فرنسا تكرم وردة وتحتفي بالسينما الجزائرية

ولا تزال وردة الجزائرية تشكل حلقة مهمة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وتنظر باريس لسيدة الطرب العربي، بكثير من الحنين لها، وذلك بالتزامن مع مرور 9 سنوات على رحيلها.

وُلدت وردة الجزائرية، واسمها الحقيقي وردة فتوكي، عام 1939 في باريس، من أب جزائري وأم لبنانية، وتوفيت عام 2012 بالقاهرة عن عمر ناهز 72 عاما.

وقال السينمائي الفرنسي جيرار ماريو، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن وردة الجزائرية “كنز من كنوز الفن العالمي، وأغانيها لا تزال حاضرة في شوارع باريس إلى يومنا هذا، وقد تعلقت بها الأذن العالمية، وليست فقط العربية”.

وعن التكريم الذي يأتي في إطار سينمائي، قال: “هذه خطوة جيدة، فوردة جمعت في مسارها بين الغناء والتمثيل، وهي حلقة مهمة بين عدة دول، فقد ولدت في باريس وعاشت بروح جزائرية وسطع نجمها بأداء الأغاني الشرقية، المصرية تحديدا”.

ويسلط هذا التكريم الضوء على مسار فنانة استثنائية، بدأت مشوارها الفني في باريس وهي طفلة، وقدمت عشرات الأغاني الفريدة من نوعها، كما شاركت كممثلة في عدة أفلام.

وفي ذات السياق، قررت إدارة مهرجان أونغولام تخصيص تكريم خاص بالمغني الجزائري الراحل رشيد طه، الذي ولد عام 1958  بمدينة معكسر بالجزائر، وتوفي عام 2018 بفرنسا. ويعد واحدا من أبرز الفنانين الجزائريين الذين تركوا بصمة مهمة في الموسيقى العالمية.

وقد انطلقت فعاليات المهرجان تحت شعار “تكريم للسينما الجزائرية“، وتمت برمجة عرض 12 فيلما جزائريا، من أبرزها فيلم “وقائع سنين الجمر” (1975) لمحمد لخضر حمينة، و”عمار قاتلاتو” و”العائلة” (2021) لمرزاق علواش، وكذا “نهلة” (1979) لفاروق بلوفة، و”من هوليود إلى تمنراست” (1990) لمحمود زموري.

كما سيعرض أيضا “حريم مادام عصمان” (2000) لنذير مقناش، و”أبو ليلى” (2019) لأمين سيدي بومدين، بالإضافة إلى “جزائرهم” (2020) للينا سوالم.

وقد عبرت المنتجة الفرنسية ماري، وهي أرملة المخرج الجزائري محمد زموري، عن سعادتها بهذا الاحتفاء، قائلة: “إنه لشيء جميل أن يتم عرض أفلام زموري. أشعر أنه بيننا الآن ولم يرحل.. عاشت السينما”.

من جانبه، قال المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذا الاحتفاء “يعكس عمق العلاقات السينمائية الجزائرية الفرنسية، حيث أنتج البلدان مئات الأفلام المشتركة، كما شارك عدد كبير من الممثلين الجزائريين في أعمال فرنسية، والعكس كذلك، خاصة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي”.

وأوضح ولد خليفة أن مدينة أونغولام “وما تشكله من قبلة للثقافة والفن، سواء من خلال مهرجانها العريق الخاص بالمسرح أو بالسينما، يعطي هذا الاحتفاء رمزية خاصة ونكهة ثقافية متميزة، تدفع نحو التفكير في مزيد من التعاون السينمائي المشترك”.

وحسب منظمي هذا المهرجان الفرنسي، فإن هذه الخطوة تهدف إلى “إعادة مد جسور التواصل الثقافي بين البلدين، في وقت تشهد فيه العلاقات نوعا من الفتور منذ سنوات”.

وعلّق المنتج الفرنسي دومنيك بيزينار، وهو أحد أعضاء الإدارة الفنية للمهرجان بالقول: “على الرغم من أن العلاقات بين البلدين تبدو معقدة، والجرح عميق، فإن للسينما القدرة على تجاوز كل ذلك”.