الخلافات الإماراتية السعودية

ضرار بالهول الفلاسي*

من يسمع ويشاهد تقارير الإعلام المعادي، قطرياً وإخوانياً وإيرانياً، هذه الأيام يلحظ بكل وضوح حجم الهجمة المسعورة التي تحاول إثبات أن هنالك خلافاً إماراتياً سعودياً حول بعض تفاصيل المشهد اليمني، وهي الهجمة التي تعرضت هذا الأسبوع لصفعتين أولاهما زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مكة المكرمة ولقاءاته مع القيادة السعودية، وثانيتهما التصريح كثيف المعاني الذي أدلى به الأمير خالد الفيصل بقوله: الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي.

مشكلة «نافخي الكير» في الدوحة وحلفها أنهم أول من يصدق أكاذيبهم، التي يخترعونها بأنفسهم، ويبدو أنهم وحدهم من يصدقها، وهم في ذلك يعيدون إنتاج أسوأ ما قدّمته مدرسة الدعاية النازية الغوبلزية التي اعتمدت على تكرار الأكاذيب كوسيلة لإثباتها، وفاتهم أن هذه الأكاذيب لا تنطلي إلا على السذج من أتباع تنظيماتهم، أما الشعوب الحرة المحصّنَة فلا وقت لديها ابتداءً لمشاهدة قنوات بني غوبلز.

مشكلتهم الثانية أنهم يواصلون الطَرْقَ على جدرانِ خزّانٍ وهميٍ حبسوا أنفسهم فيه، معتقدين أنهم بهذه الطريقة يلفتون انتباه العالم ليخرجهم من ذلك الخزان، وكل ما يفعله العالم هو «الفُرجة» عليهم والضحك من هلوساتهم. ترى متى يمر بهم طفل بريء فيشير إليهم بإصبع الحقيقة قائلاً: دويلتكم عارية وبلا ملابس!

أما العلاقات الإماراتية السعودية فهي من القوة بحيث إنه لو وُجد «اختلاف» في وجهات النظر فإنه سيمثل نقطة قوة إضافية لها، لا نقطة ضعف، فالطرفان يُدركان أن رأيَـيْ رجلين يبنيان رأياً موحداً أفضل وأقوى، فما بالك إذا كانت الآراء ابتداءً واحدة ومنسقة، مثلما أن تواصل المشاورات والتنسيق يحصّن هذه العلاقات ويقويها ويجعلها عصية على الخلافات خاصة وأن التحالف بين البلدين تم ترسيخ بنيانه بدماء شهداء أبرار وتضحيات جند ميامين وضعوا أرواحهم على أكفهم في سبيل الله تعالى، دفاعاً عن الدين والوطن والأشقاء والمصالح الاستراتيجية الواحدة للبلدين الشقيقين.

وحين ذهبنا معاً إلى اليمن تلبية لنداء الشرعية اليمنية وحفاظاً على وحدة البلد الشقيق، كنا؛ معاً ومع إخواننا في التحالف العربي لدعم الشرعية، ندافع عن استقرار اليمن أولاً، ثم عن المصالح الحيوية والاستراتيجية لبلدان المنطقة ضد التوسع الصفوي وحروبه الصغيرة بالوكالة، ونقف في وجه أطماعه التي هي كل ما هو جميل في دولنا.

ولو كان بنو غوبلز يفقهون من أمرهم شيئاً، أو يملكونه، لأدركوا مبكراً أننا كنا بذلك ندافع عن الدوحة مثلما ندافع عن بقية العواصم، لكنهم اختاروا العمى الطوعي، ومن يفقد البصيرة باختياره لا يفيده بعد ذلك في أي اتجاه يلقي بنفسه، فهو كالذي يفقأ عينيه بيديه، أو لعله «أضل سبيلاً».

نصيحة أخيرة إلى الدوحة وحلفائها: غوبلز مات! توقفوا عن الكذب رأفة بأنفسكم!

اترك تعليقاً