعب اليمني هو الضحية وهو الذي يدفع الثمن الباهظ والخطير من دمه وتاريخه وحاضره ومستقبله، ولا يعرف هؤلاء أن المشكلة في عصابة مجرمة أهلكت الحرث والنسل، وهي المرض، وغيرها العرض. جذر المشكلة وأساسها في اليمن هو وجود عصابة كهنوتية إيرانية طائفية إرهابية مجرمة، وليس في إقامة طاولة مقايضات ومأدبة عشاء علي حساب أرض دفع الشعب اليمني خيرة أبنائه من أجل تحريرها من النظام الرجعي الامامي البغيض، فبعد أن عجزت العصابات الإيرانية، ومعهاسدنتها من المقطرنين، عن السيطرة عليها يقومون بقضمها رويداً رويداً، ولكن لكل أجل كتاب، وكتاب سبتمبر المجيد وديسمبر الشهيد سيأتي أجله، وأجل الثورات على مدى الزمان والمكان هو الانتصار والفوز الكبير، طال الزمن أو قصر، فذاك سفر الثوار والثورات الذي سجله لناالتاريخ القريب والبعيد،
وإن غداً لناظره قريب. ..

اترك تعليقاً