الساقطون إلى موازاة «القنطرة» حين يتطاولون على محاربي الساحل

مارب اليوم – وكالة 2 ديسمبر – صلاح الحيدري

يفرض النضال الوطني أو النضال من أجل القضايا العادلة على المحاربين ظروفا تدفعهم لاختيار طبيعة هيكل تنظيمهم وقوتهم وفق واقع المرحلة.

كان حسين عشال الضابط والقائد لأول قوة عسكرية لدولة الجنوب بعد الاستقلال واحدا من القادة الذين دفعتهم ظروف وأحداث وانقلابات وحروب إلى مغادرة منطقته وحتى دولته أو شطر اليمن الجنوبي ليتحول إلى قائد لمجاميع من أتباعه الذين قاتلوا إلى جانبه كإيمان بقضيته.

حارب عشال الأب في المناطق الوسطى ضد الجبهة الوطنية وقبل ذلك في قعطبة والبيضاء قائدا لمجاميع مسلحة كانت غير منضوية في الجيش اليمني شمالا وإن كانت مدعومة من الشمال، وكذلك كانت هذه القوات تحصل على دعم من دول خليجية وهذا ليس خافيا على أحد.

وكان لحسين عشال أولاد انتقلوا مع والدهم إلى الشمال وعاشوا ودرسوا وتنقلوا في مناطق الشمال باعتبارهم من أبناء هذا الوطن الذي لم يفرق بين أبنائه يوما بل هم من تجنوا عليه فرقوا بين من ينتمون إليه وصنعوا فوارق حزبية وأيدلوجية شكلت جناية تجاوزت التنوع إلى العداء وزرع الخصومات.

ووصل أحد أبناء عشال الأب إلى البرلمان وهي ليست منّة من أحد بل تأكيد على أن اليمن كان كبيرا برجاله وقادته المخلصين الذين كرس عشال الصغير حياته وجهده لاستهدافهم ابتداء من الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح وانتهاء بمن يحملون راية النضال بعد استشهاده.

يتطاول علي عشال البرلماني على رفاق والده من قادة الجيش الذين كان هو أحد صناع خراب وطنهم ويهوي ساقطاً إلى موازاة (القنطرة) وهو يتحدث عن رجال في المتارس يدافعون عن وطنهم وكأنه لم يجد مصطلحات تكفيه لينضح قيح خصومته وحقده على مقاتلين لم ينافسوه على غرف الفنادق في الدوحة أو شقق إسطنبول.

السكوت على من يتطاول على المحاربين في الميدان ومن يواجهون مليشيات الحوثي الإيرانية خيانة للوطن والدم والتضحيات وإهانة لعظمة ومكانة شهداء سفحوا أرواحهم أجزاء على تراب اليمن في أشرف وأقدس معركة ضد أعداء اليمن والعروبة.

حين يصطف تجار المواقف والسياسة والمرتهنين للايدلوجيات وتنظيماتها العابرة للأوطان وللأمه العربية، وحين يقايضون مواقفهم بحفنة مكاسب على حساب تضحيات الرجال العظماء يصبح القبول بإسهال ألسنة تجار الأوطان وأدعياء الحرص على السيادة مشاركة لهم في خيانتهم.

لا حق لأحد أو جماعه أو مكون أن يحتكر شرعية تمثيل المحاربين في معركة الدفاع عن الوطن؛ لأن النضال الوطني حق للشعب بكل مكوناته وكيفما كانت تشكيلاته ومجاميعه ومن أي بقعه في جغرافيا اليمن لبنادقهم الحق في منازلة أعداء الجمهورية والشعب.

كل محارب على كل شبر من أرض اليمن يواجه مليشيات الإمامة يمثل جيشا لوحده خصوصا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، وحضور الدعم العربي في مواجهة المشروع الفارسي يمثل شراكة في حماية الأمن القومي العربي ولا يجحد الدور العروبي للتحالف إلا وتد في خيمة الأطماع الخمينية.

ليعلم كل الناعقين بلغة الخراب والتخوين والتطاول على الهامات السامقة لحماة الوطن وحراس جمهوريته أن الاستناد على الشقيق العربي في معركة قومية ووطنية ليس كمن ينتظر أوامر وتوجيهات أولياء نعمته لتنفيذ أجندتهم ومشاريعهم التي تستهدف اليمن ومحيطه العروبي ومصالح الأمة والعالم.

كما أن على كل الصغار مقاما وهمما أن يتعلموا السمو والبطولة من أبطال كانوا بالأمس يقاتلون دفاعا عن الأمة كلها ويحرسون البوابة الشرقية للأمة مع فرسان بلاد الرافدين ويواجهون الفرس على مشارف ديارهم، وهاهم اليوم يعاودون مواجهة ذات العدو الفارسي في سواحل اليمن الغربية.