هجوم حوثي جديد بأتجاه مطارات السعودية.. لكن هل الطائرات المسيرة من تطلق من اليمن أم العراق؟..تفاصيل صادمة

مأرب اليوم/صنعاء:

قالت جماعة الحوثي، إن طائراتها المسيرة بدون طيار، هاجمت مطاري جازان وأبها جنوب المملكة، واعترف التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالهجمات، لكنه أكد اعتراض الطائرات وتدميرها، يأتي ذلك غداة كشف صحيفة أمريكية ضلوع حلفاء إيران في الهجمات على منشأة نفطية في السعودية كان الحوثيون أعلنوا تنفيذها.

وذكر يحيى سريع الناطق باسم القوات الحوثية، أن سلاح الجو المسير، شن مساء السبت، عدة هجمات بطائرات قاصف2k على مرابض الطائرات الحربية ومواقع عسكرية بمطاري جيزان وأبها، مؤكداً في منشورين على حسابه بالفيسبوك –اطلع عليهما المصدر أونلاين- أن الهجمات حققت أهدافها بدقة عالية، وأن هجماتهم بالطائرات المسيرة ستتوسع وتستمر.

نفي سعودي

وأعترف التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بتجدد هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة على الاراضي السعودية، وقال المتحدث باسم التحالف العسكري، تركي المالكي، طائرات مسيرة تم اعتراضها قبل استهدافها للمدنيين والمنشآت المدنية في جازان وعسير.


وأوضح المالكي في تصريح نشرته وكالة واس الحكومية، “في تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من مساء اليوم (مساء السبت) (22:45) تم اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار (مسيرة) أطلقتها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه جازان.

وقال المالكي في بيان أخر نشرته الوكالة ذاتها فجر اليوم الأحد، إن قوات التحالف اعترضت طائرة مسيرة ثانية، أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية باتجاه منطقة سكنية مأهولة بالمدنيين في منطقة عسير الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة (منتصف ليل السبت).

وبحسب المالكي فإن الطائرات الحوثية تم اعتراضها وتدميرها “ولم تحقق أياً من أهدافها وتم تدميرها وإسقاطها” مؤكداً استمرار التحالف في تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه المليشيا الإرهابية وتحييد القدرات الحوثية وبكل صرامة.

نفي عملي

وغرد مسؤولون حوثيون، تأكيداً على تنفيذ جماعتهم هجمات على مطاري جازان وابها، معتبرين ذلك رداً عملياً على المزاعم التي نشرتها صحيفة أمريكية عن الهجمات التي استهدفت في مايو الماضي خطوط نقل النفط السعودية، بأنها أقلعت من العراق وليست من اليمن.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الجمعة، المعلومات الاستخباراتية التي جمعها مسؤولون أمريكيون، تؤكد أن الطائرات المسيرة التي استهدفت محطتي ضخ تتبعان لأرامكو في “الدوادمي” و “عفيف” بالرياض، في منتصف مايو الماضي، انطلقت من جنوب العراق، وليست من اليمن كما زعم الحوثيون الذين تبنوا الهجوم حينها.

وخلافاً للمعتاد، لم يصدر أي تعليق رسمي من قيادات المليشيات الحوثية على ما نشرته الصحيفة الأمريكية، رغم مسارعة قياداتها في حوادث سابقة إلى تكذيبها أو تفنيد الأخبار التي تشكك في قدرات الجماعة أو تقلل من أهمية هجماتها.

وعلق محمد عبدالقدوس، نائب مجلس إدارة وكالة سبأ بنسختها الحوثية، على الهجمات الأخيرة على مطاري جازان وأبها قائلا “المزيد نقصفكم ونكرر قصف الهدف ونجدد القصف لنفس الهدف ونؤكده ونعيد تأكيده .. تحدي فماذا انتم فاعلون”.

نشطاء حوثيون، غردوا بالتهكم على اتهام أمريكا لجهات عراقية بتنفيذ الهجوم على المنشآت السعودية، منهم الصحفي محمد الديلمي، وابراهيم الشامي، وأخرون، مؤكدين أن ما نشرته الصحيفة يدعو للسخرية، وأن التحالف وأمريكا ما زالت تقلل من قدرات الحوثيين وطائراتهم المسيرة، وتحاول استغلال الهجمات للضغط على العراق لوقف استيراد النفط الإيراني.

حزب الله ينفي نيابة عن الحوثيين

لم يصدر أي تعليق من حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) ولا من مسؤولي الجماعة البارزين وناطق قواتهم على ما نشرته وصحيفة وول ستريت جورنال، لكن إعلام حزب الله اللبناني، وتحديداً صحيفة الأخبار، وصفت في تقرير مطول ما نشرته الصحيفة بالفبركة والمزاعم.

قال التقرير إن جدالاً مستمراً لقرابة اسبوعين، بين واشنطن وبغداد حول تورط جهات عراقية في مهاجمة مضختي نفط سعودية، مشيراً إلى تعليق النائب السابق عن محافظة صلاح الدين، مشعان الجبوري، على بيان الحكومة العراقية في 17 من يونيو، قال فيه، “إن الأميركيين قدّموا لعبد المهدي «أدلة من شأنها إدانة طرف عراقي» في عملية استهداف مضخّتي نفط تابعتين لشركة «أرامكو» السعودية (وسط المملكة) أواسط مايو الماضي”.

يضيف التقرير المعنون “فصل جديد من الابتزاز الأميركي: المُسيّرات اليمنية انطلقت من العراق! والذي أعده نور أيوب، نقلاً عن ثلاثة مصادر “أحدها من وزارة الخارجية وثانيها مقرّب من عبد المهدي وثالثها في قيادة الحشد الشعبي، حديث رئيس الوزراء خلال الاجتماع المذكور عن اتصال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، به في 15 حزيران الجاري، ليبلغه بأن واشنطن «تمتلك أدلة تثبت تورّط جهات عراقية في قصف مضخّتَي «أرامكو»، و«انطلاق الطائرات المسيّرة (التي استُخدمت في العملية) من منطقة جرف الصخر (60 كيلومتراً جنوبي غربي بغداد)”.

وأكدت الصحيفة الموالية لحزب الله في لبنان، أن بغداد لم تقتنع بأدلة واشنطن، ناقلة عن مصادر في الحشد الشعبي العراقي، نفيها الاتهامات الأميركية، مفندة تلك الاتهامات باستحالة امتلاك طائرة خارقة تستطيع قطع مسافة (أكثر من 938 كيلومتراً)، لمهاجمة المضختين السعوديتين.

ونفت مصادر في الجيش الموالي للحوثيين واللجان الشعبية التابعة لهم – حسب التقرير – اتهامات حديث بومبيو (اتهاماته للعراق) جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنه «غير صحيح»، متسائلةً: “كيف يمكن أن تنطلق المسيّرات من العراق؟”.

ورأت الصحيفة أن ادعاءات واشنطن توضع في سياق “استحقار العقل اليمني (تقصد قدرات الحوثيين)… فنحن لسنا في حاجة إلى مَن يقصف بدلاً منّا”، داعيةً الأميركيين إلى الكشف عما يسمّونها أدلّتهم. معتبرة أن الولايات المتحدة تسعى من خلال ذلك إلى «ابتزاز العراق، لتحييده عن المعركة (مع إيران)… ولجم عمل فصائل المقاومة”.

تجدر الاشارة إلى أن تقرير الصحيفة اللبنانية، تحول إلى مادة للنقاش في نشرات الأخبار وبرامج التوك شو على وسائل إعلام إيرانية ناطقة بالعربية منها قناة العالم ووكالات أخرى فارسية.

اترك تعليقاً