هل تضيع كل سُبل السلام في اليمن؟

بقلم / حنان المروني

يستحق اليمن وشعبه أن تُحل كل خلافاته السياسية ليعيش بسلام وتتحسن أوضاعه الإنسانية، ولابد أن تتقارب كل الأطراف السياسية المتنازعة بدون استثناء أو إقصاء لطرف معين وتجتمع حول طاولة حوار أساسه العقلانية والإنسانية والنظر بعين الرحمة لحال اليمنيين المأساوي والتوصل إلى حلول مشتركة وشاملة لكافة القضايا السياسية التي تؤجج الخلاف وتتيح الفرصة أمام من له مصلحة في إطالة امد الحرب.

يعتبر الحل السياسي الحل الأمثل للأزمة اليمنية وهو السبيل للمضي قدماً نحو سلام حقيقي يعم البلاد ويخلصها من نفق الحرب المظلم الذي لا نهاية له وفي حالة عدم اجتماع أطراف الصراع في طاولة مفاوضات حقيقية وجادة فإن الوضع مرشح لتفاقمه أكثر مما هو عليه الآن وهذا ما لا يتمناه الجميع، لقد حان الوقت أن يخرج اليمنيين من هذا المأزق متعدد الوجوه وأن ينظروا لمستقبلهم الضائع الذي سيضل في ركود لسنوات قادمة، حتى وإن انتهت الحرب في اليمن فسنحتاج لفترة طويلة حتى تختفي الأضرار التي خلفتها الحرب والنزاعات.

إن الضرورة تُحتِّم سرعة تحقيق اتفاقية سلام شامل في اليمن لإنقاذ هذا الشعب الهالك الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة من شدة المآسي الواقعة عليه، ولاشك أن العراقيل التي تواجه كافة مبادرات السلام في اليمن يتحمل مسؤوليتها أطراف الصراع والمسؤولين عن الأزمة.

يجب أن تتخلى الأطراف عن لغة الإتهامات، وتبحث في الأسباب التي تُفشل كل اتفاقيات السلام وتقوم بمعالجتها وتقديم التنازلات لحقن الدماء وبناء الدولة المنشودة التي يحلم بها كل يمني، دولة ذات سيادة كاملة تكون الأساس في صناعة المستقبل الواعد للبلاد وشعبها العظيم الذي يفرض على الجميع احترامه ومعاملته بأساس من التعاون والمصالح المشتركة بعيداً عن الهيمنة والتسلط.

 

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)