توقفوا عن أدلجة الشباب

بقلم / أمين الشامي

يكمن قبح الحرب والمتحاربين في التأثير على فئتين عمريتين هما عمود الحاضر وأمل المستقبل، فئة الشباب بوصفهم الطاقة الإيجابية والمنتجة لتغيير واقع الحاضر إلى واقع منشود مأمول وذلك من خلال تفاني وطموحات الشباب الهادفة إلى خلق الإبداع والتميز بكل شيء.

وفئة الأطفال كذلك هي الأخرى لم تسلم من تبعات الحرب فقد أجترت أطراف الصراع أعدادًا مهولة منهم، وهناك أرقام كثيرة من القتلى والجرحى، حيث تعد هذه إشكالية إنسانية وجريمة لا تغتفر. أن يشارك الطفل في الحرب هو انتهاك للإنسانية واغتيال لمستقبل البلاد.

للحرب أخلاقيات يثوارثها البشر عبر الزمن عدا حربنا هذه القائمة في اليمن فقد تجردت من كل تلك الأخلاقيات واستباحت كل ما حرمه الشرع وأجازه المنطق وارتضى به الضمير. إنها حرب تعربد دون اكتراث لأي شيء، استغل المتحاربين فيها كل نقاط ضعف المجتمع واستطاعوا التأثير على الشباب وجرهم إلى المساهمة بالحرب غير آبهين بمستقبلهم ومستقبل الوطن.

الاستقطاب للشباب وأدلجة عقولهم من قبل الجماعات المتطرفة أسوأ حدث دمر وسيدمر بنيوية المجتمع ويفتت روابط الإخاء والألفة التي كانت قد ترسخت فيما مضى؛ فالجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والعقل لا يمكن أن تسهم في خلق استقرار وحياة بقدر ما تعبث بكل شيء دون الاعتبار لمصلحة البلاد والإنسان.

تعمد تلك الجماعات المسلحة المتطرفة إلى إقحام الشباب في الصراعات، وتلقينهم خطاب الكراهية ليتحولوا إلى عناصر إرهابية تقتل وتنهب وتدمر، فلا يفكرون بعد استقطابهم إلا بالدماء وسفكها والانتصار لمشاريع من يتبناهم وإن كانت مشاريع تخريبية.

الشباب المؤدلجين بلا شك قد حُرفت مساراتهم الصحيحة كالاهتمام بالتعليم والمستقبل إلى مقاتيلن لا هم لهم سوى الموت في سبيل اللا شيء.

المسؤولية في خلق الوعي والتحذير من مغبة استقطاب الشباب لا تقتصر على فئة اجتماعية معينة بل ينبغي أن يتبنى هذه القضية ويصحح مسارها كل مثقف وناشط وتربوي وأكاديمي وناشط وصحافي وإعلامي فنحن أمام كارثة اجتماعية لا ترحم. تنوير الرأي العام بخطورة هذه القضية أمر سيجعل الكثيرين من الشباب حذرين من الالتحاق بتلك الجماعات.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)