حدث مهيب.. هكذا تنقل مصر سفينة خوفو للمتحف الكبير

وقال مفتاح في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية إن أعمال نقل مركب خوفو تبدأ من الساعة السادسة مساء الجمعة – التوقيع المحلي-، على أن تنتهي فجر السبت.

وأضاف مفتاح أن عملية النقل تتم باستخدام عربة ذكية، تم جلبها خصيصا لهذا الغرض من بلجيكا، لافتًا إلى أن صعوبة العمل الهندسي في هذه العملية تكمن في نقل أكبر أثر عضوي في التاريخ كقطعة واحدة دون تفكيك، واصفًا الأمر أنه أشبه بعملية جراحية معقدة.

ولفت إلى أن العربة الذكية توفر كافة معايير الأمان والسلامة لنقل المركب، فالعربة تتحرك بشكل مختلف عن المعتاد، إذ يتم التحكم بها عن بعد باستخدام “ريموت كنترول”، وتستطيع العربة مواجهة مشاكل الطرق من الانحناءات والارتفاعات والانخفاضات، بحيث يكون سطحها دائمًا في وضع أفقي للمحافظة على ثبات المركب.

 

ويردف: “كل عجلة من عجلات العربة الذكية تتحرك بشكل منفصل عن الأخرى، حتى لا تنقل الاهتزازات للمركب”. موضحًا أن مركب خوفو ينقل على حالته، قطعة واحدة دون تفكيك.

ويقول مفتاح إن المركب وضع في هيكل معدني تم تثبيته أعلى العربة الذكية التي سوف تحمل المركب من موقعه الحالي بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير في مسار يبلغ طوله نحو 7.5 كيلو متر.

متحف مراكب الملك خوفو

وقال مفتاح إن إنشاء متحف مراكب الملك خوفو، سوف يضم مركب الملك خوفو الأولى والثانية، حيث وجهت القيادة السياسية بنقلها إلى المتحف الجديد، لافتًا إلى أن عملية النقل خضعت للدراسة والعمل الدؤوب منذ عام ونصف.

وتابع في تصريحات سابقة لموقع سكاي نيوز عربية: “انتهينا من الدراسة العلمية لنقل المركب في عام، حتى نطمئن على نقل أكبر أثر عضوي متبقي في التاريخ، ويصل طول مركب الملك خوفو الأولى حوالي 44 متر، وارتفاعها 8 متر وعرضها 6 متر”.

وأضاف: “أما المركب الثاني للملك خوفو فتم استخراجه من باطن الأرض، إذ عملت بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة منذ 14 عام على استخراجه”.

مركب خوفو الأولى

وكان قد أعلن عالم الآثار المهندس كمال الملاخ في 26 مايو عام 1954 اكتشاف، حفرتين لمراكب الملك خوفو، والتي سميت (بمركب الشمس)، في الجهة الجنوبية للهرم الأكبر وعمل كمال الملاخ والمرمم أحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى، وتعرض في متحف خاص بها بمنطقة آثار الهرم منذ عام 1982.

 

وصنعت مركب الملك خوفو الأولى من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو 41 كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو 6500 جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضًا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين.

وتذهب الآراء إلى أن قدماء المصريين صنعوا هذه المركب ليستخدمها الملك في رحلتيه اليوميتين مع إله الشمس “رع” في سماء الدنيا نهارًا وسماء العالم الآخر ليلًا، بينما ذهبت آراء أخرى إلى أن المركب قد استخدمت لنقل جثمان الملك من ضفة النيل الشرقية إلى الضفة الغربية حيث دفن.

مركب خوفو الثانية

وفي يوليو الماضي، انتهت البعثة الأثرية المصرية اليابانية، برئاسة الدكتور ساكوجي يوشيمورا رئيس جامعة هيجاشي نيبون الدولية اليابانية والأستاذ الفخري بجامعة واسيدا، من استخراج جميع القطع الأثرية لمركب خوفو الثانية من الحفرة التي اُكتشفت بجوار هرم خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة لتنتهي بذلك أكبر عملية لكشف واستخراج المركب.

وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، استخرجت البعثة حوالي 1700 قطعة خشبية من 13 طبقة داخل الحفرة، وتم الانتهاء من أعمال تسجيل وتوثيق جميع القطع والترميم الأولي لمعظمها، ونقل منها حوالي 1343 قطعة منها إلى المتحف المصري الكبير.

ويجري حاليا البدء والتجهيز للعمل في المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي والدراسات اللازمة لتجميع وإعادة تركيب المركب لعرضها بجوار المركب الأولى داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد الذي يتم إنشائه حاليا بالمتحف المصري الكبير.