الجمهورية الملكية

إياد المحاقري

لا يختلف إثنان حول عظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وسمو أهدافها، ومع هذا فإنها كأي حدث يخلق أوضاع لها من السلبيات مالها من الإيجابيات، وهذا مايسمح لنا إعادة قرائتها وأهدافها بشكل أعمق.

 وإذا فعلنا هذا  سنجد أن أبرز أسباب الثورة كانت الفقر والجهل والمرض ومن البديهي أن تكون أول أهدافها هو القضاء على هذا الثالوث المميت، ولكن العقلية المنغلقة لدى الأئمة آن ذاك حالت دون ذلك مما جعل الثوار يقتنعون بضرورة تغيير النظام الملكي الإمامي إلى نظام جمهوري خاصة بعد أن تأكدوا انه لاجدوى من تغيير إمام بإمام أخر.

 وهذا ما أجاز لهذا الهدف أن  يتصدر المرتبة الأولى من بين الأهداف، وقد كان الثوار على حق فالنظام الإمامي أصبح غير صالحآ للتطبيق، ولكن إتخاذ خطوة كبيرة كهذه كانت تحتاج إلى دارسة واستراتيجة أكبر لا ارتجال خاصة في ظل الظروف الثقافية التي كان يعيشها معظم الشعب، لقد مثل الإرتجال اجلى السلبيات والمآخذ التي تؤخذ على رجال الثورة الأحرار لأنه وبسببه لم ينجح الثوار تمامآ بعد الثورة بتجذير مفهوم الجمهورية في الوجدان الشعبي، وهذا ما أدى لاحقآ إلى بروز أنظمة جمهورية جوفاء فارغة من المحتوى الحقيقي للمعنى.

باستثناء فترة الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي وفترة قصيرة بعد تحقيق الوحدة إنتهت عندما قررت الأطراف إقصاء ميزان من موازين القوى السياسية من الساحة، ونحن هنا لا نتصيد أخطاء الثورة والثوار أو نحملهم المسئولية، ولكننا نريد أن نكمل ونصحح بقدر الإمكان ما بدأوا به في طموحهم النبيل، فما هناك من وقت نحن أحوج فيه للنظام الجمهوري مثل هذا الوقت، ذلك النظام الذي تتشارك فيه جميع قوى المجتمع السلطة وتتداولها تداول سلمي، فهذا النظام حاليآ هو القادر على ترميم ماخلفته الانظمة السابقة التي جعلت من المواطن تائه متذبب يردد: “الله يحفظ السلال ويخلي الامام”

 (نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)