الإخوان.. واستثمار حرب مأرب للسيطرة على الساحل

مارب اليوم – نيوزيمن

أعلن جيش الإخوان في تعز عن تحرير أكثر من 300 كم خلال يومين في مناطق جبلية يصل أعلى ارتفاع فيها إلى أكثر من ألفي متر، وهو إنجاز لم يتحقق عسكرياً حتى اليوم في حروب اليمن بهذه السرعة.

هذه المساحة هي مديرية جبل حبشي التي تعادل مساحتها 6 مديريات، هي: المسراخ ومشرعة وحدنان والموادم ومديريات المدينة المظفر والقاهرة وصالة.

هذا الإعلان الذي خرج من إعلام محور تعز وتناقلته وسائل اعلام عربية ومحلية ليس فيه شيء من الحقيقة، بل إن المساحة التي تدور فيها المواجهات غرب تعز منذ أيام قليلة لا تتعدى تجمعاً صغيراً من القرى التي تربط مديرية مقبنة بجبل حبشي، ومساحة هذه القرى المحررة حديثاً مع جبالها لا تتعدى 10 كم إن لم تكن 5 كم.

ما زالت مناطق الرحبة التابعة لجبل حبشي تحت سيطرة الحوثيين، وكذلك الشريط الرابط بين مدخل تعز الغربي على خط تعز الحديدة من المطار القديم حتى العيار والرمادة، تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وهي مناطق تتبع جبل حبشي، وكذلك تبيشعة والعنين وقرى ومواقع حاكمة لطريق إمداد الحوثيين الربيعي البرح.

لماذا يروج إخوان تعز لنصر وهمي كبير لم يحدث أن تحقق على أيديهم منذ بداية الحرب باستثناء ما حرره اللواء 35 بقيادة الشهيد القائد عدنان الحمادي، وماذا يريدون من خلف هذه الوليمة الإعلامية الكاذبة؟!

ولماذا توجهت معركتهم غرباً، بينما يكفي لتحرير هذه المناطق قطع خط إمدادها من الربيعي في مدخل تعز قرب المطار القديم وقليل من الضغط العسكري نحو السستين؟

التسويق لنصر كبير بهذا المستوى يُراد من ورائه التغطية على عدم تحريك جبهات المدينة، واقتصار القتال على جبهات التماس مع الساحل الغربي، لأن المعركة ليست تحريراً من الحوثيين بقدر ما هي لفتح خطوط للوصول إلى الساحل لتمتد جبهة الهجوم غرباً على مديريات الساحل من مقبنة وصولاً إلى جبال المقاطرة وطور الباحة.

استبق إخوان تعز أي تحرك لقوات العمالقة نحو استكمال تحرير مقبنة بما فيها البرح، بدأوا معركة ضد الحوثي هدفها الوصول للساحل، لأن تحرير هذه المناطق الجبلية المطلة على الساحل ليس ذا كلفة كبيرة، خصوصاً مع سحب الحوثيين قواتهم نحو جبهات مأرب.

قبل عامين كانت قوات الساحل الغربي تتحرك صوب البرح ومنها ستواصل نحو قطع خط إمداد الحوثيين لجبهة الكدحة قرب العيار مدخل جبل حبشي الغربى، وكانت كتائب أبي العباس مكلفة بالزحف وصولاً إلى الكمب والرمادة، حينها خرجت تظاهرة في تعز ترفض هذه العملية العسكرية وتعتبرها تمكيناً لطارق صالح من السيطرة على تعز.

ومن أجل تسويق الإخوان لمعركتهم الجديدة طالبوا طارق صالح بأن يحرك معركة من الجهة المقابلة، والتي تتواجد فيها قوات العمالقة، وهم لم يطالبوا العمالقة بالتحرك بل خصصوا طارق صالح، لأنهم يعلمون عدم تواجد قواته في هذه المناطق، وكان الهدف من ذلك هو شيطنة طارق صالح وقواته ومحاولة إقناع الناس بأن حراس الجمهورية لن يقاتلوا الحوثيين، وعليه أصبحوا هدفاً مشروعاً كقوة إماراتية، كما يروجون.

في المقابل، خرج حميد الأحمر يطالب طارق صالح بتحرير ما أسماها مدن الحديدة غير المشمولة باتفاق السويد، وهو يدرك أن هذا التفسير غير صحيح، والهدف منه كذلك استهداف قوات المقاومة الوطنية وقائدها.

وفي مأرب سبق أن أعلن طارق صالح جاهزية قواته للذهاب إلى مأرب للقتال هناك، غير أن الإخوان رفضوا ذلك، وحين بدأ الحوثيون الزحف نحو مدينة مأرب قال الإخوان أيضا إنهم لا يحتاجون لمقاتلين بل للسلاح، وعلى طارق صالح أن يرسل سلاحه للإخوان في مأرب لكي يسلح جيش الإخوان الذي أهلك ترسانة ذخيرة وسلاح وهو يقاتل لاجتياح عدن.

لا يريد الإخوان وقائدهم في تعز سالم أن يتشاركوا أي جبهة قتال مع طارق صالح وقواته، رغم دعوته لهم مبكرا للشروع في عمل عسكري مشترك لتحرير تعز والحديدة، لكن ما يريدونه أن يسلح مليشياتهم التي فرخوها في الحجرية وطور الباحة لكي يعودوا إلى الساحل لقتاله.

وكان خالد فاضل دعا قيادات الإصلاح لتعزيز جبهات مقبنة غربي تعز من قوات طور الباحة والحجرية التابعة لحمود المخلافي، غير أنه بعد طلبه هذا خرج محور طور الباحة يعلن تجهيز 5 آلاف مقاتل لنقلهم إلى مأرب وأنه جندهم لذات الهدف، وهذا ما يؤكد أن محور طور الباحة هي ذراع أخرى لعلي محسن الأحمر ضد الجنوب، وذهابها إلى مأرب مجرد إعادة انتشار وتموضع فقط.

ما يريده الإخوان هو استثمار حرب مأرب لتسليح قوات محور الجبولي في مأرب من مخازن حراس الجمهورية أو تسليح قوات محور سالم في جبهات مقبنة، فالجبولي هدفه عدن، وسالم يجهز لحرب الساحل.. فيما مأرب خارج حساباتهم، وإلا فإن المنطقة العسكرية الأولى كافية لتعزيز مأرب والجوف وجبهات مقبنة.