عام 2020 بين "حروب متوقعة" في الشرق الأوسط و"تفاؤل حذر" بالقادم

مأرب اليوم -بي بي سي :

ناقش كتاب عرب أحداث العام المنصرم والملفات المتوقع أن تبقى مطروحة في العام الجديد.
وتباينت الآراء بين القلق على مصير الشرق الأوسط وتفاؤل بما هو قادم.


“الخوف مشروع”


يقول مفتاح شعيب في جريدة “الخليج” الإماراتية إنه “قبل عام مضى، كانت الأمنيات أن تنتهي المآسي المزمنة في سوريا وليبيا واليمن لتنعم تلك الشعوب بالسلام والاستقرار. ولكن تأبى المأساة أن تغادر هذه الرقعة الجغرافية من العالم، فتنكأ الجروح في العراق ولبنان اللذين يدخلان العام الجديد مثقلين بأعباء الانقسام والتأزم دون أن تلوح بارقة أمل واضحة”.
ويتابع الكاتب: “ربما يكون 2019 قد شهد بعض الأحداث ‘السارة’ منها نجاح الثورة الشعبية في السودان والإطاحة بنظام عمر حسن البشير. وتكرر المشهد نفسه في الجزائر باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بضغط من حراك الشارع والمؤسسة العسكرية”.


ويضيف: “رغم أن حركة التغيير في البلدين كانت حضارية ودون دماء تقريبا، تظل الخشية من انسداد الأفق والعجز عن حل المشكلات وتلبية مطالب الشارع في الحريات والديمقراطية وفرص العمل ومكافحة الفساد والتطرف… يظل الخوف مشروعا من تعكر الأحوال وانقلاب الأحلام إلى كوابيس”.


وتحت عنوان “العام الجديد بين التصعيد وحل الأزمات”، يقول سعيد الفرحة الغامدي في جريدة “المدينة” السعودية: “العالم العربي يعيش أزمة التغيير والتدخلات الخارجية التي تعيق أي تقدم في التنمية وتحسين العلاقات ورسم خطط مستقبلية واضحة ومفيدة للشعوب، والذي يحصل حاليا استمرار لثورة ما سمي بالربيع العربي من بداية العقد الذي نودعه غدًا بدون تحقيق أي حلول جوهرية على أرض الواقع سوى المزيد من القتل والدمار وانتشار الفوضى وقلة الأمن والاستقرار في العالم العربي”.



ويتابع الكاتب: “إن الخطر الذي يهدد الأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج يشكل تحديا وأخطارا جسيمة على مستقبل الأمة العربية بكاملها وإذا استمر على ما هو عليه، فلن تبقى دولة عربية في منأى عن تداعياته الخطيرة”.


ويضيف: “الانتفاضة في لبنان والعراق قد يكون نجاحها هو المدخل الأهم في التخلص من نفوذ إيران في المنطقة والحد من جرأتها مثل اعتداءاتها على ناقلة النفط وضرب منشآت أرامكو النفطية في خريص وابقيق، ويفرض حلا للصراع على سوريا وأيضا يحجم طموحات أردوغان التي أصبحت تقفز فوق كل المعطيات”.


“حروب القرن الحادي والعشرين”


وفي سياق متصل، يقول عصام نعمان في جريدة “القدس العربي” اللندنية إن “حروب القرن العشرين كانت تبدأ في أوروبا وتنتهي فيها، منها اندلعت الحرب العالمية الأولى، من البلقان تحديدا، ثم عمت سائر دول أوروبا وفاضت منها إلى بلدان غرب آسيا. الحرب العالمية الثانية اندلعت من أوروبا أيضا، من بولونيا وتشيكوسلوفاكيا ثم عمت دول القارة العجوز وفاضت منها لتغمر اليابان والصين في أقاصي شرق آسيا”.


ويتابع الكاتب: “حروب القرن الحادي والعشرين لن تبدأ، على ما يبدو، في أوروبا، بل في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط . ثمة أربع ساحات مرشحة في هذا المجال أولها بين لبنان و’إسرائيل'”.


ويضيف الكاتب: “ثانيتها بين سوريا والولايات المتحدة… ثالثتها بين تركيا من جهة، ومن جهة أخرى مصر وإسرائيل وقبرص اليونانية…رابعتها بين مصر وتركيا، ذلك أن تركيا، بادعائها حقوقا وسيطرة على المنطقة الممتدة من شواطئها الجنوبية إلى شواطئ ليبيا الشمالية، تكون في وارد تهديد حقل ظُهر المصري، الغني بالنفط والغاز، الواقع في منتصف المسافة البحرية بين تركيا وليبيا”.


مولد “مواطن جديد”
أما غسان شربل، فيرى في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية أنه على مشارف العام المقبل “قد انقضى ذلك الزمن الذي كان محظورا فيه على المواطن العادي أن يسأل. انتهى عصر الصمت المطبق واعتبار كل سؤال تهمة تستحق العقاب”.


ويتابع شربل: “تعرف الحكومات أن مواطنا جديدا قد ولد. مواطن شاب متطلع ومتطلب. مواطن يريد ما يريده أي شاب آخر من سكان ‘القرية الكونية’. شاب يتدفق العالم إلى هاتفه حاملا الأخبار والتعليقات والصور وآخر أنباء الارتكابات والإنجازات. ولأنه يعرف، يريد أن يعرف أكثر. يطالب بالشفافية والأرقام ويمتحن الوسائل والأهداف”.

ويضيف: “لا مبرر للخوف من الجيل الجديد، لأنه لا يشبهنا. ليس شرطا على الإطلاق أن يحب الموسيقى التي نحب، أو أن يقرأ للكُتّاب الذين أضاؤا طريقنا، أو أن يرجع إلى القواميس التي كنا نحتكم إليها. لكل زمان قواميسه وكُتّابه ومشاعله. لكل زمان استحقاقاته وأفكاره وأساليبه”.

ويختتم الكاتب بقوله: “فلتكن السنة الجديدة سنة

الاستماع إلى الشباب على امتداد العالم العربي.

من دون الاستماع إليهم سنبقى أسرى التخلف والجمود والحروب البائسة والطموحات المفخخة ومصانع الأرامل والأيتام”.

ومن منظور متفائل، يقول محمد عادل العجمي في جريدة “الوفد” المصرية إن “2019، شهدت أحداثا كثيرة ما بين محلية وعالمية، ولكنها تنتهي بأحداث إيجابية على مستوى الاقتصاد المحلي والعالمي”.


ويتابع: “فمن الأحداث العالمية هي التفاؤل بشأن إنهاء الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، ووضوح الرؤية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ‘البريكست’ وعلى المستوى المحلي نجاح برنامج الاصلاح الاقتصادي، وتصاعد مؤشرات الاقتصاد المصري، واستقرار سوق الصرف، وتراجع التضخم وغيرها من المؤشرات الاقتصادية”.