دفعة تاريخية..أوائل الثانوية العامة بمصر يكشفون أسرار النجاح

وأكد الوزير المصري طارق شوقي أن نسبة النجاح في العام الجاري بشهادة الثانوية العامة وصلت إلى 74 بالمئة، بعد تنفيذ العديد من الإجراءات الحديثة لضمان الشفافية والعدالة في الامتحانات وعمليات التصحيح، فضلا عن إخراج جيل جديد “يمتلك المعرفة والقدرات العالية”.

“زغاريد” وبكاء

وعلت الزغاريد في بيت ضحى رفاعي، من أوائل الثانوية العامة في الشعبة العلمية علوم، والتي تعيش بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وتقول عن تلك اللحظة الفريدة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كنت أشاهد مؤتمر الوزير رفقة أسرتي، وقبل ذكر اسمي رأينا صورتي ضمن قائمة الأوائل، انطلقت صرخات السعادة وبكت أمي من شدة الفرحة”.

وتضيف الطالبة النابغة: “أشعر أن الله يكافئني على اجتهادي طوال العام في الدراسة ومراجعة المواد الدراسية باستمرار، ودخولي في معسكر مغلق أثناء فترة الامتحانات لتحصيل أكبر الدرجات الممكنة”.

وكانت رفاعي قد خضعت ضمن آلاف الطلبة لنظام تقييم جديد في الثانوية العامة، يعتمد على فهم نواتج التعلم، وفقا لوزارة التربية والتعليم المصرية، حيث حرص القائمون على المنظومة التعليمية على وضع الامتحانات بـ”مواصفات عالمية وبشكل علمي متكامل”.

وتؤكد إيمان جلال، والدة الطالبة ضحى، أنها تحافظ على تفوقها منذ صغرها، موضحة لموقع “سكاي نيوز عربية”، اختيارها في قائمة الأوائل دائما بمحافظة سوهاج وسبق أن سافرت إلى ألمانيا في منحة دراسية حصلت عليها كجائزة عن نجاحها في المراحل التعليمية المختلفة.

منصات الوزارة التعليمية

وتتابع والدة الفتاة المتفوقة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ابنتي هادئة الطباع لكنها نشيطة جدا وحصلت كثيرا على لقب الفتاة المثالية بمدرستها، واعتزلت الجميع خلال مرحلة الامتحانات وكانت تعتمد على المنصات التعليمية الخاصة بوزارة التربية والتعليم للاستفادة من المحتوى المقدم عليها”.

لم يختلف الأمر كثيرا لدى أحمد أسامة، صاحب المركز الثاني في الشعبة العلمية رياضيات، حيث انطلق الفتى المجتهد في أنحاء البيت للاحتفال مع أسرته عقب معرفته بالنتيجة عبر بث مباشر لمؤتمر الوزارة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

ويقول أسامة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بعد مشاركة الخبر السعيد مع عائلتي، قمت بالصلاة على الفور لأشكر الله على النتيجة، لطالما حلمت بهذا اليوم وكنت أرجو الوصول إلى قائمة الأوائل على مستوى الجمهورية، والحمد لله تحققت الأمنية”.

سر التفوق

ويسترسل ابن منطقة روض الفرج بالقاهرة: “أعتقد أن سر النجاح هو الإخلاص في كل خطوة بقدر المستطاع، هذا ما حاولت إنجازه بمرحلة الثانوية العامة وأرغب في استكمال المسيرة بطريقة مشرفة لعائلتي خلال السنوات المقبلة”.

ويردف: “أنوي الانضمام إلى كلية حاسبات ومعلومات والحصول على منحة دراسية لرغبتي في التخصص بمجال البرمجة، لدي شغف خاص بالأمر وشاركت مؤخرا في بطولة عالمية يفوز بميدالية من وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري”.

ويثمن الطالب النجيب جهود العائلة في دعمه خلال فترة الامتحانات العصيبة وخاصة شقيق الأكبر الذي تحمل مسؤولية البيت بعد وفاة والده في السنوات الأخيرة معتبرا إياه المثل الأعلى وقدوته، مشيرا إلى أنه يهدي النجاح إليه بجانب والدته.

خبر سعيد على الطريق

بطريق مختلفة علمت جنى وائل، بوجودها في المركز الثاني بقائمة أوائل الثانوية العامة في الشعبة الأدبية، حيث استمعت إلى النتائج عبر المذياع بسيارة والدها، لتواجدها في الوقت نفسه داخل كلية إعلام بجامعة القاهرة لإتمام اختبارات القدرات.

وتتحدث وائل عن النجاح الكبير لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلة: “احتفال مختلف على الطريق، علت أصوات الفرحة من نوافذ السيارة، وكان المارة في الشوارع يتساءلون عن سر سعادتنا، كانت لحظات لا تصدق واعتبرها خطوة لتحقيق أحلامي المستقبلية”.

ويذكر وائل العليمي، والد جنى لموقع “سكاي نيوز عربية”: “شعرت بداخلي أنها قريبة من قائمة الأوائل، فهي مجتهدة للغاية وتبذل قصارى جهدها في المذاكرة، لكنها قادرة على إدخال السرور والدهشة على قلوبنا بنتيجة أفضل مما توقعنا”.

تجاوز الامتحانات بسلام

وعن أسباب نجاح ابنته يقول العليمي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “النظام الجديد للامتحانات لم يحدث من قبل، لكن لدى جنى مخزون جيد من المعلومات نظرا لاهتمامها بالثقافة والقراءة وفهم المواد التي تدرسها بدلا من حفظها، كما حاولنا تهيئة المناخ الجيد لها في البيت لتخطي تجربة الثانوية العامة بسهولة ويسر”.

وتطمح وائل إلى الالتحاق بكلية اقتصاد وعلوم سياسية أو إعلام، بحثا عن شغف جديد ومزيد من التفوق في المجال الدراسي، منوهة إلى أن طموحها “لا يتوقف”، وأن النجاح في الثانوية العامة يمنحها دفعة قوية إلى الأمام.