أخطر توابع كورونا.. الأطفال في مرمى الخطر

وقالت سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، إن مصر أطلقت عدة حملات تستهدف محاصرة الاستخدام السيء للإنترنت، وأبرزها حملة “أماني دوت كوم” بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسف في مصر.

وتؤكد السنباطي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الحملة اتخذت أبعادا جديدة في ظل استمرار جائحة كورونا، وتزايد الاعتماد على الإنترنت من جانب الأطفال في الدراسة والترفية، موضحة أن حملات التوعية مهمة لكنها بحاجة إلى تضافر جهود كافة الأطراف المعنيين بمحاصرة تلك الظاهرة مثل الأسرة والمجتمع.

وحسب إحصائيات منظمة اليونيسف، يستخدم أكثر من 175 ألف طفل شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم، أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية.

وحذرت المنظمة المعنية بالأطفال من أنه رغم الفرص والفوائد العديدة التي يتيحها الإنترنت للأطفال، خاصة بعد استخدام المنصات الرقمية في تقديم محتوى تعليمي إلا أن الإنترنت يعرضهم أيضاً لطائفة من المخاطر والأضرار منها التعرض لخطاب الكراهية والتنمر.

مخاطر الإنترنت

ويقول عبد الفتاح درويش، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية، والاستشاري النفسي، إن الآثار السلبية للاستخدام المفرط والخاطئ للإنترنت من جانب الأطفال يتمثل في إمكانية الوصول لمحتويات رقمية ضارة، والتنمّر الإلكتروني والاستغلال الجنسي، وإساءة استخدام معلومات الأطفال الشخصية.

ويضيف درويش في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هناك انتشارا للجرائم الإلكترونية مع تزايد عدد مسخدمي الإنترنت في مصر، وبالتالي بات من السهل علي محترفي اختراق المواقع الإلكترونية الحصول على معلومات شخصية عن البعض واستغلالها في الاحتيال بطرق غير مشروعة.

ويتابع الاستشاري النفسي أنه بإمكان المحتالين ممارسة أعمال إجرامية من خلال مواقع الويب دون الخوف من أي رقابة، وفي ظل عدم وجود تشريعات كافية تجرم مثل هذه الممارسات بعقوبات رادعة.

وعن مخاطر إدمان استخدام الانترنت خاصة الألعاب الإلكترونية، يوضح درويش أن بعض هذه الألعاب يهدف في تصميمها إلى توصيل الطفل لمرحلة إدمان اللعبة، وهو ما يتسبب في تحطيم نفسيته دون أن يشعر، فضلا عن إهدار الوقت بشكل ملحوظ.

ويوضح أستاذ علم النفس أن هناك أمر بالغ الخطورة يهدد الأطفال من مدمني الانترنت هو إمكانية تعرضهم للابتزاز الجنسي والمادى، وذلك بنشر مواد خادشة للحياء وغير مقبولة موجهة لهم وإتاحة وصول المراهقين لها بسهولة للتأثير في أخلاقهم.

 إنترنت آمن

وقالت سحر السنباطي الأمين العام للمجلس القومي للامومة والطفولة في حديثها لموقع “سكاى نيوز عربية” إن حملات حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت تهدف لزيادة مستوى الوعي بين الأطفال والآباء ومقدمي الرعاية.

وتضيف السنباطي إلى أن حملات المجلس القومي للأمومة والطفولة تشمل إجراءات وتدابير خاصة بحماية الأطفال والشباب من التهديدات الجديدة التي قد يواجهونها في عالم الإنترنت، مثل التعرض لمحتوى ضار أو الإساءة لهم.

وتلفت إلى وجود وسائل إبلاغ عن هذه الجرائم، من خلال خط نجدة الطفل رقم 16000 أو الصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة والاستجابة السريعة للشكاوي الواردة.

وتنصح القيادية في مجال الطفولة باتباع عدة قواعد هامة في تعامل الأطفال والمراهقين مع الانترنت، منها التوعية بالهدف من استخدام الإنترنت والأجهزة التكنولوجية الجديدة باعتبارها جزء من الحياة وليست الحياة كلها.

قواعد أسرية

وتوضح السنباطي أنه يجب أن تضع الأسرة قواعد لإدارة الوقت المستخدم في استعمال الأجهزة الإلكترونية والدخول على الإنترنت، وتوعية الأطفال بأن ليس كل ما يشاهدونه عبر الإنترنت حقيقيا، وتشجيعهم على التحدث والسؤال عما يحيرهم أثناء متابعتهم للمواقع الالكترونية.

ويتبقى عامل آخر لحماية الأطفال من الإنترنت وهو حسب المسؤولة المصرية تعريفهم بمفهوم المساحة الشخصية الممثلة في بيانات الحسابات الخاصة وكلمات المرور وعدم قبول صداقات افتراضية لأشخاص مجهولين، وفي حال تعرض للعنف أو التنمر يتوجب إبلاغ الوالدين أولا ثم الجهات المعنية إذا لزم الأمر.

وتشير إلى أن أولياء الامور عليهم دو ركبير في ملاحظة الأعراض التي تظهر على أطفالهم نتيجة الاستخدام السيء والمفرط للانترنت.

ومن هذه الأعراض، حسب السنباطي، تغير تعامل الأطفال الشخصي مع أفراد الأسرة داخل البيت، ولجوئهم إلى الانزواء في عزلة أو الاصابة بمرض عصبي أو فقدان الشهية أو الإقبال الشره على الطعام المسبب للسمنة، وفي هذه الحالة يجب على الاسرة التدخل وإنقاذ الطفل بوسائل مختلفة.

حملات التوعية

وتؤكد السنباطي أن حملة “أماني دوت كوم” بالتعاون مع اليونيسيف تركز على التوعية من خطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال في مصر.

وتضيف أن هناك 12 مليون طفل يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من بين 50 مليون يستخدمون الإنترنت، والمرحلة الأولى لحملة التوعية ستكون من خلال فيسبوك وتويتر وإنستغرام.