تونس.. إيقاف المرشح الرئاسي نبيل القروي يفجر أزمة بين ”النهضة“ وحزب الشاهد‎

أثار إيقاف رئيس حزب ”قلب تونس“ والمترشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، أمس، أزمة متصاعدة بين حركة ”النهضة“ الإسلامية في تونس وحزب ”تحيا تونس“ الذي يرأسه رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

وعلّق الغنوشي على إيقاف القروي بالقول: ”لم يسرّنا هذا الاعتقال ولا تعطيل أي مسؤول حزبي في البلاد.. نحن أمام زمن سياسي وزمن قضائي ونخشى أن يختلط الزمانان ونحن حريصون على التمييز بينهما“، في إشارة إلى احتمال أن يكون الإيقاف على خلفية سياسية رغم توفّر سند قضائي للإيقاف.

وأضاف الغنوشي أنه ”حريص على أمن الأحزاب واستقلال القضاء“.

وعلّق القيادي في حزب ”تحيا تونس“ رابح الخرايفي بأنّ الغنوشي ارتكب خطأ سياسيًا واتصاليًا ومعرفيًا، مشيرًا إلى أنّ رئيس حركة ”النهضة“ يتحدث عن ”اعتقال“ ويطلب توضيحًا من القضاء.

وأوضح الخرايفي، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك“: ”ما حصل للقروي أولًا هو تنفيذ لبطاقة إيداع بالسجن صادرة عن دائرة الاتهام، ثانيًا كان على الغنوشي أن يطلب من المستشارين القانونيين للحزب توضيح المسألة لأنها مسألة قانونية، أعلم أنه لا يعرف لا عمومها ولا جزئياتها، لأن القضاء ليس مجبرًا على الإدلاء بتصريحات، وما على السياسي إلا أن يقرأ القانون“، وفق تعبيره.

وخلص الخرايفي إلى القول: ”أن يصف الغنوشي تنفيذ بطاقة إيداع بالسجن بالاعتقال فهذا دليل على أنه خارج السياق القانوني وسياق الدولة، وما زال أسير أفكاره القديمة، أو أنه كان يمني النفس بأن يكون القروي منافسًا لمورو في الدور الثاني، رغم علمه بأنه متهم بجرائم فساد ثقيل“، بحسب قوله.

واعتبر مراقبون أنّ موقف الغنوشي يتضمن نوعًا من التعاطف مع رئيس حزب قلب تونس الذي تم إيقافه، والذي يُعدّ أحد أكبر خصوم يوسف الشاهد، ما يعني تصدّع العلاقة مع الشاهد، مشيرين إلى أنّ رئيس حركة النهضة ”وجه اتهامًا ضمنيًا للشاهد بتدبير الإيقاف خاصة بالنظر إلى توقيته“.

وقال المحلل السياسي المنصف المالكي إنّه منذ أن أعلنت حركة ”النهضة“ ترشيح نائب رئيسها عبدالفتاح مورو للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها شهدت العلاقة بينها وبين حزب الشاهد برودًا غير معلن، ولم يحصل أي التقاء بين الحزبين ولم تعلّق الحركة على خطوات اتخذها الشاهد في وقت لاحق ومنها تفويض صلاحياته للوزير كمال مرجان، ومثلت حادثة إيقاف القروي أوّل ”اختبار“ للعلاقة بين الطرفين بعد هذا البرود.

وأضاف المالكي أنّ حديث الغنوشي عن ”زمن سياسي وزمن قضائي“ فيه اتهام للشاهد بالخلط بين الشأن السياسي والشأن القضائي، أو ربما تغليب الجانب السياسي واعتباره دافعًا لعملية الإيقاف، ما يُعدّ اتهامًا مباشرًا من الحركة للشاهد بتصفية خصومه وانتهاج طريقة في التعامل مع السباق الانتخابي لا يُحترم فيها مبدأ التنافس النزيه وتفويض الأمر إلى الناخب ليكون حكمًا بين المتنافسين، وفق تعبيره

من جانبه، قال المحلل السياسي نور الدين الخلفاوي إنّ العلاقة بين ”النهضة“ وحزب الشاهد لم تشهد تصدّعًا منذ أن قرّرت الحركة الوقوف إلى جانب رئيس الحكومة وتوفير الغطاء السياسي اللازم لها لحمايتها من سحب الثقة، غير أنّ تطورات الوضع واقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي يجعلان من أيّ موقف منتقد لسياسات الشاهد ذا أهمية بالغة وأثر كبير في العلاقة بين الطرفين.

وأوضح الخلفاوي أنّ الفترة السابقة للانتخابات تشهد في العادة توتّرًا بين مختلف المترشحين، غير أنّ التوتّر بين ”النهضة“ وحزب الشاهد ستكون له تداعيات كبرى في المرحلة القادمة، خاصة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، حيث تطغى الحسابات ويُعاد خلط الأوراق.

اترك تعليقاً