أردوغان يفصح عن أطماع بلاده فهل يتعظ حزب الإصلاح؟

مأرب اليوم – متابعات

لم تعد الأطماع التركية في ثروات ليبيا خفية على أحد، ولم يعد بإمكان أحد المراوغة والتواري خلف الشعارات الهلامية التي تبرر التدخل العسكري التركي في ليبيا، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف بنفسه عن النوايا الخبيثة التي تقف وراء تدخله العسكري المباشر في ليبيا.

أردوغان أشار صراحة إلى الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمدينة سرت ومنطقة الجفرة، وأكد أن مليشياته ستواصل معاركها في ليبيا وستدخل إلى مدينة سرت ومنطقة الجفرة، كما قال وبصراحة ”سندخل سرت لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة”.

تركيا استمرت بعملية تحشيد المليشيات الموالية لها التابعة للسراج والتنظيمات الإرهابية والمرتزقة السوريين للهجوم على تمركزات الجيش قرب مدينة سرت، بهدف السيطرة على آبار النفط والغاز هناك، حيث تتم هذه العمليات بدعم وتمويل لا محدود تقدمه دولة قطر.

وكان الخبير العسكري الليبي العميد الركن شرف الدين العلواني، قد كشف بأن أردوغان يسعى للسيطرة على مدينة سرت نظرا لأهميتها الاستراتيجية وموقعها على البحر المتوسط إضافة إلى امتلاكها قاعدتين هامتين جوية وبحرية.

وأشار العلواني إلى أن أهمية مدينة سرت العسكرية والاستراتيجية ترجع لخليج سرت الذي قد يقسم ليبيا نصفين، وكونها رأس مثلث الأقاليم الليبية الثلاث حيث تبعد عن الجنوب بطريق 280 كيلو مترا إلى ودان ثم الجفرة بوابة الجنوب، ومثلهم تقريبا مع مصراتة غربا وطولا بوابة الهلال النفطي وإقليم برقة بمسافة 120 كيلو مترا فقط.

وأضاف العلواني، إن السيطرة على سرت لأي من الطرفين تعني التحكم بمداخل الجنوب والشرق والسيطرة على النفط والغاز حقولا وتصديرا، لافتاً إلى أن سرت تعد بوابة الهلال النفطي في ليبيا ما يدفع الجميع للاستماتة عليها، محذرا من أن تركيا قد تطور من المعركة بإنزال بحري بعد تهديد أردوغان باحتلال الهلال النفطي وسرت وأجدابيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وما يعرف برئيس حكومة طرابلس فايز السراج، قد وقعا مذكرتي تفاهم في نوفمبر الماضي، إحداهما بشأن ترسيم الحدود، والأخرى أمنية تتيح إرسال قوات تركية إلى ليبيا.

ولاقت هاتان المذكرتان رفضا إقليميا ودوليا لكونهما تتجاوزان صلاحيات السراج، كما أن الاتفاق البحري ينتهك قانون البحار، وذلك بسبب عدم وجود حدود بحرية بين الدولتين.

أردوغان حاول من خلال هذه الخطوات تبرير وشرعنة عمله العدائي ضد ليبيا، وتهديده للأمن القومي العربي، معتمداً بذلك على ميليشيات الإخوان المسلمين التي تعد أدواته في المنطقة العربية لتنفيذ الأجندة والأطماع التركية الساعية لنهب ثروات الوطن العربي، واحتلال أراضيه، واستعادة أمجاد الدولة العثمانية التي احتلت مساحات شاسعة من الوطن العربي قبل أن يتم طردها بفعل المقاومة العربية.

الأطماع التركية لا تنتهي في حدود ليبيا بل تمتد أيضاً للسيطرة على تونس وسوريا واليمن، حيث تسعى تركيا للسيطرة على السواحل والموانئ اليمنية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الذي يمتلك أهمية استراتيجية كبرى، حيث تسعى تركيا لتحقيق ذلك بهدف التحكم بطرق الملاحة الدولية.

ويلاحظ أن تركيا تعمل جاهدة على استغلال حزب الإصلاح لتمهيد الطريق لها للتدخل المباشر في اليمن، حيث تعالت الأصوات داخل الحزب للمطالبة بتدخل عسكري تركي مباشر يكون بديلاً للتحالف العربي الذي بات -بنظر الإخوان ووفق الأجندة القطرية- مجرد “محتل” لليمن.

مجلة “ذا اراب ويكلي” البريطانية الأسبوعية كشفت في تقرير لها نشرته قبل أسابيع أن الوجود المتزايد لتركيا في اليمن وخاصة في المناطق الجنوبية، يثير المخاوف والقلق في جميع أنحاء المنطقة بشأن الأمن في خليج عدن وباب المندب، وأن هذه المخاوف قد تزايدت بعد أن أفادت العديد من التقارير بأن أجندة تركيا في اليمن تمولها وتدعمها دولة قطر عبر بعض الشخصيات السياسية والقبلية اليمنية المنتسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وكشفت المجلة عن وجود عناصر استخبارات تركية في محافظة شبوة تحت غطاء منظمة الإغاثة الإنسانية التركية، التي تنشط في المحافظة منذ سقوطها تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين في أغسطس الماضي.

وترى المجلة أن النفوذ المتزايد للإخوان المسلمين في شبوة، تزامن مع العداء المتزايد تجاه التحالف العربي في منطقة العلم في جنوب غرب اليمن، والذي كان هدفاً لهجمات متكررة بقذائف الهاون، ويعتقد أن الهجمات تهدف إلى قطع الغذاء والإمدادات الطبية، مما اضطر قوات التحالف العربي المتمركزة هناك في النهاية إلى المغادرة.

وبحسب المجلة البريطانية فإنه بمجرد السيطرة على منطقة العلم، يأمل الإخوان المسلمون في الوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي، والاستفادة من صادرات الغاز الهامة والوصول الذي تشتد الحاجة إليه إلى الساحل المطل على بحر العرب،