جنود تركيا في أفغانستان..خلاف جديد بين أردوغان ومعارضيه

على الرغم من رفض أكبر حزبين معارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإبقاء جنودٍ أتراك في أفغانستان بعد سيطرة حركة “طالبان” على مساحات شاسعة من البلاد، بينها العاصمة كابل، إلا أن أنقرة تحاول إقناع الحركة بالسماح لها بإدارة مطار حامد كرزاي، الذي يعد أكبر مطار في أفغانستان ويقع في عاصمتها.

وقد ساهم مئات الجنود الأتراك بالفعل في ضبط الأمن في المطار الدولي خلال الفوضى التي شهدها قبل أيام على خلفية محاولة آلاف الأفغان الفرار من البلاد عبر طائرات الإجلاء الأميركية والأوروبية.

وجدد مسؤول بارز في حزب “الشعب الجمهوري” الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، رفضه بقاء 600 عنصرٍ من القوات المسلّحة التركية المتواجدين في أفغانستان منذ سنوات كجزءٍ من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطالباً الرئيس التركي بعدم إبقائهم هناك بعد إجلاء المواطنين الأتراك عقب سيطرة حركة “طالبان” على معظم أنحاء البلاد، وانسحاب الجزء الأكبر من القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي منها.

جنود أتراك في مطار كابل

وقال باريش ياركاداش النائب عن حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان التركي، إن “حزبنا يعارض بقاء الجنود الأتراك في أفغانستان خاصة في الوقت الحالي”، وذلك في وقتٍ أعلن فيه وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو عدم تخلي بلاده عن خطتها في إدارة مطار حامد كرزاي الدولي، فقد كشف في تصريحاتٍ صحافية أنه يمكن “التحدّث” عن هذا الأمر بعد إنهاء حركة طالبان لمباحثاتها مع عدد من السياسيين الأفغان.

وأضاف لـ”العربية.نت” أن “الجنود الأتراك متواجدون حتى الآن في مطار كابل الدولي، حيث يساهمون في إجلاء المواطنين الأتراك إلى بلدهم”، مشدداً على أن “حزبنا يطالب بإعادة الجنود إلى تركيا على الفور بعد إتمام مهمة إجلاء مواطنينا من هناك”.

من محيط المطار في كابل (أرشيفية- فرانس برس)

من محيط المطار في كابل (أرشيفية- فرانس برس)

وتابع: “في الوقت الراهن، لا نوافق على إبقاء جنودنا في أفغانستان، لكن عندما يقرر المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة إرسال قواتٍ دولية، حينها يمكننا أن نناقش هذه المسألة لكن شريطة أن تكون الأطراف الأفغانية قد اتفقت فيما بينها”.

” أنقرة لم تحسم أمرها بعد”

من جهته، قال الأكاديمي التركي حسين باغجي، أستاذ العلاقات الدولية المعروف، إن “أنقرة لم تحسم بعد أمرها فيما يتعلق بإدارتها لمطار كابل الدولي لاسيما بعد رفض حركة طالبان للتواجد الأجنبي في أفغانستان، وبالتالي قد يتم تأجيل تنفيذ هذه الخطة إلى وقتٍ آخر”.

وأضاف لـ”العربية.نت”: “الأحزاب المعارضة لأردوغان ترفض بقاء الجنود الأتراك في أفغانستان، وكذلك ربما ترفض طالبان بالمطلق تواجدهم في مطار حامد كرزاي، لكن الاعتراف التركي بحكومتها قد يغير الأمر، خاصة أن الرئاسة التركية على تواصلٍ معها والسفارة التركية في كابل لم تغلق أبوابها بعد، وهناك دول سوف تعترف بأي حكومة تشكلها طالبان مثل باكستان”.

من المطار في كابل

من المطار في كابل

كما رأى أن “مسألة تسيير تركيا لمطار كابل غير واضحة حتى الآن”، مشدداً على أن “بقاء الجنود الأتراك قد يسبب مشكلة كبيرة للرئيس التركي إذا ما تعرّضوا لأي سوء في العاصمة الأفغانية”.

يشار إلى أن تركيا كانت كررت أمس الأربعاء، استعدادها لمساعدة “طالبان” عسكرياً وفنياً في إدارة مطار كابل، كما نفت تخليها عن سعيها لتشغيل المطار الدولي.

وقال وزير الخارجية التركي الأربعاء في تصريحاتٍ صحافية نقلتها جريدة “حرييت”، إنه ينتظر نتائج مباحثاتٍ تجريها طالبان مع عددٍ من السياسيين الأفغان، وأن أنقرة ستناقش مسألة إدارة المطار مجدداً بعد إنهاء تلك المباحثات.

كما دافع الوزير التركي عن قرار حكومة بلاده بالدخول في مباحثات مع حركة “طالبان” بعد انتقاداتٍ من الأحزاب المعارضة لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده أردوغان، عقب ترحيبها بما أسمتها “الرسائل الإيجابية” الصادرة عن الحركة.