خطة طارئة.. سفارة أميركا تتحضر لسيناريوهات صعبة في كابل

مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان تدخل البلاد نفقاً مظلماً، ويحيط الخطر بالسفارة الأميركية في كابول من كل الجهات، في وقت تتمدد فيه حركة طالبان بسيطرتها على عدد كبير من المناطق ومحاصرتها العاصمة.

فيما يعتقد دبلوماسيون أميركيون أنهم لا يستطيعون الاعتماد على الحكومة الأفغانية الضعيفة للصمود، ناهيك عن حماية بعثاتهم الدبلوماسية المقرر أن تبقى هناك.

ويبدو أن السفارة الأميركية باتت في وضع متأهب، فقد أظهرت “خطة عمل طارئة” عمرها 3 سنوات أبرز السيناريوهات المطروحة والتي قد يواجهها الدبلوماسيون الأميركيون في حالة حدوث أي طارئ، وفق ما نشر موقع “بوليتيكو”.

“خطة طورائ”

ولعل من أبرز نقاط خطة الطوارئ هذه، حدوث هجوم إرهابي داخل كابول أو المناطق المحيطة بالعاصمة، أو حتى اندلاع مواجهات عنيفة قد تهدد المحيط الأمني للسفارة، وهي مخاطر استعدت لها البعثة الدبلوماسية وواجهتها لفترة طويلة.

سيارة تابعة للسفارة الأميركية (أرشيفية - رويترز)

سيارة تابعة للسفارة الأميركية (أرشيفية – رويترز)

كذلك، تضمنت الخطة سيناريو وقوع “عطل طويل الأجل أو فعلي للمرافق والوقود والمياه والسلع والخدمات (بما في ذلك وسائل الاتصالات)، ما يقوّض قدرة السفارة على الحفاظ على ظروف آمنة وصحية للعاملين”.

جنود يرفعون العلم الأميركي (أرشيفية - رويترز)

جنود يرفعون العلم الأميركي (أرشيفية – رويترز)

تدهور الوضع الأمني

إلى ذلك، افترض أحد السيناريوهات المطروحة حدوث “تدهور في الوضع الأمني عامة في أفغانستان بحيث تتضاءل قوات الأمن في كابول أو تكون غير متوفرة بطريقة ما، ما يضعف قدرة الحكومة المضيفة على الاستجابة … لطلبات الدعم الأمني”.

في موازاة ذلك، حذر أحد السيناريوهات من “تفشي مرض مع احتمال حدوث جائحة”، وأوضح موقع “بوليتيكو” أن مجرد حدوث أحد السيناريوهات هذه لا يعني بالضرورة، إرسال الدبلوماسيين الأميركيين إلى بلادهم أو إغلاق السفارة.

فحتى انهيار الحكومة الأفغانية لن يؤدي بالضرورة إلى إغلاق المقر. لكن من المتوقع أن يقيّم كبار مسؤولي السفارة الوضع العام واتخاذ تدابير تخفيفية، مثل تقليل عدد الموظفين.

ووفقاً لخطة عمل الطوارئ الخاصة، تشمل إحدى النقاط الهامة احتمال تعطل “الوصول البري أو الجوي إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، واحتمال توقف الرحلات الجوية التجارية”.

جندي أفغاني أمام قاعدة باغرام (رويترز)

جندي أفغاني أمام قاعدة باغرام (رويترز)

طالبان تتقدم

يذكر أنه ليس لسفارة الولايات المتحدة في العاصمة الأفغانية بالوقت الحالي سفير رسمي حيث يقودها روس ويلسون، وهو دبلوماسي أميركي مخضرم يحمل لقب القائم بالأعمال.

ويأتي تقرير “بوليتيكو” في وقت يقترب فيه إتمام انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من أفغانستان، فيما تواصل طالبان سيطرتها على مزيد من الولايات والمناطق في البلاد، بعد ارتفاع حدة القتال بينها وبين القوات الحكومية.

فقد أعلنت طالبان، اليوم الأحد، بحسب ما أفاد مراسل العربية/الحدث سيطرتها على مديرية فراه رود بولاية فراه غرب البلاد، معلنة أسرها الجنود، واستيلائها على أسلحة وذخيرة.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أنه خلال الساعات 24 الماضية قتل 143 مقاتلا من طالبان و أصيب 121 بجروح في المعارك التي دارت في مختلف أنحاء البلاد.

وكانت الحركة صعّدت من هجماتها ضد القوات الأفغانية وسيطرت على عدة مناطق ريفيّة منذ بدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان في مايو الماضي.