لأجل السلام

بقلم / رحاب اسماعيل
الحرب هي الوجه الأسود لعتمة الحياة وضيق النفوس وتعب الأرواح. الحرب دائماً هي اليدُ التي تهدم وتأكل أخضر الوطن وتقتل شباب في عمر الزهور وأطفال جوعى قتلتهم لقلة حيلة أُسرهم في حمايتهم من عبث الحرب وقسوتها.
تلك الصورة اللعينة المُتكررة للحرب هي ذاتها لن تتغير بدعوات نتلوها آناء الليل وأطراف النهار، ولا بالصلوات والدموع.. الحرب ستنتهي حين يتوقف الشعب عن ترك قراره لمن يقتل وينهب ويسرق باسم الحرب، ستنتهي حين يُدرك الجميع أن استمرار هذه الحرب أكثر هو الهاوية بلا أدنى شك.
صور الحرب مُتعددة، حزينة، مُعتمة وُمبكية. الصور التي نراها كل يوم على الأرصفة في أسراب السيارات على المواد النفطية، في الفقراء والمتسولين في الشوارع، في الجوعى المتعففين الذين يموتون جوعاً ولا يدري عنهم أحد، في الأطفال الذين لا يجدون ما يأكلون إلا خبز وماء، وآخرون جائعون بلا خبز ولا ماء، في صور الشباب الذين يعودون على توابيت الموت، في صوت الأمهات الباكيات اللائي فقدن أبنائهن، أزواجهن وتارة أحفادهن. الحرب صورته واضحة في يد امرأة تطلب المساعدة لتسد جوع صغارها.. إنها الحرب الملعونة التي جاءت على كل جمال هذا الوطن واستقراره.
ستنتهي هذه الحرب وهذه الصور البشعة الحزينة، حين تتكاتف الأيدي وتطالب بقبول كل مشاريع السلام على كل طاولات المؤتمرات التي تسعى لتثبيت السلام في هذا الوطن، وتعطي الحق للشعب في اختيار حاكمه دون إقصاء لأي فرد، دون أي استثناءات، يجب أن يختار الشعب حاكمه بديمقراطية سلسة واضحة أمام عيون العالم، نحتاج لخطوة سلام يرضخ لها الجميع ويتركون السلاح جانباً، نحتاج للاستسلام لأي مبادرة سلام لأجل هذا الوطن، لأجل باقي طموح نملكه، لأجل الأطفال، لأجل مستقبل مستقر دعونا كثيرا به، لأجل الأمهات اللائي قدمن من عائلاتهن الكثير ليعود السلام، وعادوا جنازات ولم يعود السلام بعد. لكل شي جميل يمكننا عيشه عوضاً عن كل لحظات الخوف والحرب.
(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)