طفلة مصرية تبكي الجميع.. كتبت وصية مؤلمة قبل رحيلها

ودقت هذه الوصية جرس الإنذار لأخطاء في التعامل مع الطفل المريض قد تعجل بوفاته، أو تجعله يتجرع مرارة اليأس والحزن في انتظار أن يدق الموت بابه.

وتركت الطفلة (8 سنوات) رسالة بخط اليد كان لافتا فيها اهتمامها في هذا العمر بأمور لا ينتبه لها الكثيرون في سنها مثل الغسل والتكفين، فكتبت على صفحة كراستها بخط طفولي: “أنا هموت قريب جدا، أنا متأكدة، في صوت بتقولي أنا هموت قريب”.

وطلبت من أمها ألا يراها أو يشارك في غسلها إلا من ذكرتهم لها بالاسم من أسرتها.

واللافت كذلك أنها ناشدت أمها ألا تحزن ولا تبكي: “ما تلبسيش إسود ولا تعيتي (لا تبكي) و”شغلوا التلفزيون”، كما طلبت من أهلها أن يوزعوا كعك وبسكويت وقرص (نوع من المخبوزات).

وأصيبت مارينا منذ سنوات بسرطان أسفل اللسان، حاول الأطباء إنقاذها من بين براثنه بعدة عمليات جراحية وجلسات الكيماوى دون جدوى.

الرفق بنفسية المريض

وتنبه هذه الرسالة، التي كتبتها قبل أشهر وفوجئت بها عائلتها بعد وفاتها وفيها ما لا يتوقعه أحد في عقل طفلة، إلى ضرورة الانتباه إلى الطريقة السليمة في معاملة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة؛ حتى لا نضيف أعباء نفسية عليهم نتيجة تعرضهم لمشاعر اليأس أو الوسواس القهري.

ويقول استشاري الصحة النفسية وليد هندي لـ”سكاي نيوز عربية” إن الوساوس القهري يصاب به ما لا يقل عن 3 بالمئة وبخاصة أصحاب الأمراض العضال كالسرطان ما يولد لديهم شعورا دائما بالقلق من الموت.

 ويلفت هندي إلى أن هذا الشعور يعجل بوفاة صاحبه ويجعله دائم التفكير ومنشغلا بالموت ولحظات الاحتضار ومراسم الجنازة، ويصاحب هذا القلق صور ذهنية وشعور بوجود ملائكة أو أصوات كما حدث مع الطفلة مارينا.

ويفسر وليد هندي كتابة مارينا لوصيتها وهي ماتزال طفلة بان هذا نوع من أنواع الإسقاط، الذي يستخدمه الطفل للتعبير عن مشاعره الداخلية إما بالكتابة او الرسم.

الوسواس القهري والمناعة

كما ينبه استشاري الصحة النفسية إلى أن كفاءة الجهاز المناعي تتأثر بالقلق والاكتئاب والشعور باليأس من الشفاء؛ وهو ما ينعكس بالسلب على مراحل الشفاء.

وتتفق الدكتورة هبة علي، استشاري الصحة النفسية والإرشاد السلوكي، مع وليد هندي في هذا الشأن، وتضيف أن الطفل يتأثر بما يراه من يأس وشعور الوالدين، وبخاصة في الأمراض المستعصية كالسرطان، وربما تكون المشاعر والوصايا التي خطتها مارينا لإحساسها بالمسؤولية تجاه والديها بألا يحزنوا من أجلها؛ فهي أدركت أن الموت اقترب واستشعرت ممن حولها ملامح النهاية فعبرت عنها بتلك الوصية.

ازرعوا الأمل

ويوجه وليد هندي رسالة لكل من لديه مريض: “لا تيأس ولا يظهر عليك ملامح اليأس، علموا الأطفال أن يزرعوا نبتة صغيرة، ادخلوا البهجة والأمل على نفوس هؤلاء المرضي، ولا تشعروهم بالنهاية المحتومة، ازرعوا الأمل في نفوسهم لتقوى مناعتهم ويقاوموا المرض”.