أفغانستان.. طالبان تتمدد وتطلق سراح السجناء في “تخار”

باتت طالبان، صباح الاثنين، تسيطر على 5 من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعد أن استولت على ثلاث منها في اليوم السابق بما في ذلك مدينة قندوز، في هجوم كبير يبدو أن الجيش عاجز عن إيقافه.

وفتح مسلحو حركة طالبان أبواب السجن في مدينة تخار شمال أفغانستان، بعد سيطرتهم على المنطقة، كما أطلق المسلحون سراح جميع السجناء.

وتستهدف طالبان السجون عادة لإطلاق سراح المقاتلين المحتجزين وبالتالي تعزيز صفوفها.

وسيطر مسلحو حركة طالبان على عدد من العواصم المحلية في محافظات شمال أفغانستان، فيما أعلن الجيش عن عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على ما خسروه في الأيام الماضية.

معارك عنيفة وحرب شوارع

فبعد معارك عنيفة وحرب شوارع بين الجيش ومسلحي طالبان، مدن وعواصم محلية شمال أفغانستان باتت تحت نفوذ الحركة.

وشهدت القرى الواقعة شمال البلاد معارك استمرت لعدة أسابيع حتى نجح المسلحون في اقتحام المدن الكبيرة وفرض سيطرتهم على كل مفاصلها.

وأبرز المدن التي تسيطر عليها طالبان في شمال البلاد الآن، هي مدن قندوز وتالقان وساري بول وعدة مدن أخرى المتاخمة للحدود الشمالية للبلاد.

وبعد التقدم السريع في الساعات الماضية لمسلحي طالبان، أعلن الجيش عن شن عمليات عسكرية موسعة لانتزاع سيطرة طالبان من المدن الشماليية، رغم خسارته للأرض.

من القوات الأفغانية

من القوات الأفغانية

من جهته، قال مرويس ستانيكزاي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إنه تم نشر تعزيزات أمنية بما في ذلك قوات خاصة في ساري بول وجوزجان وباغلان وغيرها من المقاطعات المصنفة خطيرة، مؤكداً: “ستصبح هذه المدن التي تريد طالبان الاستيلاء عليها مقابر لهم”.

نفوذ طالبان يتمدد

وفيما تدور المعارك بين المسلحين وقوات الأمن، تتوسع الرقعة الجغرافية التي باتت تحت نفوذ طالبان ساعة بعد الأخرى.

وتعد قندوز أهم مكسب تحققه طالبان منذ شنت هجوما في مايو مع بدء القوات الأجنبية آخر مراحل انسحابها من البلاد.

ولطالما كانت هدفا بالنسبة إلى طالبان التي اجتاح مقاتلوها المدينة في 2015 ومرة أخرى في 2016، لكن من دون أن ينجحوا يوما في السيطرة عليها لمدة طويلة.

وتعد قدرة كابول على السيطرة على شمال البلاد حاسمة بالنسبة لاستمرار الحكومة على الأمد الطويل.

أهمية الشمال

ولطالما اعتبر شمال أفغانستان معقلا مناهضا لطالبان شهد مقاومة كانت الأشد لحكم الحركة في تسعينات القرن الماضي.

ولا تزال المنطقة تؤوي العديد من الميليشيات فيما تعد أرضا خصبة لتجنيد عناصر القوات المسلحة.

ومن المقرر أن تستكمل القوات الأجنبية انسحابها بحلول نهاية الشهر الجاري، قبيل الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة والتي أدت إلى الاجتياح الذي أطاح طالبان.

وقال سفير واشنطن السابق في كابول الأحد، إن وقوع حرب أهلية طويلة في أفغانستان هو أكثر ترجيحا من استيلاء سريع لطالبان على السلطة مع اقتراب انتهاء الانسحاب العسكري للولايات المتحدة من هذا البلد.