نبيل الصوفي يكتب لـ آل وأنصار الزعيم: لا تذوبوا لصالح الإخوان والحوثي.. الشمال واليمن كُله يحتاجكم

أكتبُ عن حرب الإخوان في الحجرية، وفقط يردون عليَّ بالسباب والشتائم.‬ لا شيء معهم ضد كلامي، هم لا يريدون أحداً يتكلم عن الموضوع، يتصرَّفون بثقة فكأنَّه ليس هناك من يواجههم إلاّ أفراد يمكن أن يسكتوهم بالشتائم، لا يتركون لنا فرصة حتى لو قلتُ لهم “صباح الخير” سيشتمون.. المطلوب فقط أن يسكتوك.

لن أسكت، فأنا تربيت في حلقات الإخوان.. مشبع بأحلام الفاعلية والتغيير ومكافحة الظلم والتعسّف والانحرافات، كنتُ في قرية بأقصى الدنيا لا أعرف شيئاً عن العالم، ولكنِّي أحلم بالتغيير في العالم كله، جائعاً حضرت اجتماعات المتخمين، وكان صوتي الأعلى بينهم، سرت على أقدامي كيلوهات عدة ولم أشعر بالاكتراث لإمكانيات النقل والتنقل.

ملتزم أنا لتربية ترى الصمت موتاً، وسأظل متحدثاً حتى إغماضة العين الأخيرة.. لن أسكت يا إخوان.. وستجدون أنفسكم أنتم تلاحقوني.. أنا سألتزم السَّير للأمام فقط، ستشتمون في تغريدة سأتركها لكم وأكتب جديدة، ستثيرون معركة سأسبقكم لتعريتكم.

يقولون لي: “أنت الولد العاق”، سأذكِّرهم أنَّ “موسى تربَّى في حاضنة فرعون”، فالحق أحق أن يُتبع، وصدق الله يا إخواني القائل: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ }، اعتقادي الذي أدين لله به، أنكم تحادون الله ورسوله اليوم.. تعذبون خلقه، تسيئون لدينه، تدركون ذلك أو لا تدركون.. فليكن أحد منا خطأً، حين يتبين أحد أنه المخطئ سيتغير، أنا أو أنتم.. أو بيننا يوم بين يدي الله، إن كنتم ما زلتم به تؤمنون.

وربما أني أعرف اليوم الإجابة على السؤال الكبير لديَّ: لماذا صمتت قامات النضال الوطني؟ وهو السؤال الذي تبادر إلى ذهني كثيراً كلما ذكرتُ “عمر الجاوي” مقابل الآلاف، فالجاوي كأنَّه وحيد بقي له صوت، فيما الأغلبية صمتت وهي حيَّة قبل أن تصمت للأبد بالموت..

نجحت الحركة الوطنية في كسر الإمامة التي امتدت ألف سنة تقاتل اليمنيين لكي تحكمهم، ولكن هذه الحركة خارت قواها أمام “الإخوان” الذين تمكنوا من استقطاب الخبرات المصرية والسورية مع الدعم السعودي، مدمجين تجارب متناقضة، فالمصري والسوري الإخواني الذي طردته السعودية، مثلاً، جاء لليمن ليستلم مرتبات سعودية تأتي عبر مشايخ القبائل للإخوان، رغم تناقض عقيدتهم مع عقيدة الحكم في السعودية، كل منهما يرى لنفسه المرجعية الشرعية.
ووظفت كل ذلك لإسكات الوطن ورموزه، وحققوا نجاحاً كبيراً، حتى أصبح لا صوت يعلو فوق صوت “الإخوان” وساهم ذلك في انفصال “الحوثي” عن الجمهورية اليمنية شمالاً.

الشمال ملكية خاصة

لقد آل الشمال للإخوان مبكراً، فمنذ انقلاب نوفمبر 67 بدأ التاريخ يرتب لعودة الإمامة وجوهرها العصبية الهاشمية التي تستخدمها الزيدية السياسية وقت الحاجة لتحكم بها، مرة بالخلافة ومرة بالإمامة.

صحيح أن الإخوان اليوم خسروا صنعاء وشمالها، ولكنهم يرون ذلك شيئاً ثانوياً طالما تمكنوا من البقاء جنوب صنعاء.. لذا هم اليوم أكثر استنفاراً ضد كلِّ من نجا من الحوثي وانتقل إلى مناطقهم، معتقداً أنه سيحارب الحوثي من خارج “مسار” الإخوان.

هم معك ضد الحوثي، طالما أنت منهم وفيهم، أما إن كنتَ ضدهم وضد الحوثي فأنت، إذاً، خصم مشترك لهما معاً، ومن الموجع الاعتراف بأنهما صارا فعلاً يتقاسمان الشمال اليوم.

ابتلاع اليسار.. وعصيان علي عبدالله صالح

استطاع الإخوان إعادة “تربية” أحزاب اليسار على مدى سنوات، أولاً عبر أدوات دولة الزعيم علي عبدالله صالح -رحمه الله- قمعاً وإغراءً وحرباً، ثم عبر التحالف ضد دولة الزعيم بمسمى اللقاء المشترك، للأسف أني لم أفهم هذا مبكراً، فقد كنت أنتقد بقاء الإصلاح والاشتراكي بدون حوارات فكرية ثقافية اجتماعية داخل اللقاء المشترك، كإخواني يومها لم أكن أفهم أنه ليس المطلوب تخليق مشروعٍ جديدٍ وإنما، فقط، “ابتلاع الاشتراكي” عبر “المشترك”.

وفي 2011، ظن الإخوان أن كل شيء انتهى ولم يبقَ إلا علي عبدالله صالح كشخص يمكن قتله في مسجده وانتهت الحكاية، هم أنتجوا الروايات التفسيرية للحكم وصدقوا أنفسهم، فقط يموت “علي عبدالله” وكل شيء سيؤول إليهم.. ولكنَّ الرجل صمد بشكل خرافي، صمد عارياً من كل عوامل القوة التي سلمها لهم، وعارياً حتى من قدرته الجسدية التي هدتها محاولتهم الفاشلة في إحراقه داخل مسجد دار الرئاسة.

كان الإخوان أكثر المتضررين من صمود علي عبدالله صالح داخل دولة الحوثي، أما الجمهورية والحوثي فقد كانا يتسابقان من يستفيد أولاً من هذا الصمود، وسبق الحوثي الجمهورية، فقتل الزعيم.

عفافيش الغفلة

لم يمُت “علي عبدالله صالح” إلا وقد عاد مجرد مواطن يمني جمهوري منتصراً على كل الشعارات الكيدية التي عبأ الإخوان الإعلام بها ضده، لم يعد لديه جيش ولا مال ولا دول خارجية.. قَاتَل كمواطن واستُشهد كأيّ مواطن يمني جمهوري، وهذا يمنح أتباعه “مَدَداً” لمواصلة دوره، لكأنَّه قرَّر مواجهة الإخوان والحوثي بعد استشهاده، فماذا فعلت قواعده وقياداتها.. وأتحدث عن العفافيش كروح للمؤتمر لا عن المؤتمر بشكل عام.

للأسف، فإننا ما زلنا لليوم تائهين أو أننا في مرحلة البداية نتلمس طريقنا، فنحن نفتقر لخبرة الإخوان والحوثي كحركات باطنية عمرها قرون.

إنَّ العفافيش من ديسمبر 2017 لم يستطيعوا تنظيم حملة واحدة تعبر عنهم الا حملة “ارفعوا الحظر عن السفير”، وهي حملة أصلاً عني لا أدري للآن ما جدواها، لكنها على الأقل أظهرت أنَّ هناك عفافيش لو أن قياداتهم المباشرة راجعت أداءها ورسمت لها خط سير بالنقيض من الإخوان والحوثي معاً، ستنجز تحولاً شعبياً كبيراً.

إننا ‫مع الوقت نذوب في مشاريع الحوثي والإخوان، فاليوم لم نعد مختلفين عنهم إلا بشأن ثورة 2011 ربما لو تجاوزناها ستجدوننا مع حامي الثورة أو ندعم رشاد العليمي وبأحسن الأحوال مع سلطان البركاني.

‫إخوان بدون إخوانية‬

‫انتهت معارك الجنوب، ولم نعرف للعفافيش رؤية مختلفة عن الإخوان، ربما باستثناء تدخلات قليلة وفي حدود ضيقة للمقاومة الوطنية وقائدها طارق صالح والناطق باسمه ومساعده “صادق دويد”، وهم يحاولون التخفيف من الخلط الإخواني للأوراق جنوباً المتمثل في التستر باسم الشمال للتحريض على الناس الهاربين من الحوثي ومن الإخوان، ومن تبعات الظروف إلى الجنوب.‬

‫وقد تحدثنا بوضوح أنَّ المعركة شمالاً، حيث عاصمة الجمهورية اليمنية، صنعاء، لا عدن ولا فنادق الرياض، وبغير ذلك لقد تماهى العفافيش مع الإخوان في كل حملات الإخوان، كما كنا نتماهى مع الحوثي..‬

‫حرب “الحجرية”.. وحكام “مأرب”‬

‫واليوم تبدأ حرب الإخوان في الحجرية، وهي واضحة وجلية تستهدف كل منطقة فيها مشروع مناهض للحوثي من خارج مصالح ورؤية الإخوان، وعلى الرغم أن هذه الحرب بدأت مباشرة بالحديث عن خطر وجود “العفافيش” في الساحل الذي أصبحوا يسمونه التعزي، التهامي، كأوصاف تعني حقهم هم وحدهم في التحكم بالحياة فيها.‬

‫هي أوصاف ليست لأجل أبناء المنطقة فهم يتباهون أصلاً بأنهم الجمهورية اليمنية في مأرب، وهي جمهورية تقصي مأرب وأبناءها من مأرب، لصالح الجمهوريين الذين تركوا مناطقهم للملكية ونزلوا يحكمون الجمهورية في مأرب. ولو أنهم حكموا كأدوات للمنطقة ملتزمين بخدمتها لما قال أحد عليهم شيئاً، لكنهم يحكمونها كمراكز قوى مناطقية وليس كدولة على الإطلاق، لا تنال المنطقة منهم سوى الأذى.. يقطع ابن مأرب الطرقات الطويلة باحثاً عن فتات المصالح، فيما تتخطف بصره الإمكانيات التي آلت إلى الحكام النازحين. ويجد أن الجمهورية الجديدة تقوم على محو كل حضور لمأرب في الإعلام والثقافة والمصالح.‬

‫ولهذا هم يريدون اليوم التمدُّد من تعز المدينة إلى الساحل، يخشون من أن نقدِّم تجربة مختلفة عن تجربتهم في مأرب فنفضحهم.. يريدون منع أي علاقة طبيعية بيننا وبين الحجرية، ولو مجرد نزوح العائلات يرونها معركة حربية.‬

‫مع كل ذلك، لا يزال العفافيش في غفلتهم “يعمهون”.. ‬

‫نحن قوة جبارة، قوة عسكرية ضاربة يقودها “طارق محمد عبدالله صالح”، وقوة اجتماعية موزعة في كل اليمن وخارجها.. وقوة سياسية حزبية سواءً عبر قيادات المؤتمر كلية أو حتى بالحديث عن “أحمد علي عبدالله صالح” باعتباره الوجه السياسي الذي لا يزال العفافيش يرونه ممثلاً لهم.. وإعلامياً وحدهم العفافيش من يملكون منظومة مشابهة لما لدى الحوثي والإخوان، تلفزيون وإذاعات ومواقع وشبكات تواصل بمئات الآلاف.‬

‫لكن ينقصهم رؤية لا تهتم بمنافسة الادعاءات الإخوانية الحوثية، بل تتحدث عن ما يحتاجون هم وما سيقدمونه لليمن الجريح وللمنطقة الإقليمية كلها ليس فقط خليجياً ولكن حتى إفريقياً.‬

‫رؤية، يعرف أصحابها أن لا شيء يجمعهم بالحوثي والإخوان، يجب أن لا يجمعهم شيء، وكلما وقف هؤلاء موقفاً وجب على العفافيش الوقوف على النقيض.. يقفون مع خصوم الحوثي والإخوان.‬

‫بدون ذلك فإذاً في أحسن الأحوال أكثرنا تفاؤلاً لن يطمح إلا أن نكون‬ “الإخوان” الجدد حسب حاجة الأشقاء في السعودية، وهذا يعني أننا نقول تقدَّم يا علي محسن، الشمال كله راجع إليك، تقاسمه مع الحوثي ونحن ويمننا لنا الله. ولكن حتى هذه تريد دعماً إذا لعلي محسن وللإخوان ضد الجنوب وضد الحجرية وضد تهامة.. أما البقاء في التوهان، هذا خطر.

الأزمة شمالاً

في محاولاتي التخفيف من تشاؤمي وعَتَبي على العفافيش، أقول ربما التعقيدات سببها الشمال نفسه وليس هم.

فالشمال ربما لديه قوى اجتماعية أقوى من الأحزاب والتوجهات الحداثية هذه، الأحزاب والقوى.

الشمال المناطقي التراتبي في قواه منذ آلاف السنين، يرفض التغيير وينغلق كلما جاءت فرصة له ليتغير. الشمال يستخدم التغيير فقط شعاراً لتعيد قواه التقليدية تموضعها، فعقب سبتمبر 62 لم تدم الروح الثورية الجمهورية سوى سنوات قليلة عاد كل شيء بعده للقوى التقليدية.

في 2011 استخدم الشمال قوى التغيير وشعاراته، لا لتحديث الدولة ولكن ليستعيد حميد الأحمر مكان عبدالله بن حسين وأكثر منه، وينتقل علي محسن للصف الأول أيضاً.

وحتى الحوثي، وهو يتمدَّد كان يتحدث عن المظلوميات من تعز إلى عدن إلى الصوفية والأشاعرة، وفي أشهر فجَّر كل ممتلكات هذه الأطراف، ولم يبقِ لهم حقاً ولا راعى لهم حرمة، وصار كل صف حكام دينه ودنياه من “صعدة”.

وإذاً فالشمال لن يقبل العفافيش كقوة جديدة، والعفافيش إذاً لن يغامروا بتمثيل التحديث، وسينكفئ الشمال ‫على قواه التقليدية، منفصلاً عن اليمن كلها، بما فيها التي يحكمها هو جنوب صنعاء كما كان في عهد الأئمة، حيث كانت اليمن هي “الهضبة” كما يقول مثقفو الربيع العربي، وما دونها مجرد هامش لصراعات قوى شمال الشمال، مما يجعل الصراع كله بين صنعاء وصعدة.‬

‫الحاكم النازح‬

‫لكن المآل الذي تقودنا إليه سياسة مستَخدمي “الإخوان والحوثي” يعني انتهاء “آل عفاش”.. نحن لسنا أيديولوجية يمكن إعادة “توظيبها” للانتفاع، نحن كتل وطنية بدون رؤية ووجود لوطن نتوه وتنتهي قيمتنا، ما عاد يمكن استخدامنا حتى “خردة”.‬

‫وحتى ما يمكن أن نسميه “قوى صنعاء” اليوم هي نازحة، وإذا لم يعد لديها من قدرة على مواجهة “صعدة”، إلا إذا صارت قوى ليمن آخر خارج صنعاء، يستعيد صنعاء بعد ذلك.‬

إننا بحاجة لأن يذوب “العفافشة” في اليمن الجديد، يمثلون مصالحه، ويعلون شأن قواه، ويخوضون معاركه هو لا معاركهم هم، يراجعون أخطاء الماضي، يشقون طريقاً جديداً..

أما استقدام كل شيء من صنعاء الفكرة والخطاب والأفراد، بحُجة الوحدة والجمهورية، كما تفعل دولة الإخوان، فإذاً قد الناس على الحوثي أو الإخوان، لماذا سيحتاجون طرفاً ثالثاً يكرِّر ذات الشيء.

إننا بحاجة لأن نذوب في اليمن المتعدِّد، ونمثل مصالح المناطق ونتازل لقواه، ما عاد معانا إلا هو، وهو للآن يرانا شركاءه ضد الحوثي، والويل إن صعَّر عنا خده.

للإخوان تجربة في مأرب، حيث الحاكم النازح بكل فساده، ولهم تجربة في تعز، حيث يثوِّرون كل شيء ضدنا، ولا يمكن هزيمتهم إلا بالاختلاف عنهم كلياً في التجربتين: تجربة مأرب وتجربة تعز.

على نخبة العفافيش أن تغادر الدور الوظيفي لها كأنها دولة.

على هذه النخب خلق قضايا والظهور بالمواقف لا بالإمكانيات، وإلا فإننا سنصبح بأقرب وقت بطالة حتى في سوق الارتزاق، لأن هذا السوق يتنافس عليه اليوم الإخوان والحوثي وهم أقدر على الارتزاق، ولن يوظفنا سواهم. ويا لسوء الخاتمة إن حدث ذلك..

علي عبدالله صالح وسباق الشمال والذي أشمل منه

كعفاشي، أبحث عن فهم الأرضية التي أقف عليها، وأسعى لفهم حال جماعتي، عسى أن أجد الطريق للمساعدة، بدلاً من دور الانتحاري، الذي يتقدم الصفوف عشرات الكيلوهات حتى يظهر لرفاقه وجهات نظر مختلفة عما هم ملتزمون لها، وكلما تقدمت عليهم زادوا خوفاً وقلقاً، وتلفتوا ينظرون للإخوان والحوثي ماذا يقولون عنهم، وكيف سينظرون إليهم، لو كان خطابي للناس باعتباري إصلاحياً أو حوثياً كانت قاعدة الجماعتين ستكون أكثر تفاعلاً وثورية مع المتغيرات.

إننا مطالبون بتحديث رؤيتنا وفقاً للممكن وللحاضر، وهذه في بعضها كانت هي قاعدة ذهبية لنجاح علي عبدالله صالح، ولم تفشل دولته إلا حيث تخلت عنها لأي سبب كان..
لقد صال الرجل وجال ليس لمجرد أنه يتحدث عن اسم اليمن كلها، لأنه حتى حين سقطت دولته كان لا يزال يتكلم عن اليمن الكبير، لكنها في الحقيقة كانت قد أصبحت اليمن القديم، يمن “الهضبة” حيث تتصارع قوى صنعاء للسيطرة على كل الدولة، عسكرية وفكرية واجتماعية واقتصادية، طمعت نخب صنعاء بكل شيء فخسرنا كلنا كل شيء، فقدنا اليمن، وضاعت صنعاء.

لقد ‫حكم علي عبدالله صالح الشمال، بشركاء رجال من ريمة وعتمة ووصاب والحجرية وماوية وتهامة ومأرب وعنس وخبان وبيت الفقيه تهامة والمحويت فحقق الانتصارات كلها، ليس لأشخاص من شاركهم، بل لأن هؤلاء الأشخاص يضمنون الشراكة الاجتماعية للمناطق داخل الدولة، كل شخص يأتي بقواه ليس فقط يجي هو وسط محيط كله من صنعاء.‬

حين اختفت قوى هذه المناطق من خارطة دولة الزعيم تعثر مشروعه العظيم، وفقدنا زعيماً لن يتكرر بسهولة في تاريخنا.

صنعاء لا تقدر على صعدة إلا باليمن، واليمن لا تقف مع صنعاء إلا كدولة للجميع.

وصعدة نفسها، تقف معنا ضد “كهنوتها” حين ترانا “اليمن” الذي تتباهى به، أما إن كانت اليمن ستتحول خراجاً لـ”قوى صنعاء” فهي ترى نفسها هي الأحق بـ”الخراج”.

حين يكون الشمال هو المسيطر، فإذاً لن يكون هناك في اليمن أشمل من صعدة، وفوق كل شمالي ما هو أشمل منه بعد ذلك حتى نصل إلى “الرياض”..

اترك تعليقاً