المغرب.. الحرائق تلتهم 5 آلاف نخلة بواحات زاكورة

وحسب مصدر “سكاي نيوز عربية”، فإن النيران اندلعت دون معرفة السبب الحقيقي، لتنتشر ألسنة النيران وتمتد من حقل إلى آخر، نتيجة الرياح القوية التي ساهمت في توهجها.

وأضاف المصدر “في ظرف وجيز تسببت النيران في دمار 45 هكتار من المنطقة المغروسة، لتتحول أشجار النخيل والأشجار إلى رماد ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة للفلاحين.

وتابع قائلا إن عملية إخماد النيران استمرت وقتا طويلا وتطلبت من رجال الإطفاء استعمال خراطيم من الحجم الكبير، تمكنت من تطويق الحريق خوفا من امتداده إلى المحلات السكنية وتفادي خسائر في الأرواح.

بعد اقتراب ألسنة اللهب والدخان من بعض المنازل السكنية، غادرها السكان قامت السلطات بقطع التيار الكهربائي، واتخذت كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية تفاديا لوقوع أية أضرار بشرية. وبقيت مرابطة في عين المكان طيلة الليل وصباح الخميس لإطفاء النيران التي تشتعل من حين لآخر في الجمر والأشجار بفعل الرياح.

صعوبات في إخماد الحريق

ويفيد المتحدث أن عناصر الوقاية المدنية اعترضتها وصعوبات في إطفاء الحريق بسبب غياب مسالك للدخول إلى مختلف الحقول، مشيرا إلى أن ألسنة النيران الملتهبة زرعت الرعب في نفوس السكان الصحراويين، خوفا من أن تطال النيران منازلهم وتقتل أطفالهم.

وأفاد المصدر بمشاركة سكان الواحات في عملية إخماد الحريق، إذ تجند الشباب حاملين آواني منزلية وقاروات مملوءة بالماء، من أجل السيطرة على الحريق.

ويشير إلى أن تصاعد ألسنة النيران والدخان جعلا السلطات المحلية تستنجد بعناصر الوقاية المدينة من  مدينتي زاكورة وورزات، كما عاين عملية الإطفاء كل من  عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية،  وانتقل إلى المكان عامل (محافظ) إقليم (محافظة) زاكورة للوقوف على حجم الأضرار التي خلفها الحريق.

وذكر المصدر أن عناصر الدرك الملكي فتحت تحقيقا في الموضوع للوقوف على ملابسات الحريق.

المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر

 ومن جهته، يقول جمال أقشباب رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة لـ “سكاي نيوز عربية”، إن  نزيف الحرائق مازال مستمرا بالإقليم، وأن الحريق المهول الذي شب اليوم تسبب في هلاك عدد كبير من أشجار النخيل، وهو امتداد لعدد من الحرائق المهولة آخرها حريق حدث السنة  الماضية في المنطقة نفسها ودمر أزيد من 6 آلاف شجرة نخيل.

ويضيف أقشباب أن هناك عدة عوامل ساهمت في اندلاع سلسلة من الحرائق في واحة درعة في الشهور الأخيرة، بسبب الجفاف والإهمال مما تسبب في انتشار الحطب وجريد النخل اليابس وعدم تنقية الأعشاش مما يساهم في انتشار الحرائق.

ويصف أقشباب الحريق بفضيحة وجريمة في حق واحات درعة كتراث حضاري وإنساني، إذ ستكون لها انعكاسات كبيرة اقتصادية واجتماعية وبيئية تنضاف إلى مأساة الجفاف وهلاك أشجار النخيل.

 

 

 وطالب بفتح تحقيق عاجل لتحديد أسباب هذه الحرائق والدمار والخراب الذي تعيشه واحات درعة، التي تحولت إلى أطلال، ويوضح أن جمعية أصدقاء البيئة، منذ ثلاثة شهور دقت ناقوس الخطر ونبهت  إلى إلى

خطورة الأوضاع بواحات درعة في إطار مرافعات إعلامية قوية انخرط فيها فاعلون محليون ووطنية وإعلام.

من جانب آخر، حمل المتحدث المسؤولية الكاملة في ما يحدث بمناطق الواحات بدرعة من دمار وخراب وحرائق وتدمير الموارد الطبيعية إلى  وزير الفلاحة والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشرح الأركان، عامل إقليم زاكورة ومنتخبو المنطقة.

يذكر أن من  بين الواحات التي اندلعت بها النيران واحة مزكيطة التي خلف بها الحريق  خسائر قدرت بـ 6 آلاف نخلة على مساحة تفوق 20 هكتار، ثم حريق بواحة ترناثة دوار ملال الذي تعرض لحريق وصف بالمهول عشية أول أمس الخميس، إذ أتى على  5 هكتارات وأزيد من 200 نخلة، بالإضافة إلى حريق آخر دمر أشجار واحة ترناثة و أحياء تنسيطة، وزاوية البركة، ثم واحة تنزولين وفزواطة وواحة اكتاوة.

 

وترجع مصادر “سكاي نيوز عربية” الأسباب الأساسية للحرائق التي مازالت متواصلة بشكل كبير في مناطق الواحات، إلى مباشرة و غير مباشرة، هذه الأخيرة ذات صلة بتوالي سنوات الجفاف منذ سنة 2014، وشح التساقطات المطرية، التي لا تتعدى 30 ملم في السنة، ما ساهم في تراجع الفرشة المائية الباطنية والسطحية، ما أثر على الواحات التقليدية التي تشغل 26 ألف هكتار.

وتقول المصادر ذاتها، إن الواحات تحولت في درعة إلى مناطق يابسة، بفعل انخفاض نسبة الرطوبة،  مما حولها إلى حقول جرداء  تساعد على توفير  شروط اندلاع الحرائق.