Print

وفاة أحمد زكي يماني الرجل الأقوى في تاريخ منظمة أوبك

مارب اليوم – أ.ف.ب

توفي وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق أحمد زكي يماني اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 90 عاما في لندن، وسيتم مواراة جثمانه الثرى في مقابر المعلاة بمكة المكرمة. وأمس الإثنين، توفي اللبناني أنيس النقاش، الذي شارك مع الفنزويلي إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس والمسجون في فرنسا، في خطف رهائن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا في 1975، وبينهم كان يماني، في الحادثة المعروفة بـ “حادثة فيينا”، إذ كان الوزراء يعقدون اجتماعًا لأوبك في فيينا.

يعد يماني ثاني وزير للبترول والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة بين عامي 1962 وحتى 1986، وأول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حيث عمل طوال 25 عاما في مرحلة تمثل بداية الطفرة النفطية السعودية.

يماني في سطور

يماني مولود في مكة في 30 يونيو 1930، لوالد كان عالمًا في الدين وقاضيًا في الحجاز ثم مفتيًا في إندونيسيا وماليزيا، ولجدّ كان مفتيًا في تركيا. أما لقب “يماني” فلصق به تيمنًا بأجداده الآتين من اليمن.

درس الراحل الحقوق في جامعة القاهرة وتخرج من جامعة هارفارد كما عمل مستشارا قانونيا لمجلس الوزراء ووزير دولة وعضو مجلس وزراء في عام 1960، وهو أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك».

في عام 1958، عُيّن يماني مستشارًا قانونيًا لمجلس الوزراء السعودي، ثم وزير دولة في 1960، ثم وزيرًا للبترول والثروة المعدنية في عام 1962 بقرار من الملك فيصل بن عبد العزيز.

وصف علاقته بالملك فيصل بأنها “علاقة كانت متميزة خاصة أن الرجل منحني ثقته وأعطيته كل وقتي وإخلاصي وولائي..، عملت معه السنوات الطويلة جدا من حياتي وأنا مرافق له “.

أسس هيئة البترول والثروة المعدنية، أو بترومين، وهو من أسس جامعة البترول والمعادن في عام 1964، ليتخرّج فيها مهندسون سعوديون، وهو من أتمّ تأميم شركة “أرامكو” لتكون “أرامكو السعودية” الوطنية الخالصة في عام 1980، و بذل كل الجهود لإنجاح سياسة الملك فيصل بن عبد العزيز الرامية إلى تحويل النفط سلاحًا استراتيجيًا بعد نكسة عام 1967، مغضبًا الإسرائيليين والأميركيين، خصوصًا بعدما نفذ أمر الملك فيصل في أثناء حرب عام 1973 وقطع إمدادات النفط، فانخفض إنتاج النفط 10 في المئة ثم 5 في المئة شهريًا، وارتفع سعر برميل النفط من ثلاثة دولارات إلى 11,65 دولارًا. وهذا أضر باقتصاد الدول التي كانت تدعم إسرائيل.

عملية خطف مرعبة

في 21 ديسمبر 1975، كان يماني أحد وزراء أوبك الذين احتجزهم “كارلوس” ورفيقه اللبناني أنيس النقاش (العضو في حركة فتح الفلسطينية) رهائن في الحادثة المعروفة بـ “حادثة فيينا”، إذ كان الوزراء يعقدون اجتماعًا لأوبك في فيينا. طلب المحتجزون فدية مقابل الإفراج عن هؤلاء الوزراء ما عدا يماني ووزير النفط الإيراني. ثم طلب كارلوس طائرة لتقله مع المخطوفين إلى الجزائر، ووضع المتفجرات تحت مقعد يماني. وفي الجزائر العاصمة، طلب كارلوس طائرة أخرى إلى بغداد، لكن الرئيس الجزائري حينذاك هواري بومدين أقنع الخاطفين بالإفراج عن وزراء أوبك في مقابل السماح للخاطفين بمغادرة الجزائر.

يتذكر يماني أن كارلوس خطط لقتله وقتل الوزير الإيراني في العملية التي مولها من رئيس عربي، يعتقد أنه العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

وداع النفط والمنصب

وفي عام 1986، أقال الملك فهد بن عبد العزيز يماني بسبب خلافات مع القيادة السعودية حول السياسة النفطية السعودية، ورفضه زيادة أسعار النفط خوفًا من تداعياتها الاقتصادية. وفي 1988 أسس مركز دراسات الطاقة العالمي، كما أسس مركز الفرقان للتراث الإسلامي في لندن عام 1990.

انتقد يماني حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية) ثم الغزو العراقي للكويت، وقال إن ذلك “من الأخطاء الفادحة التي أدت إلى حرمان العرب من أي قوة سياسية على البترول، وفتح المجال لدخول القوة الأميركية المهيمنة على منطقة الخليج العربي”.

كتب عدد من الكتب عن الثقافة وعن وضع المرأة في الإسلام والتراث العربي الإسلامي عموما.

مُنحت لليماني شهادات دكتوراه فخرية من جامعات في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وتقلد أوسمة من دول عظمى ودول صديقة للسعودية.