حرية واستقلال؟!

بقلم / حلمي العريقي

جاء الحوثيون من صعدة إلى صنعاء ولم يكلفهم اجتياح العاصمة سوى دقائق معدودة، مرت عليها ٥ سنوات حتى اليوم، وبعد ٥ سنوات وسم الحوثيون هذه الذكرى بشعار (حرية واستقلال)، فهل حدثت حرية أو تحقق استقلال؟

ماذا يعني أن تكون الحرية شعارا للحوثيين الذين يقمعون حرية التعبير وحرية الرأي وحرية التعدد وحرية الاختلاف وحرية التجمع وحرية الصحافة … الخ! وماذا يعني أن يكون الاستقلال شعارا لهذه الثورة رغم كل ما يُتداول عن المشروع الإيراني الذي يجد من اليمن بيئة مناسبة يتمدد عليها!

يعيش مجتمعنا حالة من اللاحرية تستوجب إلغاء الرأي والرأي الآخر وتتطلب أن يكون المرء تابعا ومحسوبا وملغيا ومقهورا ومحشوا بالكبت ومحشودا بالسوداوية. بلغت الحلقوم عندما قرنت الحركة الدينية المتطرفة يوم ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ بثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢، كثورة تصحيحية للمسار، وأي مسار؟ كمنعطف تاريخي يفاقم وعورة الطريق وأي طريق.. طريق الندامة، طريق الشعب المفلس الحزين.

حرية ماذا والمعتقلات تكتظ بسجناء الرأي والمؤسسات تنقاد وفقا لقمع الحاكم وتقوية نفوذه والقضاء يرضخ لهيمنة السلطة والأمراض الاجتماعية والصحية تتفاقم وتزداد، حتى بلغ السيل الزبى في كل شيء، فما هو شكل الحرية التي أوجدتها ثورة ٢١ سبتمبر المجيدة؟

واستقلال ماذا والمشروع الإيراني يلف الرقبة اليمنية ويقود مآربه الجغرافية والسياسية والثقافية والدينية ويزيد من شدة التطرف إلى أن أصبح التطرف ثقافة مقيتة لا تعترف بالغير ولا تتنبه لحجم السلوك الخاطئ الفادح.!

في حال نهضت الثورة -أي ثورة- على برنامج قام مسبقا على أيديولوجية سياسية وفكرية معلنة، تفقد هنا تسميتها بـ(الثورة الشعبية). قلّما تنجح هذه الحالة الثورية في الوصول إلى هدفها، لأنها تفشل في توحيد صفوف الشعب حولها، وتكون نتيجتها في حال تحقيقها لأهدافها استبدال الاستبداد القديم بآخر جديد.

وما حدث هو أن ٢١ سبتمبر حالة ثورية تدافع من خلالها الحوثيون إلى السيطرة على صنعاء تحت ذريعة أزمة الجرعة وفشلت في توحيد صفوف المجتمع حولها، وأنتجت استبدادا جديدا بشكل طائفي جديد واعتبرتها جزافا سياسيا (ثورة شعب).. فقط.