آخرهم يسرا.. “ضيوف الشرف” بين المجاملات والسياق الدرامي

ويمثل حضور النجوم المعروفين بـ”ضيوف شرف” إضافة رمزية للعمل الفني، كما أن وجودهم ليس بظاهرة جديدة بل إنه تقليد اعتاد عليه صناع الأعمال الفنية.

واكتسبت هذه الظاهرة الفنية بعض التطورات، مؤخرا، وهي استضافة نجم كضيف شرف في كل حلقة من حلقات العمل الدرامي، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الأمر يصب هذا في صالح العمل الفني، أم إنه نوع من المجاملات كما يرى البعض؟.

وتساءل نقاد فنيون عن المعايير التي يتم اختيار ضيوف الشرف وفقا لها، وما إذا كان من الضروري أن يكون ضيف الشرف نجما معروفا.

طبيعة العمل

تقول الفنانة، إلهام شاهين، إنه ليست هناك مشكلة في مشاركة نجوم كبار في عمل فني كضيوف شرف مجاملة لبطل العمل أو منتجته، ففي بعض الأحيان، تكون هناك رغبة في “مجاملة فنان أو منتج، والأمر ليس عيبا”، حسب قولها.

وأضافت في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك نجوم عملوا معي في أعمال فنية من إنتاجي في أدوار من الممكن أن تكون أصغر من قيمتهم، لأن كل فنان يحمل بمفرده بطولة عمل فني فكان لدي 10 نجوم ونجمات، وبالتأكيد هناك من جاء مجاملة لي لأن قيمته واسمه الفني أكبر من الدور، لكن وجودهم دعم العمل كثيرا، فوجود نجم في عمل فني كضيف شرف لا يقلل من قيمته الفنية على الإطلاق”.

ولدى سؤالها عن معايير موافقتها على الظهور كضيفة شرف في عمل فني، قالت: “أجسد دور شرف إذا أعجبني العمل الفني نفسه والرسالة التي يقدمها، فليس لدي مانع أن أجسد دور ضيفة شرف ولو بمشهد واحد، فهناك فرق بين فنان يقوم بدور ضيف شرف بتجسيد مشهد واحد وبين أن يجسد دورا صغيرا، فأنا لا أوافق على تجسيد دور صغير ولكني أجسد ضيفة شرف”.

وأكدت شاهين أن أدوار ضيوف الشرف لا تقتصر على النجوم فقط، لكن معايير اختيارهم تكون وفقا لملائمة الفنان للدور الذي سيقدمه حتى ولو كان وجها جديدا.

وعن استعانة بعض الأعمال الفنية بضيف شرف في كل حلقة، أشارت الفنانة المصرية إلى أن طبيعة العمل الفني هي التي تتحكم في ظهور ضيوف شرف في كل حلقة منه، فهناك أعمال تستدعي وجود بطل العمل في كل الحلقات والعكس صحيح.

“كومبارس” مستتر

أما الفنانة سماح أنور، فترى أن الفن “ليست له شروط”، مؤكدة أنها تفضل الجلوس في المنزل على النزول إلى عمل “ضيف شرف” معبرة بقولها ” أعمل دور كومبارس، لماذا ولمن!”.

ولفتت إلى أن أدوار ضيوف الشرف ما هي الإ “كومبارس مستتر؛ باستثناء النجوم الكبار، لأنه لا يصح أن يقوم بدور ضيف شرف إلا إذا كان نجما كبيرا حتى تنبهر به الجماهير ويضيف فنيا وإنتاجيا”.

تجديد

من جانبها، ترى المخرجة إنعام محمد علي، أن وجود ضيوف شرف في الأعمال الفنية ليس ظاهرة جديدة، لافتة إلى أنها قامت بذلك في مسلسل “ضمير أبلة حكمت“.

وقالت: “هناك أدوار صغيرة تحتاج لممثل جيد وحتى يقتنع الفنان بالدور فيجب إظهاره بشكل لائق في التتر، فهذا لا يضر العمل الفني ولا تضايق المشاهد في شيء”.

وأوضحت المخرجة المصرية في معرض حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن وجود ضيوف شرف في العمل الفني “نوع من التجديد في كتابة التترات، كما أنها تخدم طبيعة العمل وتدعمه كثيرا، وموافقة نجم على الظهور كضيف شرف شيء جيد وليس فيه أي نوع من أنواع المجاملات”.

وأكدت علي أن “لكل مخرج طريقته الخاصة في مسألة اختيار ضيوف الشرف وجميعها غير مرفوضة، فهناك مخرجون يستعينون بفنان قدير كضيف شرف وهناك من يختار نجما على الساحة الفنية ضيف شرف والبعض الآخر يختار فنانا شابا”.

الأعمال الكوميدية

وفي سياق متصل، يؤكد المخرج إبراهيم فخر، أن فكرة الاستعانة بفنان في كل حلقة كضيف شرف معروفة بشكل أكبر في الأعمال الكوميدية، فيقومون باستضافة نجوم الكوميديا كي يرفعوا من قيمة الحلقات.

وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “في حالة الدراما، الموضوع مختلف لأن وجود ضيف شرف تكون له علاقة بأهمية الدور، فهناك دور أريد أن يلتفت إليه المشاهد كثيرا وأن يوصل من خلاله رسالة معينة وقوية لأنه دور مؤثر ويغير مجرى الأحداث، ومع ذلك فهو دور مساحته صغيرة، لأن أهمية الدور ومدى تأثيره يكون المعيار في اختيار ضيف الشرف“.

وحول اقتصار اختيار ضيوف الشرف على النجوم فقط، قال إنه عند إسناد الأدوار بشكل عام وضيوف الشرف بشكل خاص، لا يضع من يختار في اعتباراته ما إذا كان الممثل نجما بقدر ما يلتفت إلى ملاءمته للدور وقدرته على تجسيده و”كاريزمته” عند الجمهور، لأنهم في حال أحبوه سيركزون جدا فيما يقوله.

واستطرد قائلا: “وجود ضيوف الشرف ليس مجاملة بل يكون لهم مكانة مهمة ومؤثرة في العمل الفني والدليل على ذلك أنه في بعض الأحيان يكون هناك ضيف شرف يشارك في عمل فني، ولكن لم يتم الإعلان عن مشاركته ويتفاجأ الجميع بظهوره فهذا دليل على أن القائمين على العمل لا يريدون الاستفادة منه إعلاميا بقدر ما يريدون الاستفادة من موهبته وقدراته الفنية”.

من جانبها، أشارت الناقدة الفنية، ماجدة موريس، إلى أن مشاركة نجوم كبار في عمل فني كضيوف شرف يكون “نوع من أنواع المجاملة لبطل العمل أو المنتجة أو المخرج في حالة وجود مخرج كبير بحجم شريف عرفة مثلا، فإن لم تكن هذه المجاملة مهمة بالنسبة لهم لم يقبلوا بهذه المشاركة”.

وأوضحت موريس لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اختيار ضيوف الشرف يجب أن يكون “وفقا لأسس ومعايير فمن الضروري أن تكون الشخصية التي يجسدها ملائمة له ويضيف لها ويجعلها مؤثرة في الأحداث والسياق الدرامي”.

“الرجل المهم” فنيا

وتابعت موريس: “عندما يكون العمل الدرامي ضعيف يستعينوا بفنان كضيف شرف في كل حلقة وهو ما يحدث مؤخرا في بعض الأعمال الفنية غير الجيدة، فتستغل فيه العلاقات بين المنتج والنجوم، فلا يستطيعون رفض ظهورهم كضيوف شرف مجاملة لهذا المنتج أو ذاك والمسلسل الجيد لا يحتاج ضيف شرف لكل حلقة”.

وقالت إن ضيوف الشرف “من الأفضل أن يكونوا نجوما كبارا ولهم ثقلهم الفني، فوجود فنانين جدد ليس لديهم قاعدة جماهيرية كبيرة كضيوف شرف لا يضيف للعمل شيئا على الإطلاق، فضيف الشرف معناه الرجل المهم فنيا الذي سيضيف ظهوره شيئا للعمل”.