آخرهم شاكوش والبحراوي..أزمات مطربي المهرجانات بحثا عن الترند

لكن ما حدث بين مطرب المهرجانات حسن شاكوش والفنان رضا البحراوي، في الساحل الشمالي في مصر، من تراشق بالألفاظ لدرجة تبادل الشتائم، أعاد فتح وقائع متكررة عكست الحال الذي وصل إليه هذا النوع من الفن وكل من يعملون به، وأساليبهم الغريبة من أجل استهداف “التريند”، وهو أمر قابله هجوم من الجماهير وتدخل حاسم وسريع من النقابة المهن الموسيقية.

موقف صارم

مجلس نقابة المهن الموسيقية كان له موقف صارم من هذا المشهد، وأوقف تصاريح الغناء لمدة شهر يبدأ من تاريخ القرار لكل من حسن شاكوش ورضا البحراوي، وعدم مزاولتهما الغناء طوال مدة الوقف، لما بدر منهما من تنمر وتبادل ألفاظ أمام الجمهور.

وأكدت النقابة أن ما حدث “يحط من قيمة الفن المصري الذي ظل طوال عقود طويلة هاديا للقيم والأخلاق، ولم يكن أبدا داعما لإهدار الأخلاق والفضيلة”.

وأضافت أن مثل هذه الممارسات “تأتي من البعض الذين لا يستشعرون قيمة فضل الله عليهم في مقابلة جمهور له كافة الحقوق في تلقي ما يسمو بهم لا ما يحط من قدرهم”.

ودعت النقابة جميع الفنانين وحتى المؤديين للمهرجانات، إلى “التمسك بمسؤولية الكلمة والأخلاق”، مشددة على أنها “لن تتواني عن دورها في الحفاظ على قيم المجتمع الراسخة والرصينة”.

فيديو اعتذار

من جانبه، نشر المطرب الشعبي البحراوي فيديو يجمعه بمطرب المهرجانات شاكوش، قدما من خلاله اعتذارا للجمهور ونقابة المهن الموسيقية.

مشاكل مفتعلة

أما الناقدة الفنية أمل صبحي، فاعتبرت أن ما يحدث “أمرا متعمدا”، قائلة: “السلوك الذي يتبعه مؤدي أو مطربي المهرجان في الفترة الأخيرة أصبح شيئا مقززا للغاية، فهم يفتعلون المشكلات من أجل أن يتصدروا التريند، ويستغلون وسائل التواصل الاجتماعي أمام الجمهور والمتابعين ويتبادلون السجال والتراشق”.

وتابعت في حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “أزمة شاكوش والبحراوى جعلتنا نتذكر أيضا ما حدث في السابق بأزمة حمو بيكا وعمرو كمال، اللذين لم يضعا في الاعتبار متابعينهم وزملائهم وحتى فئة جمهورهم من الشباب والأطفال، عندما يجدوهم يظهرون عبر السوشيال ميديا ويتبادلون الألفاظ الخارجة دون خجل أو مراعاة لذوق وأخلاقيات الفن المصري الأصيل الذي اعتدنا وتربينا عليه”.

افتعال الأزمات

واعتبرت الناقدة الفنية، أن “كل ما يحدث مؤخرا من أزمات بين مطربي المهرجانات بحثا على تصدر أخبارهم مواقع السوشيال ميديا أو ليكونوا ترند ما هو إلا أسلوب رخيص، لأنه يتنافى مع رسالة وذوق الفن المصري، الذي أحد أهدافه الارتقاء بحس وذوق وأخلاق المستمع أو المشاهد، فالفن بشكل عام يرقى بالحس والذوق وليس من شأنه التدني والإسفاف”.

وأضافت أن ما يؤكد افتعالهم الأزمات وبحثهم عن الترند، “قيامهم في ذروة افتعال الأزمة بالاعتذار، ليخرج الثنائي ليعتذروا للجمهور من خلال ظهورهما في فيديو مشترك وتأكيدهم على أنهم أخطأوا في حق بعضهم، وأن الصلح خير. هذا ليس بأسلوب لأشخاص يفترض أنهم قدوة لمتابعيهم”.

دور النقابة

وأشارت الناقدة الفنية، إلى أنها تتفق مع دور النقابة الواضح في التدخل السريع للرد وتهدئة الرأي العام، حينما تثار مثل هذه الأزمات.

وتابعت: “النقابة هي الباب الشرعي الرادع في حالات حدوث أي تجاوزات مسيئة للفن، فهي بمثابة الثواب والعقاب لكل من يخطئ التصرف أو يحسن السلوك، وطبعا فإنها تتخذ كل الإجراءات اللازمة في إيقاف مثل هذه السلوكيات المشينة في المجتمع والحد منها”.

الجيل الماضي

واختتمت صبحي حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية”، بالقول: “أتمنى أن تختفي مثل الظواهر المستحدثة من مجتمعاتنا، لأن الفن أسمى رسالة في الوجود سواء كانت أغنية أو فيلم أو مسلسل أو مسرحية، فجميع ألوانه تكون بمثابة المتعة والتسلية والارتقاء بحس وذوق الجمهور”.

واستطردت: “لم نسمع أو نرى مثل هذه المواقف لأهل الفن السابقين، سواء مطربين أو ممثلين، لهذا نجد أعمالهم وتاريخهم يعيش في القلب والوجدان، حيث تركوا أثرا طيبا وفنا راقيا وأخلاق تحترم الجمهور”.