حب وعائلة وموسيقى.. لمن ستذهب “السعفة الذهبية” الليلة؟

وتؤكد كل المؤشرات على نجاح دورة عام 2021، حيث انتصرت السينما بالأرقام وبالإحساس العام لدى ضيوف البساط الأحمر

وقال المدير التنفيذي للمهرجان تيري فريمان أثناء تقديمه لفيلم المخرج الأرجنتيني غسبار نوي دوامةالذي كان آخر الأفلام التي عرضت في فئة العرض العالمي الأول“: “السينما تنتصر رغم التحديات، لقد قدمنا مئات العروض. السينما والقاعات ليسا مكانا لانتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن عدد الإصابات التي تم تسجيلها لم يتجاوز العشرين إصابة من بين أكثر من 20 ألف زائر.

ويشاطر كلمات فريمان، كل من حضر المهرجان، كما قال عضو اللجنة العليا لتقنيي السينما في فرنسا جان بيير أنتيكيدس لموقع سكاي نيوز عربية“: “المهرجان نجح هذه السنة، سواء من ناحية الأفلام المختارة أو عدد الحضور، لقد كان التنظيم جيدا وفوق المتوقع، لقد لاحظنا حرص إدارة المهرجان على تطبيق البروتوكول الصحي، استمتعنا وفرحنا بعودة السينما للقاعات بهذا الشكل العالمي“.

سعفة ذهبية خاصة إيطالية

وكما اعتاد المهرجان في حفل الختام، فسيكون المخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو على موعد مع تكريم خاص في مسرح لوميار” الكبير، وذلك من خلال منحه سعفة فخرية للمخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو، نظير الأعمال التي قدمها طيله نصف قرن من المهنية والفن.

ويعتبر بيلوتشيو “83 سنة، واحدا من أعمدة السينما الإيطالية، ومن أبرز أفلامه القبضة في الجيب” وفيلم القفز في الفراغ“، وهي أعمال حازت على عدة جوائز منها جائزة أفضل أداء للممثل أنوك إيمي وميشال بيكولي في دورة مهرجان كان عام 1980.

وهذه الجائزة الخاصة تم استحداثها عام 1997 بمناسبة الذكرى الخمسين للمهرجان، وقد منحت حينها للمخرج السويدي إنغمار بيرغمان، وحاز عليها وودي آلان و وودي، ومانويل دي أوليفيرا وكلينت ايستوود وبرناردو بيرتولوتشي وأنياس فاردا وجيفري كاتزنبرج وأخيرا جودي فوستر في حفل افتتاح دورة 2021.

وإلى ذلك يترقب ضيوف المهرجان، بعد ساعات قليلة من الآن أين ستتجه السعفة الذهبية هذه السنة، في مسابقة قوية تنافس فيها عدد من المخرجين الكبار إلى جانب بعد الأسماء التي دخلت المنافسة لأول مرة.

وبشكل عام فقد جاءت أجواء العروض السينمائية دافئة وهي تحاكي القصص الاجتماعية، وقد وضعت موضوع العائلة في المرتبة الأولى، وهو الأمر الذي ميز أفلام المخرجين الكبار في المسابقة الرسمية.

لقد منحنا الفرنسي فرانسوا أوزان في فيلمه كل شيء على ما يرامالمقتبس من رواية تحمل نفس الاسم من تأليف إيمانويل بيرنهايم، رحلة إلى قصة رجل قرر أن يطالب مساعدة من حوله على الموت الرحيم.

موضوع العائلة جاء كذلك في فيلم بعنوان ثلاثة طوابقللمخرج الإيطالي ناني موريتي.

وقد صنعت العائلة محور آخر أفلام المخرج الإيراني أصغر فرهادي البطل“، الذي يتوقع أن يخرج على الأقل بجائزة، فأداء الممثل الإيراني أمير جديدي، جعل من الفيلم محور التوقعات، وقد ينافسه في ذلك فيلم غير المستقر” للمخرج يواكيم لافوس، الذي شاركت في بطولته الممثلة الفرنكو جزائرية ليلى بختي رفقة النجم الفرنسي داميان بونار.

ومن العائلة إلى الحب، فقد منحنا كان تأشيرة للسفر مع حكايات استثنائية، منها فيلم قيادة سيارتيللمخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي، وآخر أفلام المخرج الهولندي الشهير بول فيرهوفن بينيديتاوالأولمبيادمع المخرج الفرنسي جاك أوديار، مع فيلم أنيتللمخرج ليو كاراكس وهي أعمال سجلت حضورها بقوة وجعلت من الدورة متميزة فعلا.

صفعة لماكرون!

ويرى متابعون أن السعفة الذهبية قد تتحول إلى صفعة حقيقية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لو توجهت نحو تتويج فيلم كسر” للمخرجة كاثرين كورزيني، لما يتناوله الفيلم من انتقاد لاذع للسياسة الفرنسية، مسلطا الضوء على أصحاب السترات الصفراء“، الذين يعتبرون أكثر المعارضين حضورا في السنوات الأخيرة في باريس، مع كشف الوجه المظلم للمستشفيات الفرنسية.

كما أن السياسية لم تغب عن المهرجان، ففي ظل الأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، فإن فوز المخرج الإسرائيلي نداف لابيد عن فيلمه ركبة عهدسينقل المهرجان إلى زاوية آخرة من النقاش في اليوم الموالي لإعلان النتائح، بالنسبة للأداء المتميز لبطل الفيلم اڤشالوم پولاك ونور فيباك.

وبشكل عام يصعب التنبؤ بالفيلم الذي سيخطف السعفة الذهبية هذه السنة، خاصة وأن الأمر يتعلق بوقوف الأفلام المنافسة أمام لجنة تحكيم استثنائية، يترأسها المخرج الأميركي سبايك لي الذي يعتبر شخصية غامضة ويصعب قراءة أفكاره وتوجهاته بسهلة.

إلى ذلك، يجمع الحاضرون على أن المنافسة الرسمية صنعت مساحة من البهجة والفرح، وقد حضرت الكوميديا والموسيقى، وهو شأن التحفة الكوميدية التي قدمها المخرج الأميركي شون بيكر في فيلم راد روكور“.

وكان للمشاركة العربية بفيلم على صوتك” للمخرج المغربي نبيل عيوش، الفضل في منح كان أجواء موسيقية فريدة من نوعها، من خلال سرد قصة الشباب المغربي وعلاقتهم بأغاني الراب والغناء والتحديات الاجتماعية التي كانوا يواجهونها.

ولقد تميز الفيلم المغربي بأداء أبطاله الممثلين الهواة الذين راهن عليهم عيوش من أجل الإجابة على الكثير من الأسئلة التي تؤرق شباب المغرب اليوم، وهو الأداء الذي يرشحهم للظفر بإحدى الجوائز الليلة.

هكذا يقف عشاق السينما لساعات

هكذا تسجل الدورة الـ74 لمهرجان كان اسمها بأحرف من ذهب، وقد تركت بصمة في ذهن كل من حضرها، خاصة أولئك الرجال والنساء الذين ظلوا لساعات طويلة يقفون مقابل المدخل الرئيسي لقصر المهرجان، ودون ملل من أجل الحصول على تذكرة لمشاهدة تلك الأفلام.

فلا أشعة الشمس الحارقة أحبطت عزيمتهم، ولا حتى الأمطار التي عبرت على البساط الأحمر في اليوم ما قبل الأخير.

وبشهادة زوار كان الأوفياء، الذين يحملون لافتات كتبوا عليهم عبارة بليز تذكرة، فقد كانت الدورة مميزة بامتياز، كما يوضح كريس “55 عاماوهو واحد من عشاق السينما الذين ظل يقف لساعات منذ سنوات طويلة من أجل عيش لحظات مع سحر البساط الأحمر.

وأكد كريس الذي يأتي مرتين في الأسبوع إلى كان قادما من مدينة نيس، أن حكاية بليز تذكرة، هي تأكيد على نجاح الدورة، فرغم الجائحة إلا أن الناس كانوا في طوابير طيلة فترة المهرجان، منذ ساعات الصباح الأولى حتى غروب الشمس.