بأي أرض تموت

بقلم / عباس المؤيد

“ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت” صدق الله العظيم .. هل بأرض الحوثي أم بأرض هادي ، هل بأرض الموت شمالا أم بأرض الموت جنوبا ؟

ما نعرفه عن أي حرب هو الموت والمسايسة والمقامرة والمساومة والملاوعة والتصعيد والترهيب والتهديد وهلم جرا .. عناوين عريضة في ملف الحرب تتحكم بمصير دولة وإنسان ومجتمع وأرض ومستقبل ، وعبث ما بعده عبث يسترسل فيه المتناوشون في سبيل الانتصار ، وأي انتصار !

في حالة الحرب اليمنية اجتمعت كل هذه الملابسات التي لا تفضي لنتيجة في ظل وجود حمى سياسية طاغية على الطرفين .. والوقود البشري المعتمد لهذا العبث هو أبناء المجتمع اليمني وشبابه .. ينتهج مكون هادي نهج استقطاب أبناء القبائل وجعلهم ذخيرة الجبهة ، وينتهج مكون الحوثيين نهج استقطاب أبناء الهاشميين وجعلهم ذخيرة الجبهة ، ويستمر القتال في هذه الجبهات كما يستمر التنازع الداخلي بين أبناء المجتمع داخل المدينة .

شرخ بين هؤلاء وأولئك يضع المجتمع ونسيجه المجتمعي في خانة الخسارات الضيقة .. تشتيت وتفريق عمد لصالح مشاريع سياسية نتنة تقهر الإنسان وتمحو ذكره .. لذا فمن الطبيعي ألا يأبه الطرفان بأهل هذا النسيج طالما وهم لا يأبهون بأرضه وإنسانه .

إنهاء هذا العبث ليس باستخدام الورقة والقلم ولا باستخدام السلاح والرصاص .. الأمر يحتاج فقط عقلا واستدراكا لصعوبة الموقف وهزليته .. شباب اليمن معرضون للموت عن طريق الانتماء ، هؤلاء مستفيدون وأولئك أيضا ، وأرواح الشباب هي التي تزهق وربما لو تعقلنا قليلا سنعي العبثية هذه .

وتعقل ذلك يتطلب المسؤولية الكبيرة تجاه الشباب ومستقبلهم ، ومنحهم الفرص لتفعيل دورهم المفترض وليس الفرص للموت .. الفرص للنجاة ولحماية أنفسهم ومجتمعهم وبلدهم وليس للتهلكة.

(نقلا عن منظمة نسيج الإعلامية)