العملية نجحت ولكن النعجة ماااااتت..!

بقلم الأعلامي/ زَبين عطية

ذات يوم قالت فتاة لصديقتها الأخرى : أبي يشق ويرقع… فردّت عليها : وأنا أبي يحاذرها قبل تقع …!
وقد باتت تلكم العبارات حكمة يتداولها العرب ويستلهم منها العقلاء في احتواء التباينات والاختلافات قبل ان تتحول الى صراعات وازمات عويصة .
بالأمس حذرنا في شبوة من التهور في اتخاذ القرارات الإرتجارية ومن العنتريات والتصرفات الطائشة وهذا طرحناه مع بدء ظهور الخلافات على مقاولة نقل خام النفط  من موقع الإنتاج بقطاع S2 بالعقلة الى بلوك 4 في عياذ .
فعلى طاولة اصحاب الحل والعقد وضعت شخصيا مقترح لتفادي اي تصعيد اوتازيم في القضية قد تتسبب في إيقاف الانتاج النفطي من الحقل ..كان مقترحي هو إعطاء المقاول المحلي رجل الأعمال / فارس الخُبيلي النسبة المقررة للمحافظة وهي 50% من العمل على ان تحدد له فترة سنة واحدة فقط ومن ثم تخضع هذه المقاولة للمناقصة امام المتنافسين من أبناء المحافظة .
كنت أرى ان تمنح له بإعتباره واحد من أبناء منطقة الإمتياز الذي تتوفر فيه الشروط وبحوزته توجيهات من قيادة وزارة النفط والمعادن بهذا الخصوص مع
حصوله على تنازلات من بقية المقاولين المحليين الذين انسحبوا لصالحه .
كان الهدف من منح مدة السنة هو لتحقيق عدة فوائد وضرب جماعة عصافير بحجرة اهمها ضمان استمرار عملية الضخ والإنتاج وتصدير النفط دون ضهور اية مشاكل لاسيما لديه نفوذ تجعله قادر على الحماية والتصدي لاي عراقيل .
لان حدوث اي مشاكل اوعراقيل قد تعيد المخاوف والتوجس  في أذهان الأجانب القائمين على إدارات الشركات النفطية المشغلة .
وبالتالي فان استمرار العمل يعطيهم تطمين بان لا مخاوف أمنية تعترض سير عمل الشركات ما يشجيع بقية الشركات لإستئناف عملها في القطاعات الإنتاجية الإخرى بالمحافظة ..
ليس هذا فحسب بل لاتاحة الفرصة امام الحكومة والسلطة لوضع ترتيبات سليمة فيما يخص الحماية الأمنية اللازمة وكذا التجهيزات الفنية وتهيئة المناخات الملائمة لطرح المناقصات .
كما قصدت ان هذا حل ومخرج لحفظ ماء الوجوه سواء للمقاول الخبيلي او الطرف الاخر ..والاهم من ذلك هو صون الدماء و حفظ الارواح ….الخ
ولكن للاسف هناك من اخذته العزة بالإثم وتعامل بعقلية لاتخلو من العنترية والمكابرة حتى حدث ماكان محظور وهو ايقاف عمل الشركة ومنع تصدير النفط و سقوط جرحى واحراق ناقلات وتشكيل تجمعات وصناعة تكتلات و تبادل الاتهامات ورسم صورة سيئة عن شبوة امنها  …..الخ
اليوم بعد ماوقع الفاس في الراس بادرة سلطة الطيش وقادة العنتريات بالاذعان من خلال تحكيم المقاول فارس الخبيلي وقبيلته و اعلان الرضوخ لحكمه المطلق فيمالحق به من اعتداء وخسائر واضرار برجاله وناقلاته .
المهم.. بارسال الدولة وساطة وتقديم سيارة وعشرة بنادق كفرع وعدول للمقاول الخُبيلي وقبائل بلعبيد فان السلطة ولجنتها الأمنية بذلك قد اعترفت بكذبتها وبخطيئتها بل قد سحبت كل الاوصاف والاتهامات التي قالت في بيانها الشهير انها تصدت بما وصفتهم عصابة تخريبية وانها ستقوم بملاحقتهنم كمطلوبين للعدالة وتعمدت نشر سندات ومحررات ومنشورات تتهم الخبيلي بتبعيته لمقاول حوثي يدعى ( العياني ) قيل انه يمتلك مصفاة تكرير النفط في الحتارش ..!
وهي الذرايع والاتهامات والاوصاف التي كانت غطاء لشن عملية عسكرية على الخبيلي وجماعته ..!
صحيح اننا نرى ان العملية نجحت ولكن النعجة ماتت ..!
وهذا نتاج طبيعي لاي تهور اوقرارات غير مدروسة او موافقة الاستشارات العقيمة  العاثرة فكريا وسياسيا ..
وبعد كل ما حصل فان الدولة باتت ملزمة بتقديم التعويض للخبيلي وقبائله في الاعتداء والتعوير مع دفع قيمة الناقلات المحروقة والتي تصل الى ملايين الدولارات وبالتاكيد فان هذه المبالغ لن تمطر من السماء بل ستكون من خزينة الدولة وعلى حساب المواِطن البسيط مثلي ومثلك  .
أليس المحافظة ومناطقها احق واولى ان تتسخر مثل هذه المبالغ اما في استكمال وانجاز مشاريع انمائية وخدمية تنفع الجميع  ..?
عندما تعتري العنتريات عقول القادة وارباب السلطة فدون شك ستقود الى الحماقة والسذاجة والتصرفات الطائشة  وتظهر النتائج هكذا .
باختصار ( اش كلفك تنام حتى تحلم ياصاحبي ? ! )

25- 1- 2019م

اترك تعليقاً