كيف وجهت دبابات السوفييت ضربة قاضية لقوات هتلر؟

بثت “العربية” الحلقة الثالثة من السلسلة الوثائقية “عصر الدبابات” أمس الجمعة، والتي تتحدث عن تاريخ الدبابات وكيف أدت إلى التنافس بين الدول المتحاربة والساعية إلى بسط نفوذها في العالم وطرق استخدامها بما يعكس فلسفة الحرب واستراتيجياتها والفرق الذي أحدثته التكنولوجيا في تغير وظائف الدبابة ووجهة سير الأحداث.

وأوضحت الحلقة الثالثة كيف كانت دبابات Panzers الألمانية مصدر تعاسة أوروبا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، فقد سمحت لجيوش هتلر بقهر كل من يعترض طريقها حتى تجمعت دول العالم معاً لصدها.

كما توثقت الحلقة بصور حصرية كيف وجّهت الدبابات السوفييتية ضربة قاضية لإمبراطورية هتلر في أغسطس 1945.

لكن واصلت اليابان حليفة ألمانيا القتال في آسيا، كان اليابانيون يبثون الرعب بسبب ضراوتهم. وقد غزوا كوريا وأجزاء كبيرة من الصين.

كما تسرد الحلقة الوثائقية تفاصيل حرب الدبابات في كوريا عام 1950، حيث تحركت 215 دبابة من كوريا الشمالية إلى الجنوب.

استغرق الأمر منها ساعات فقط لتجاوز دفاعات كوريا الجنوبية. وهذه هي الدبابات السوفييتية نفسها التي منحها الجيش السوفييتي إلى حلفائه الصينيين والكوريين الشماليين للقتال ضد اليابان في عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

كانت كوريا الجنوبية متحالفة مع الولايات المتحدة التي فكرت في استخدام أسلحتها النووية للدفاع عن كوريا، لكن كوريا الشمالية كانت متحالفة مع الاتحاد السوفييتي والذين كانوا يمتلكون أسلحة نووية أيضاً، فتم استخدام الدبابات في الحرب الكورية.

ويدرك المشاهد من متابعته للسلسلة الوثائقية أنه لا تزال هناك حاجة إلى الدبابات رغم قوة الأسلحة النووية.

الحلقة الثالثة تروي تفاصيل مقاومة سكان براغ عام 1968 حيث مزقوا لافتات الشوارع وأعطوا الجنود السوفييت اتجاهات خاطئة، أخذت النساء في براغ يضايقن جنود الاحتلال في كثير من الأحيان بملابس فاضحة، كما ذهب آخرون أبعد من ذلك ووقفوا في طريق الدبابات، ما شغل الصحف في جميع أنحاء العالم، هو هذا الرجل الأعزل الذي يقف أمام الدبابة مباشرة.

في النهاية وضعت الدبابات السوفييتية حداً لربيع براغ. لكن العبرة كانت في أن شعب براغ قد قلل من قيمة الدبابات العظيمة. بمجرد أن يدرك الناس أن هناك أشخاصاً داخل الآلية فإن تلك الطبيعة القوية للدبابة تنكسر.

كما تشرح الحلقة أيضا الفروقات الميكانيكية بين الدبابات الإسرائيلية والدبابة السورية التي استخدمت في أعلى مرتفعات الجولان عام 1973. حيث كانت الدبابة الإسرائيلية قادرة على خفض مدافعها بما يكفي لإطلاق النار على الدبابات السورية في الوادي، لكن الدبابات السورية لم تتمكن من رفع مدافعها بما يكفي لإطلاق النار.

وتستمر السلسلة الوثائقية بتعداد مراحل تطور صناعة الدبابة وتعدد أدوارها وتأثيرها في مسار الحروب، حيث جرى تكييفها في مختلف أنواع المعارك البرية وشتى عمليات الانتشار، ولا يرقى شك إلى أهميتها الحاسمة في تحديد علامات النصر النهائي أو المكمل. كل هذا وأكثر يسرده نخبة من الخبراء والعسكريين الذين تولوا قيادة الفرق المدرعة وسلاح الدبابات في أشهر الحروب. “عصر الدبابات” هو في شكل ما حكاية القرن العشرين بعين عسكرية.