مواطنة زائفة

بقلم / شيماء الحوثي

عاش اليمنيون لفترات من الزمن في عصر الجهل والظلام ونظام الحكم الإلهي إلى أن جاء سبتمبر التحرير وتحررت معه العقول وكان من أهدافه المواطنة المتساوية للجميع دون اعتبارات للقبيلة أو للعرق أو للمنطقة.

حاول اليمنيون تطبيق مبدأ المساواة والمواطنة والعدل في فترات ما بعد ثورة سبتمبر لكن كانت هناك الكثير من العراقيل الداخلية والخارجية  التي منعت تطبيق هذه المبادئ أو حجبت تطبيقها كلياً، حيث كنا نرى تطبيقا جزئي لهذه المبادئ ولكن كنا نأمل تطبيقها كلياً مع مرور الزمن.

مر الزمن وحدث مالم يكن في الحسبان، بدلاً من تطبيق المبادئ كلياً، عدنا للوراء إلى ما قبل ثورة سبتمبر ويبدو اننا عدنا إلى ما قبل دخول الإسلام حيث نرى الآن التعامل على أساس القبيلة واللقب والمنطقة والعرق، فقدنا مظاهر الديمقراطية والمواطنة المتساوية وفقدنا معها تحرر العقول، فالكثير عاد إلى عصور الجاهلية حيث يتم التعامل على أساس العرق وتتم السيطرة باسم الحكم الإلهي، والكثير يفرح ويهتف لهذه التصرفات.

الخوف الكبير من أن تسوء هذه التصرفات أكثر وأن تزيد مع مرور الوقت حيث لا نرى أي مظهر من مظاهر الديمقراطية حتى وإن كان زائفاً مثلما نرى اليوم الكثير من المظاهر الزائفة للديمقراطية والمواطنة المتساوية لدى أطراف الحرب في اليمن.

نأمل أن تخف خطابات التحريض والكراهية من أطراف الحرب وأن تكون خطاباتهم مليئة بالدعوة إلى القبول بالآخر وأن نرى خطوات جدية تسعى لإعطاء المواطن اليمني الحق بالمواطنة المتساوية.