الخطاب المشوه

بقلم / اياد المحاقري

باسم الحزب لا باسم الإنسان، وباسم الإنتماء لا باسم الوطن تحاول الأنظمة و الاطراف السياسية الحالية تعبئة الساحة العامة بخطابات الكراهية والعنصرية، لأنها وجدت أن اللعب على وتر العواطف أسرع الطرق للوصول إلى أهدافهم، خاصة في حالة غياب الوعي وضعف مستوى التعليم في المجتمع.

هذه السلوك يشكل أكبر عائق أمام بناء الدولة الحديثة، فالعمل على إعدام كل فرص إيجاد مساحة آمنة يتاح فيها إشتراك الروئ والآراء المختلفة هو تفكيك لمنظومة المجتمع ونسيجه وسير معاكس تماما لاتجاه المشروع الوطني الجامع الذي يحلم به كل من ضاق حاله.

إن الدولة الحقيقة هي التي تلبي مطالب وإحتياجات الجميع ولا تنظر في مواطنيها مذهبهم ولا عقائدهم ومنطاقهم، هي دولة مدنية تحتوي الجميع ويندمج فيها كل أبناء الشعب بطوائفهم ومعتقداتهم، ولذا يتوجب علينا بلورة نقد معرفي لخطاباتهم تلك وإبراز مافيها من سلبيات كبيرة تعيق بشكل أساسي بناء الدولة المدنية الحديثة.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)