بعد تسليم الإخوان جبهتي نهم والجوف للحوثيين.. هل يعيد التحالف ضبط البوصلة؟

كشفت مصادر سياسية مطلعة عن حقيقة وجود اتفاقات سرية بين قيادات حزب “الإصلاح”، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، وقيادات مليشيا الحوثي انتهت بتسليم الأخيرة جبهتي نهم والجوف مؤخراً.

وقالت مصادر وكالة خبر، إن الاتفاقات غير المعلنة تمت بين قيادات حزب الإصلاح “الإخوان” جناح قطر -لم تسمها- مع القياديين الحوثيين أبو طارق وأبو علي الحاكم، قادت لتسليم جبهتي نهم والجوف للحوثيين بطريقة دراماتيكية وغير متوقعة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأوضحت المصادر أن توقيت تسليم جبهة نهم وتلاها الجوف تزامن مع تأكيدات صحيفة أمريكية عن وجود اتصالات لقيادات حوثية مع قيادات التحالف السعودي خدمة مجانية قدمها الإخوان بأوامر قطرية للحوثيين بهدف تحسين مواقعهم في المفاوضات السياسية، لتكون ورقة سياسية غرضها ابتزاز التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية خلال المشاورات.

وأضافت المصادر إن الإخوان مارسوا مع التحالف وخصوصا السعودية والإمارات أساليب الكذب والخيانة والغدر بدءاً من التضليل الذي مارسوه بالمعلومات حول الوقائع على الأرض وتزييفهم الحقائق ومزاعمهم حول مسؤولية الرئيس الراحل علي عبدالله صالح عن تسليم مؤسسات الدولة للمليشيات الحوثية وتبرئة ساحتهم من ذلك خصوصا وأنهم كانوا الحكام الفعليين حينها.

وبينت المصادر أن تسليم الإخوان جبهتي نهم والجوف لمليشيات الحوثي بهدف إيصال رسالة للسعودية مفادها ان بإمكانهم التعاون مع الحوثيين إذا ما شعروا بأن التحالف السعودي سيفتح ملفات الفساد التي تورطوا فيها، أو حاول دعم وتبني جهات أخرى لتتولى مقاتلة الحوثيين بديلا عنهم رغم أن قوامه الفعلي ليس سوى أسماء على الورق لكنه في الأخير يمثل الاستثمار المالي والبشري للإخوان من هذه الحرب.

وتابعت المصادر أن تحريض الإخوان وتغيير مواقفهم ضد الإمارات والسعودية ووصف قيادات إخوانية في الشرعية للتحالف بـ”الاحتلال السعودي الإماراتي” بعد مواجهات عدن في أغسطس الفائت، يأتي ضمن تبني سياسات وتوجهات قطر وتركيا خصوصاً بعد استهدافها للسعودية الذي صعد من وتيرة الخلاف القطري التركي من جهة والسعودي الخليجي المصري من جهة ثانية.

وأكدت المصادر تسليم جبهة الجوف للحوثيين ممارسة ابتزازية و انتهازية وصفتها بسياسة “لي ذراع” للتحالف الذي تقوده السعودية وتعمد على أذيتها والغدر بها، معتبرة تسليم جبهة الجوف أنه أخطر من تسليم جبهة نهم الواقعة شرق صنعاء وذلك لموقعها الاستراتيجي الهام المحاذي للحدود السعودية والذي يمنح المليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، ميزة عسكرية لاستهداف السعودية عسكريا وامنيا في أية لحظة.

ولفتت المصادر أن اتفاقات التسليم والاستلام الإخوانية الحوثية هدفها الضغط على السعودية لمنع أي إجراءات تقلص نفوذ الإخوان والجنرال العجوز علي محسن الأحمر المسيطر على الشرعية ومؤسساتها وميزانياتها المالية، ومنع أي توجه سعودي لدعم قوى عسكرية جديدة لمواجهة المليشيات الحوثية.

ووصفت المصادر حزب الإصلاح بأنهم ليسوا سوى مجرد ذراع للتنظيم الدولي للإخوان الذي ينفذ سياسة وتوجهات واحدة هدفها بسط سيطرة الإخوان على الحكم في دول المنطقة بأي أسلوب أو وسيلة بالأزمات أو بالانقلابات أو بالحروب أو بالتعاون مع الأعداء والخيانة والغدر ونكران الجميل بشكل لا يختلف عن ما فعلته حركة حماس “إخوان فلسطين” التي لا تترك مناسبة إلا وأظهرت قربها وتقربها من إيران وسياساتها وتوجهاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة العربية واستهدافها بشكل خاص لدول الخليج العربي.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاقات السرية بين قيادات الإصلاح والمليشيات الحوثية تضمنت صفقة سلاح حديثة تضم “مدافع وعربات وصواريخ وذخائر مختلفة” حصلت عليها الأخيرة من العتاد العسكري لألوية تابعة لما يسمى “الجيش الوطني” الذي ينتمي أغلب عناصره لحزب الإصلاح “الإخوان” وقامت المليشيات بنقل الكثير منها لتعزيز مقاتليها بجبهتي الحديدة والضالع.

وكان كشف القيادي في مليشيا الحوثي محمد البخيتي، في تصريحات صحفية في وقت سابق، عن حالة هدنة غير معلنة بين حزب الإصلاح والحوثيين في جبهات نهم وصرواح التي توقفت فيها المعارك بشكل شبه كلي منذ نحو عامين دون أسباب تذكر.

واعتبرت المصادر تسليم جبهتي نهم والجوف على طبق من ذهب للحوثيين نتيجة طبيعية ومتوقعة جراء اختراق حزب الإصلاح “الإخوان” جناح قطر للشرعية وقيامهم منذ أكثر من خمس سنوات بعملية إقصاء وتجريف للقيادات العسكرية الوطنية من الجيش التابع للحكومة واستبدالهم بمعلمين عقائديين ليسوا ذي خبرة ولا يملكون اي مؤهلات، بالإضافة إلى تصاعد الفساد داخل المؤسسة العسكرية التابعة للحكومة وتعمد “الإخوان” جناح قطر اختلاق معارك جانبية وشن حملات إعلامية ممنهجة ومنظمة أسهمت في تفكيك الجبهة الوطنية المناهضة للانقلاب خدمة للحوثي.

واختتمت المصادر قولها، على التحالف السعودي إعادة حساباته السياسية والعسكرية، مطالبة بضبط البوصلة، وأن لا يمر تسليم جبهتي نهم والجوف مرور الكرام، داعية في الوقت ذاته قادة التحالف إلى الغاء اتفاق استوكهولم وتحريك كل الجبهات في وقت واحد والاعتماد على من هم أكفأ من حزب الإصلاح “الإخوان” نظراً لفشله الذريع وخيانته المتكاملة الأركان، والبحث عن حلفاء وشركاء حقيقيين على أرض الواقع الذين حققوا انتصارات ساحقة على المليشيات المدعومة من إيران في فترة زمنية قياسية في الساحل الغربي والضالع وبأقل الإمكانيات والخسائر.