تقرير أمريكي يحذر “الحكومة والإصلاح” من سقوط مأرب بيد الحوثيين

حذر موقع “ميديا لاين” الأمريكي من سقوط مدينة مأرب شرقي صنعاء، بيد مليشيات الحوثيين، معتبراً أنه سيكون انتصاراً حقيقياً للنظام الإيراني ووكلائه في اليمن والمنطقة.

وأشار الموقع في تقرير، إلى استهداف الحوثيين في 5 أبريل، حقل نفط صافر في منطقة صرواح، في محافظة مأرب، بعد يوم واحد من قتال عنيف بين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية خلف أكثر من 100 مقاتل.

وقال التقرير، إن المعلومات تفيد أن بعض زعماء القبائل في مأرب أظهروا بالفعل علامات الانحياز إلى الحوثيين، معتبرين إياهم الفريق الفائز.

وأضاف إن سقوط مأرب سيشكل ضربة قوية لحكومة الشرعية وحزب الإصلاح، لافتا إلى أنها (مأرب) موطن للقواعد العسكرية للحكومة.

واستدرك بالقول: “بما أن المحافظة معروفة بطبيعتها القبلية القوية ووفرة الأسلحة، فمن المرجح أن يستغرق الاستيلاء على المنطقة شهوراً إن لم يكن سنوات، مما يؤدي إلى مزيد من تدمير البنية التحتية والنزوح المتكرر لعشرات الآلاف من المدنيين.

ومن بين السيناريوهات التي أوردها الموقع الأمريكي، حال سقطت مأرب في أيدي الحوثيين، أنهم سيكتسبون ميزة استراتيجية حيث إنهم سيستولون على الموارد النفطية ويكونون قادرين على الالتفاف حول القوات الحكومية في تعز والمناطق المحيطة بها، مما يحد من قدرة التحالف على الهجوم، ويشدد سيطرته على ميناء الحديدة للسيطرة على الشمال بأكمله في نهاية المطاف.

وقال التقرير إن هذه أنباء سيئة للغاية لجميع اليمنيين الذين من المحتمل أن يخضعوا لنظام الحوثي بسبب طبيعته العسكرية والاستبدادية وقمع الحريات، خاصة النساء والصحفيين.

ونقل على لسان الخبيرة ندوى الدوسري، أن “خسارة مأرب ستعني خسارة الحرب وانتصار الحوثيين وإيران”.

وقالت الدوسري، إذا استولى الحوثيون على مأرب، فإنهم سيزعزعون استقرارها، بينما سيكون مئات الآلاف عرضة للتشريد والفظائع الوحشية، بما في ذلك عمليات الإعدام والاختطاف وتدمير المنازل والبنية التحتية. وسوف ينتقمون من كل من يعارضهم، بمن فيهم زعماء القبائل.

ولفت الموقع إلى أن هناك سيناريو محتملاً آخر يتم دراسته حاليا هو أن يقوم التحالف العربي والحكومة اليمنية بتكثيف لعبتهما وشن هجوم كبير للسيطرة على ميناء الحديدة، وقطع عائدات مالية مهمة، وبالتالي ترك الحوثيين ضعفاء مالياً. ولكي يحدث ذلك، يتعين على حكومة هادي وقواتها الموالية ومؤيديها أن تعمل على تجزئة استراتيجيتها العسكرية والحفاظ على الزخم والتحرك على الفور دون تأخير.

وقال “يحتاج هادي وإدارته إلى تعزيز اتصالاتهم مع القوات على الأرض لكسب ثقتهم، خاصة من خلال الدفع الكافي للجنود والمقاتلين المسلحين. هذا أمر مهم للغاية بالنظر إلى انخفاض أسعار النفط وحقيقة أن السعودية، الممول الرئيسي للهجوم ضد الحوثيين، بحاجة إلى إعادة تركيز الموارد داخل حدودها”.

وإذا حدث ذلك –يقول التقرير، فسوف يشجع الفصائل القبلية والقوى التي لم تقرر بعد في المناطق الشمالية إلى جانب الحكومة، مما يجبر الحوثيين على الاستسلام والمشاركة في محادثات سلام سياسية جادة.

ونوه إلى أن قيام الحوثيين بتعزيز سيطرتهم على المحافظات المطلة على أكبر مصدري النفط في العالم يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي.

وخلص التقرير إلى القول: “سيكون هذا فشلا ليس فقط للحكومة اليمنية والتحالف العربي ولكن أيضا للأمم المتحدة، مما يقوض بذلك الدور الذي تلعبه الهيئة الدولية في التوسط في النزاعات وتقليص شرعية مجلس الأمن الدولي”.

أما على الصعيد العالمي، سيشير ذلك أيضا إلى انتصار لحليف إيراني ويشجع الجماعات المتمردة في المنطقة، وخاصة تلك التي لديها أجندة دينية، على تجاهل القوانين الدولية التي تستبدل السياسة بالبنادق، وفقاً للموقع ذاته.