المخا.. خسائر فادحة تكبدها منتجو الألبان ورؤوس الأبقار تقلصت من 4400 إلى 960 رأساً بسبب حرب المليشيات

داخل مزرعة مكتظة بأشجار النخيل في المدخل الشرقي لمدينة المخا، وجد منتجو الألبان، حظائر قديمة تتسع لها أبقارهم التي تمكنوا من الهرب معها من الحديدة قبل نحو عام عندما كانت المعارك على أشدها.

كان على مربي الماشية، الذين كانت تقع مزارعهم ضمن الجمعية التعاونية لمزارعي وزرائب الأبقار ضمن “كيلو 10″، أن يجدوا حلاً للحفاظ على مواشيهم عندما عجزوا عن شراء الأعلاف لها، وكذا بيع الحليب بعدما وجدوا صعوبة في الوصول إلى مصنع الألبان الذي كان يستقبل إنتاجهم ويقوم بتسويقه على كافة مدن البلاد، ولهذا قرروا الهرب ليستقروا داخل هذه المزرعة.

يقول أحد مربي الأبقار، رافضاً إعطاء اسمه خشية انتقام مليشيات الحوثي: عندما وجدنا أنفسنا محاطين بأجواء الخوف والقذائف المتساقطة كان علينا الرحيل، ولذا قمنا بنقل أعداد منها على متن شاحنات، لكننا عندما كنا نعود كنا نجد بعضها قد فارق الحياة بسبب قلة الأعلاف التي تتناولها، وكذا سقوط القذائف مما أدى إلى نفوق 870 رأساً.ويصف شاب آخر يعمل مساعداً لوالده في رعاية 30 رأساً من البقر، كيف أن الجمعية التعاونية لمزارع وزرائب الأبقار بالحديدة كانت تحتل مرتبة مهمة في رفد السوق بالألبان الطازجة.

يمضي ذلك الشاب قائلاً، إن المجمع كان يضم نحو 240 عضواً يمتلكون 4370 رأساً من أبقار الجاموس وقد تمكنا من إخراج 960 رأساً فقط، فيما فقدنا 3410 رؤوس ما بين أبقار منتجة للحليب وعجول مخصصة لإنتاج اللحوم.

أحد المزارعين كان يملك نحو 53 رأساً من الأبقار والعجول الصغار، لكن حرب مليشيات الحوثي قضت على أغلب ما يملك ولم يعد له سوى عشر أبقار لا يستطيع توفير أعلاف لها.مزارع آخر تحدث بحزن عن خسارته المادية، فقد قضت الحرب على نحو 64 رأساً ولم يتبق له من أصل 87 بقرة سوى 23، كما خسر شاحنتين من أصل ثلاث كانت مخصصة لنقل الأعلاف.

تقلص الإنتاج

تقلص إنتاج الجمعية التعاونية من الحليب إلى أرقام ضئيلة جداً من نحو 41 ألف لتر يومياً قبل 2015 إلى 100 لتر في الوقت الحالي.كما تقلص إنتاج اللحوم من 100طن يومياً إلى رقم صفري بعدما فقدوا أغلب العجول التي كانت مخصصة للذبح، فضلاً عن تقلص إنتاج الأسمدة الطبيعية.ولم تقتصر حرب المليشيات على مربي الماشية على الخسائر المادية بل تعدت ذلك إلى الخسائر البشرية، حيث قتل عشرة مزارعين بقذائف المليشيات وأصيب اثنان منهم.

مزرعة مجانية

عندما قدموا من الحديدة إلى المخا وعلم أحد رجال الأعمال بمحنتهم خصص لهم جزءاً من مزرعته لإيواء رؤوس أبقارهم دون أي مقابل مادي، لكن المزارعين يقولون إنهم بحاجة إلى الدعم المادي لشراء الأعلاف والأدوية البيطرية، فالظروف المالية الصعبة تجبرهم على بيع بعض أبقارهم لشراء القضب والأعلاف والأدوية، خصوصاً وأن إنتاجهم الضئيل لا يغطي تكاليف تربية مواشيهم.

ورغم إنتاج المزارعين نحو 100 لتر يومياً من الحليب، إلا أنهم يعجزون عن العثور على من يشتريه ويضطرون إلى توزيعه على مناطق بعيدة مثل واحجة وباب المندب… وغيرهما من المناطق الريفية بالساحل الغربي.

اترك تعليقاً