يمن واحد..صورة بلا ملامح

بقلم / حنان المروني
لقد بات من المستحيل الحديث عن اليمن كدولة واحدة أو مجتمع واحد، ولا عجب في ذلك لأنها أصبحت من الدول المفككة التي وصلت للإنهيار فهي تشهد حالة كبيرة من الفوضى والتقسيم والتشرذم، وبمعنى أدق أصبحت اليمن مسرحاً كبيراً للنزاعات الخارجية والداخلية، فهي لم تسلم من الجماعات المتطرفة والنزاعات المسلحة الداخلية وبذلك تمر اليمن بأسوء وضع في تاريخها.
إن حجم المأساة التي يعاني منها الشعب اليمني ليست بالقليلة فلا أمان على أرض الوطن، ولا جيش موحد يحتمي به، ولا دولة بمؤسسات يلجأ إليها هذا الشعب المنكوب، فلم يبرح اليمن أن يتنفس الصعداء من حروبه التاريخية السابقة حتى يدخل في نزاعات وحرب لا نهاية لها، وبذلك تكون الأزمات متلاحقة على اليمن.
إننا بالحديث عن الدولة المدنية واليمن الواحد نداري أنفسنا ونوهم غيرنا بذلك فالواقع يعكس شيئاً آخر، فلا يمكن أن نطمح بإقامة دولة مدنية واحدة ومستقلة واليمن يعاني من تقسيمات ونزاعات لا حصر لها ويكون اليمن ووضعه الإنساني والإقتصادي هو الأسوء في العالم بحسب تقديرات المنظمات الدولية.
وكل ما سبق شكّل دافعاً لظهور مشاريع تستهدف الدولة اليمنية الموحدة والهوية الوطنية لليمنيين، وهنا تتعلق أحلام اليمنيين بإقامة دولتهم المدنية المنشودة على أيادٍ لم تظهر بعد، تتبنى مشاريع بنيوية تضمن حقوق متساوية ومستقبل مشترك لليمنيين، وتلغي كل القوى التي تحمل مشاريع التفتيت والتقسيم، وتغلب مصالحها الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.
(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)