لغم حوثي يُسلم الطفل عمران إلى إعاقة دائمة

لا تكاد تخلو قصص المعاناة الناتجة عن ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية في الساحل الغربي، حتى أنها باتت من أكثر القصص شيوعا في تهامة لتبدي وجه الشر الذي يميز مليشيا الكهنوت عن غيرها من جماعات الموت.

ولأن الحوثيين المدعومين من إيران قد أحالوا اليمن إلى أكبر منطقة ملغومة في العالم وزرعوا فيها كميات ألغام لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية فقد كان نصيب الطفل عمران ذي العشرة أعوام واحداً من هذه الألغام.

حيث سجلت حالة مأساوية يعيشها الطفل عمران في أحد أكواخ القش بمقربة من مخيم الجشة، رفقة أمه المكلومة حزنا عليه وأبيه الذي أكل عليه الزمن وشرب، وإخوته الحزينون عليه.

كانت الأسرة تقطن في السابق قرية المدمن بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، وكان الأب الذي يعاني أمراضا مزمنة قد قرر الاستقرار في منزله وإنشاء مزرعة بالجوار ليوفر لقمة العيش للأسرة، غير أن المليشيا الإرهابية ملأت المزرعة بالألغام على حين غرة منهم.

وعلى حماره التي كانت وسيلته للتنقل، خرج عمران ذات نهار إلى المزرعة لجلب الأعلاف لأغنامه، إلا أن الصدفة قادته إلى لغم مدفون تفجر به حتى قتل حماره وأصابه في رجله ممزقا إياها. 

إلى عدن كانت الطريق محفوفة بالموت، تقول أمينة ام عمران وهي تسرد قصة النجاة التي كتبت لابنها عمرا جديدا، وتتذكر كيف أن ساقه كانت ممزقة وهو يصرخ باكيا، وكان خوفها الأكبر من الموت إذا جاء فلذة كبدها لكن حظها كان أفضل.

لم يستطع عمران الحديث إلينا وكان خجولا يتندم على حالته البائسة، وحينما كان يحاول المسير يعجز لعدم كفاءة ساقه للمشي بعد أن تناثرت ما بها من عضلات عند الحادثة وظل الأثر شاهدا على قدمه يبين جرم الكهنوت الحوثي .

تشير أمينة إلى أن ابنها لم يستطع المنام ليلا وتضطر إلى مساهرته عندما تتداعى إليه المتاعب والآلام، وإذا ما غلبها النعاس تعطيه مهدئات لتتخفف من آلامه. 

وكما هي العادة فإن جرائم مليشيا الإرهاب الكهنوتي تستهدف العزل الأبرياء، وتختص منهم في الغالب الأطفال والنساء، بما يظهر مدى الحقد الذي يربو بصدر جماعة إرهابية ما عرف لها اليمن مثيلا من قبل.

اترك تعليقاً