الخارجية الأمريكية تصنف الحوثي منظمة إرهابية والرافضون يكافؤنه على إرهابه

د/ الدكتور عادل الشجاع

قرار الخارجية الأمريكية باعتبار عصابة الحوثي منظمة إرهابية يربك قادتها حتى وإن بدوا أنهم غير مكترثين للقرار أو محاولتهم التقليل من تأثيره ، فردود أفعالهم تظهر مدى الترنح الذي ظهروا عليه ، لأنهم يدركون أن هذه الخطوة ستتبعها خطوات من دول حول العالم وخاصة تلك الموقعة على مكافحة الإرهاب .

يدرك الحوثيون قبل غيرهم أن تصنيفهم هذا سيحرمهم من أرصدتهم وشركاتهم الموجودة في الخارج وسيعمل على تجفيفها وسيصبحوا مثلهم مثل داعش ذلك المصطلح الذي لطالما قتلوا اليمنيين به أو زجوا بهم في السجون ، وسيجعلهم هدفا للعمليات العسكرية ، إضافة إلى الصراع الداخلي والتمرد الذي سيحدث داخل الجماعة والخروج على عبد الملك الحوثي وعبد الخالق الحوثي وأبو علي الحاكم باعتبارهم إرهابيين ، ولن يجازف البعض بالاستمرار مع إرهابيين وسيحاولون تقديم أنفسهم على أنهم لا يناصرون الإرهاب .

بعد أن صرح وزير الخارجية الأمريكي باعتبار الحوثيين منظمة إرهابية سارع حزب الله المصنف إرهابي إلى إدانة القرار واعتبر ذلك معاقبة من يحمل لواء الدفاع عن الشعب اليمني ، وكأن قتل اليمنيين وتفجير بيوتهم وزرع حقولهم بالألغام وأخذ أطفالهم بالقوة إلى جبهات القتال وتجويعهم وسرقة مرتباتهم وإذلالهم ، من وجهة نظر حزب الله الإرهابي دفاعا عن الشعب اليمني .

وليس مستغربا الدفاع من قبل حزب الله الإرهابي ، فهو له اليد الطولى في تدريب عناصر هذه العصابة الإرهابية وتسليحها ، لكن المستغرب من الأمم المتحدة التي استنكرت هذا القرار واعتبرته يؤدي إلى تعطيل الاستجابة الإنسانية في اليمن الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، وهي بذلك تكافئ هذه العصابة على إرهابها وتشجعها على مساومة المجتمع الدولي بجوع اليمنيين .

والسؤال الذي يطرح نفسه أمام الرافضين لقرار تسمية الحوثي كمنظمة إرهابية : أليس شعار هذه العصابة “الموت ” ، باعتباره الطريق الأمثل ، فكيف تصرون على تقديمهم للمجتمع الدولي على أنهم أشخاص مسالمون ومعتدلون ؟ أوليسوا هم من زرع أكثر من مليون وخمسمائة ألف لغم حسب تقارير الأمم المتحدة ، وهم الذين يمنعون الأمم المتحدة من الوصول إلى خزان صافر الذي يهدد المنطقة بأفدح كارثة بيئية ، وهم الذين يمارسون استرقاق اليمنيين واستعبادهم وتنصيب أنفسهم سادة عليهم ، فإذا لم يكن هذا كاف ليكونوا إرهابيين ، فمن هو الإرهابي إذا

إذا لم تكن ممارسة الحوثي للشعب اليمني كسخرة وجعلهم يعملون بدون مرتبات أو أجر ومتاجرته بالبشر والاستغلال الجنسي وأسوأ أعمال الأطفال والزج بهم في جبهات القتال والتجنيد القسري ، فإذا لم يكن ذلك إرهابا فما هو الإرهاب ؟ ، أليس الإتجار بالبشر حسب تعريف الأمم المتحدة ، هو أي شخص يتم تسفيره أو احتجازه أو إجباره على العمل على غير رغبته وإرادته ، وهناك ما يقرب من ١٥ مليون يمني واقعون في براثين الرق والعبودية تحت قمع الحوثي ، وهذه ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية ؟

أقول بوضوح ، إن عصابة الحوثي إرهابية ، وعلى الأمم المتحدة ألا تكافؤها على إرهابها ، وعليها ألا تراعي المعايير الإنسانية بقدر مراعاة الحقائق على الأرض ، وعليها ألا تتحجج بالجانب الإنساني لأنها تعلم أن المساعدات تذهب إلى هذه العصابة ولا يستفيد منها الشعب اليمني في شيء وهي تشكل مصدر بقاء لهذه العصابة ، ولا يفوتني في هذا المقام أن أطالب الشرعية بالتحرك الدبلوماسي وتشكيل فريق من المنظمات الحقوقية لملاحقة هذه العصابة ومنعها من استخدام الأموال والاتصالات والقنوات التلفزيونية ومطالبة الدول الموقعة على مكافحة الإرهاب على مواجهة إرهاب الحوثي بكل السبل والطرق وإعلان كل من يتعامل معها إرهابي .