خطاباتهم تسلبنا إنسانيتنا

بقلم / آلاء الخيواني

شكلت الخطابات السياسية والطائفية دورا كبيرا في تفكك شرائح المجتمع وزرع الطائفية والعنصرية، ولعلها تعد من أخطر وأبشع أنواع الحروب لأنها تترك تأثيرًا بالغًا ولأنها تنجح بسهولة في تحقيق غايتها من انقسامات وانتشار الحقد والكراهية بين افراد المجتمع، للأسف لا يعي الكثير من الناس خطورة السماع لتلك الخطابات وتأثيرها عليهم وانعكاسها أيضًا في تربية أولادهم.

هذه الحرب الاجتماعية تحتاج لوقت طويل لتجاوزها فحتى وإن انتهت الحرب العسكرية في بلادنا سنحتاج لوقت طويل لمحاربة العنصرية والطائفية التي زُرعت في المجتمع لمحو كل تلك المصطلحات العنصرية التي اُكتسبت اثناء الحرب.

من يتحدثون بتلك الخطابات الطائفية والخبيثة هم أكثر الناس كذبا ونفاقا فهم لا يهمهم سوى مصلحتهم ولأنهم تجار حروب فمن مصلحتهم غرس الحقد والكراهية بين الناس للحفاظ كي تستمر تجارتهم البائسة بدماء الأبرياء.

لقد شهدنا هذا الشيء في بلادنا عندما تحالفت وتصالحت أطراف مع بعضها لم نتوقع أبدًا أن تتحالف وتتصالح لما قد حدث بينهم من حروب وحقد وكراهية لسنين طويلة ولكن قاداتها تناسوا كل ما حل بالشعب من قتل ودمار بسبب الخلافات بينهم وسارعوا للصلح والتحالف فقط من اجل مصلحتهم الشخصية.

إن أول ماعلينا فهمه وإدراكه هو الاعتقاد الجازم بأن السياسة قذارة ومن نراهم اليوم يشتمون بعضهم ويقومون بالتحريض وينشرون الكراهية ضد بعضهم من يجعلوننا نطلق تلك المسميات والمصطلحات العنصرية سيأتي يوم سيتصالحون مع بعضهم البعض ويجلسون على طاولة واحدة وذلك لغرض مصلحتهم الشخصية وسيتناسون كل تلك الأوجاع التي تسببو بها في المجتمع. يجب أن يعي المجتمع أنهم سيتفقون ونحن فقط من يدفع الثمن ضحية قذارتهم وألاعيبهم، يجب علينا أيضًا أن نتعامل مع بعضنا البعض بعيدا عن تلك التصنيفات والمسميات.

لا يهمني انتمائك واعتقادك عن تعاملي معك مايهمني هو انسانيتك فقط، لن أحكم عليك من خلال موقف سياسي لك أو توجه معين فتلك أكاذيب وخدع وقعنا فيها ، فلا تحكم عليَّ أنت أيضًا من خلال اسمي ولقبي وتوجهي. يجب ألا يكون لذلك أهمية في التعامل . فهل تعرف مابداخل الشخص من قيم وأخلاق !! هل تعرف كم هو طيب ومتسامح ومتعاون !! أم فقط قد حكمت عليه من شكله وانتمائه الذي سيزول ذات يوم بعد ان يكون قد خسرنا جزء كبير من إنسانيتنا، لنحافظ على ماتبقى لدينا من إنسانية ولنعامل الناس بشخصهم وأخلاقهم فقط ولنترك ذلك المرض الخبيث العنصرية، وإن كان مرضًا خبيثًا يصعب استئصاله إلا أنه سيستأصل من جذورة ذات يوم وسنعرف كيف نحافظ على نسيج مجتمعنا من التفكك والعنصرية.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)