الدولة المضحكة المبكية

بقلم / المرتضى أبو طالب

من أجل الخروج باليمن إلى بر، تبادل المبعوثون الأمميون أدوارهم في اليمن .. تبادل المسلحون أدوارهم .. تبادل اللانظاميين أدوارهم .. لكن الدولة لم تعد ذات دور يذكر، لمجرد أنها أصبحت مغيبة.

مع تغييب الدولة، غيبت مؤسساتها، وغيبت الإرادة النظامية، وغيبت الحقوق والحريات، وغيبت الحياة المعيشية الطبيعية، وغابت اليمن التي نحب.

لأن هذه هي مخلفات الحرب، لم يعد بإمكان عاقل أن يؤمن بهذه الحرب وباستمراريتها .. ما يمكن الإيمان به في هذا المأزق هو الخروج بحلول سلمية تضمن وجود دولة عادلة يتساوى فيها الجميع أمام القانون، ولا يعرف هذا القانون كبيرا ولا صغيرا .. القانون الذي يولد من رحم الحاجة القصوى إليه.

يا هذه الدولة الضعيفة التي لا هي التي تحلت بمسؤوليتها وتديولت، ولا هي التي تخلت عن هذه المسؤولية أما آن لكم الإيمان بأن الدولة تسبقها أسباب وجود الدولة وتلحقها معززات وأشكال كثيرة تثبت أنها دولة كالحقوق والحريات والإدارة والكفاءة ووو؟

نريد دولة لا تترك الحبل على الغارب، وتتمسك بمبدأ العدالة والمساواة، وتؤسس للشراكات لا للصراعات.. دولة بناء بناء يا عشاق الحرب !

أربع سنوات مضت ونحن نعيش عامنا الخامس على تلك الحرب التي لم نر خلالها أي مؤشر أو تحرك أو مبادرة من دولة صنعاء للحفاظ على ما تبقى من المؤسسات، بل أصبح الجميع يدرك خطوتهم الممنهجة – في أغلب الأحيان – لتدمير تلك المؤسسات التي أضحت تشكل حملا ثقيلا على عاتق المواطن اليمني.

نريد هذه الدولة العادلة لأن الآثار المترتبة على غيابها أهلكتنا .. لم نعد نر وجودا للحقوق ولا للحريات ولا للمؤسسات ولا للعدالة .. كل ما نراه هو القمع المبرر بالحرب والعدوان ، حتى أن غياب الدولة ذاتها هو غياب مبرر بأننا الآن في حرب.. إذن ما هو شكل المسؤولية التي بإمكانكم تحملها؟

بالله عليكم يا دولة الإنجازات العسكرية المتتالية والمعلنة دائما ، ما هو شكل المسؤولية التي بإمكانكم تحملها في حرب أو في سلام؟

اترك تعليقاً