كيفية سقوط ” حصن عفاش ” وانهيار تحصيناته العظيمة .. والتي جعلت الرئيس صالح يرفض اللجوء إليه (تفاصيل جديدة )

مأرب اليوم/

كيفية سقوط ” حصن عفاش ” والذي بناه الرئيس السابق علي عبد الله صالح خلال فترة ثلاثة عقود ونيف وتم تحصينة بمختلف أنواع التحصينات والتجهيزات .

وكشف ضابط في الحرس الجمهوري” للمشهد اليمني ” اليوم الجمعة عن تفاصيل حصرية تنشر لأول مرة عن التحصينات العسكرية في هذا الحصن التاريخي والذي تم تطويره وتوسيعه خلال فترة حكم صالح حتى توسعت مساحته لتشمل سلسلة جبلية واسعة استحوذت مايقارب نصف قرية بيت الأحمر مسقط رأس الرئيس صالح والتي سميت بذلك بسبب بنائها فوق سلسلة جبلية ذات صخور مائلة للون الأحمر .

وأكد المصدر عن بناء صالح لعدد من المواقع العسكرية المحيطة بالقصر والمزودة بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة والنوعية والتي احتفظ بها صالح لحماية حكمة وكان واثق من ذلك حتى أنه كان يقول ” صالح لن يرحل…إنما يرحل ” في إشارة منه إلى أنه لن يغادر اليمن مهما كلف الأمر وأنه سوف يقوم بترحيل خصومه .

كما كان صالح يردد أنا لا أريد حصانه أنا احصن نفسي بنفسي لقد كان صالح واثقا من نفسه ومن أصوله الحميرية والتي جرت العادة في تاريخ اليمن القديم أن ملوك حمير وسبأ وذو ريدان وحضرموت كانوا يبنوا السراديب لاستخدامها في الحروب بالإضافة إلى تزويدها بمجموعة من الآبار لتزويرهم بالمياه في حالة تم حصار حصونهم ولكن السؤال الذي يضع نفسه لماذا لم يلجأ صالح إلى حصن عفاش ؟ يقول شكسبير عندما يضحك المهزوم في الحرب فإنه يفقد خصومه فرحة النصر وهو مافعله صالح مع المليشيا الحوثية بعد اقتحامها لمنزله ب” الثنيه ” والقريب من شارع حده وشارع صخر بالعاصمة صنعاء.

داهمت المليشيا المنزل بأكثر من خمس فرق انتحارية مغرر بها من أبناء القبائل والتي راح ضحاياها أكثر من 2500 جندي وفقا لاعترافات الحوثيين أنفسهم . وجد صالح في الخطوط الأمامية للمنزل يقاتل ببسالة بسلاحه الشخصي بصحبة رفيقه عارف الزوكا بل انهما منعا الصحفيين والمدنيين من الخروج من المنزل خوفا على حياتهم .

لقد كان صالح شجاع ورجل عسكري من الطراز الأول لكنه في الأخير قتل بعد أن نزف دمه الطاهر في فناء قصره والتي أصيب بها نتيجة القصف للمنزل من الجبال المحيطة بصنعاء بالصواريخ والتي أصبحت تحت سيطرة المليشيا لقد كان صالح يمتلك الشجاعة لكنه لم يكن يمتلك الخداع والغدر التي يمتلكها خصومة .

لم تعجب الحوثيين نهاية صالح الأسطورية ولم يكن الوقت كافي لهم لإظهاره كجبان وضعيف لقد كان الحوثيين يفتشون النساء بدقة ظنا منهم أنه سوف يستخدم التنكر كحيله للهروب كما عمل البدر وغيره من الإمامة والأمراء من السلالة لكنهم لم يدركوا الفرق بين الملوك اليمنيين وأجدادهم المتنكرين .

استعجل الحوثيبن إعلان مقتل صالح بهدف حسم المعركة وتحقيق النصر وهو مأفقد المليشيا المصداقية لمسرحتهم الهزيلة والتي تحاول إظهار صالح بأنه جبان وقتل وهو هارب إلى حصن عفاش والذي لم يعد صالح يثق به بعد توسع الحوثيين إلى سنحان وتحولها للقتال مع المليشيا . لقد استغل الحوثيون جروح صالح السابقة من أصدقائه فجروه إلى مربعهم فسلمهم كل شيء حتى انه سلمهم جنوده وضباطه المخلصين بعد ايعازه لهم بالقتال مع المليشيا وكان يردد صالح دائما ” نحن في خندق واحد ” .

استحوذت المليشيا على المعسكرات والسلاح بل وعلى رجال صالح حتى وصل عدد القتلى من قبيلة صالح الصغيرة سنحان أكثر من ألفين شخص من الأفراد والضباط والذي تم تدريبهم وبنائهم خلال أكثر من ثلاثة عقود من بينهم العميد الركن حسن الملصي والحاضري والقوبري والعزي وغيرهم ممن دربهم صالح في العراق والأردن بل وفي الدول الغربية .

لم يبقي صالح معه أحد فقد سلم الحوثيين كل شيء حتى أقاربه ولم يبقى معه سواء الانتهازيين والذين لم يقاتلوا معه واكتفوا بالاعجاب بصفحته في الفيس بوك والتي انسحبوا منها أيضا بعد هزيمته . لقد أدرك صالح أن قبيلته سنحان لم تعد آمنة بعد أن أصابها الجروح وأن أسر هؤلاء القتلى الذين قضوا نحبهم في الحرب المقدسة لم يعودوا مهيئينا نفسيا للسلام وهو ماجعل صالح يفقد الأمان في مسقط رأسه .

لقد تحرك المقاتلين الحوثيين من أبناء سنحان للقتال ضد صالح فالقرى المجاورة لحصن عفاش والمطلة عليه تحركوا بسرعة بعد اتهامهم لصالح بالخيانة بعد خطابه الأخير والذي دعاء فيه للسلام مع السعودية . وفي الحلقة الثانية سوف نتناول كيفية حصار حصن عفاش بعد سقوط المرافق الشخصي للرئيس صالح العميد الركن عزيز غشام والعناصر التابعة له وخيانة بقية الجنود والضباط وأبناء قبيلة صالح لعفاش