فاتورة يدفعها الشباب

بقلم / عباس المؤيد

الكل يدفع فاتورة الحرب.. تضيق السبل بأفراد هذا المجتمع المنكوب وتتراكم عليه فاتورة الحياة المدفوعة بالأرواح والأنفس والأموال، ويدفع الشعب أثماناً لأخطاء القوى السياسية المحتربة، بينما تدفع القوى الشباب اليمني إلى ترخيص حياتهم الغالية للوقوف تروساً في طليعة الجبهة، وفي الشمال يدفع الحوثيون بشباب اليمن والهاشميين منهم إلى أتون المعارك الطائفية في سبيل مشاريع أنصار الله المنبثقة من مشاريع إيران التوسعية.

يحدث ذلك في ظل الانقسام الكبير الذي أنتجه الصراع العائدي والسياسي، وأثر ذلك في الشكل العام للعلاقات الاجتماعية بين المرء وأخيه، وبين ابن المنطقة وجاره، وبين الذي يرى نفسه سيداً ويرى الآخر بعين الانتقاص.

هو زمن الفواتير الباهظة التي يتحمل الشباب أعباءها وهي لا تُحتمل، وزمن الخسارة في كل الجوانب البشرية والمادية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية، وزمن المخلفات الطائفية والعنصرية والمناطقية والكراهية، والتي كلها تجعل الشباب يحتملون هذه الفواتير التي لا تُحتمل.

وشباب المكون الاجتماعي المسمى بالهاشميين هم شباب لهم الحق في الحياة بعيداً عن الصراعات السياسية والعسكرية التي يجرهم فصيل الحوثيون إليها، لكن فصيل الحوثيين الذي يعتقد بالحق الإلهي في الحكم لن يعي الحق الإلهي في حياة هؤلاء، لذا فإن ترخيص دمائهم لن يكلف شخطة قلم أو تسجيل فيديو لخطاب توجيهي قصير.

في الوقت نفسه يدفع هؤلاء الشباب بأنفسهم ثمن الحق الإلهي في الحكم.

وليس جر الشباب إلى الحرب مقتصراً على ميدان الواقع فحسب بل ويشمل ميادين التواصل الإلكتروني، تلك التي يجتمع فيها الشباب من كافة التيارات عن قرب، والتي يُعرض فيها الشاب إلى الإهانة والسباب والحط من الكرامة والابتذال الذي قد يصل إلى درجة التهديد بالتصفية الجسدية شخصياً وأهله وذريته.

القصة كلها قصة دفع فاتورة حرب شعواء عابثة أرهقتنا واستغلتها القوى المتصارعة للعبث بأرواح الشباب، وجعلها الحوثيون بوصلة تضيع الشباب وتهدر أعمارهم ومستقبلهم، والعاقبة أخطر.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)