“الكنز المقدس” الياباني يزين صدر مصري.. ما القصة؟

بيبرس، الذي يعمل منذ 37 عاما في السفارة اليابانية في جينيف بسويسرا ضمن فريق الوفد الياباني الدائم بالأمم المتحدة لنزع السلاح.

وسام رفيع للمتفانين

يقول المهندس المصري في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “هذا الوسام يمنح لغير اليابانيين وهو أحد الأوسمة رفيعة المستوى والهامة في اليابان، يتم إعطاءه لمن يتفانى في عمله ويقدم خدمات جليلة على مدار عقود يفيد من خلالها الدولة”.

الوسام الذي يتم منحه بداية من عام 1882 يصفه المصري المُكرم مؤخرا بأنه “فخر كبير لي، وأحمد الله أنني استطعت رفع اسم مصر عاليا في مكان في العالم، فكان هدف لي من البداية أن أقوم بتصدير صورة جيدة عن مصر، لأننا في الخارج نمثّل صورة لدولتنا التي نأتي منها”.

وأكد بيبرس في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “سافرت جينيف وأنا طالب في كلية الهندسة عام 1975، كان السفر حينها سهلا ويسيرا، كنا كل صيف في الإجازة نسافر ونحصل على خبرات ونعود مرة آخرى، حتى سافرت في مرة وأكدت لنفسي أنني سأكمل كنت حالما بمستقبل أفضل وبدأت حينها في أعمال بسيطة للغاية”.

عمل متطور

وأكمل المصري الحاصل على وسام “الكنز المقدس”: “كانت البداية بأقل الأعمال التي من الممكن أن يقوم بها أي شخص، كنت أقوم بغسل الأطباق نظرا لعدم تمكني من اللغة وعدم وجود أي وظائف آخرى، وعندما أتيحت لي الفرصة للعمل في السفارة بدأت بسيطا للغاية أقوم بطباعة أوراق وترتيبها حتى ترقيت في المناصب مع مرور السنوات”.

وتم منح بيبرس أيضا شهادة شكر وتقدير منحة من اليابان إمبراطورا ودولة، لتفانيه على مدى قرابة الأربعة عقود خلال عمله بسفارة اليابان، وذلك في الاحتفالية التي أقامتها السفارة بالمدينة السويسرية جنيف.

وقدّم بيبرس خطة النجاح المثالية، قائلًا: “احترام العمل وما تقوم به هو سر النجاح، حتى ولو كان عملك بسيطا لابد وأن تقوم به بشكل مثالي وتقدره، كما أنه لابد وأن تحترم العاملين وتعطي لكل واحد منهم حقه حتى يعمل في بيئة صالحة للإنتاج المثالي”.

وأردف الحاصل على وسام “الكنز المقدس” في حديثه: “اللغة اليابانية صعبة للغاية، فعندما أكملت 20 عاما في الخدمة، قدّمت لي وزارة الخارجية اليابانية رحلة أسبوعين في اليابان هدية لي ولزوجتي، وعندما سافرت إلى هناك شعرت بأنني أمّي لا أستطيع الكتابة والقراءة، فاللغة صعبة للغاية، كنت أقوم بتصوير محطات الأتوبيس لمعرفة أين سأذهب”.

تحريات قبل الوسام

وأوضح بيبرس: “قبل فترة بسيطة من خروجي على سن المعاش، شعرت بأنهم يقومون باستجوابي كثيرا عن نشأتي وتخرجي والشهادات التي تحصّلت عليها، لدرجة أنني سألتهم لماذا كل تلك الأسئلة وهل يتم تعيين من جديد أن سأخرج على المعاش، فكان الأمر غريبا نوعا ما”.

وأشار المصري في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن: “كل تلك الأسئلة التي كانت توجه لي كانت عبارة عن تحريات تقريبا كما نطلق عليها نظرا لحصولي على الجنسيتين المصرية والسويسرية، وبعد التواصل مع الدولتين وافقوا على حصولي هذا الوسام الذي جاء بعد تعب وجهد سنوات كثيرة”.