كيف ودع العاملون “شهبندر التجار” المصري؟

ويقول عبده شاكر أحد الأهالي الذين شيعوا جثمان الراحل: “مصر كلها حزينة على رحيل الحاج محمود، كان رجلًا معروف عنه الصلاح والوقوف بجانب الفقراء، وكثيرًا ما ساعد الآلاف، ووفر لهم فرص عمل في مصانعه”.

وتابع شاكر الذي يعمل في أحد مصانع الراحل في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “جميع العاملين أصروا على الحضور لتوديعه والدعاء له، ومنّا من سافر مئات الكيلو مترات. الراحل كان رجلا مثاليا لم يطلب منه أحد المساعدة إلا وبادر وكان بجاننا”.

ويتذكر الرجل الأربعيني ما قام به الراحل أثناء فترة كورونا: “كانت أزمة كورونا شديدة غير أنه أعطى لنا أجازة مدفوعة الأجر حتى لا نصاب بالفيروس، ومن منا كان يعاني أو تظهر عليه أعراض كانت إدارته توفر له العلاج والراحة حتى يعود له صحته، فكان يرى أنّ العامل لديه لا يجب أن يأخذ خيره وعند إصابته إو المعاناة من أي ظروف يتركه دون مساندة”.

من بين الكلمات التي قالها الراحل ونشرها عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “شركة لا يشعر العاملون فيها بالولاء، لهي مجرد عرض غير باقي وبناء لا أساس له. لابد من وجود انتماء حقيقي للشركة في قلوب وعقول كل العاملين، هذا ما يضمن استمرار الشركة وثباتها على مدار السنين”.

 “يعرف الصالحون من جنائزهم”

وخلال خطبة الجمعة قال الخطيب: “ماذا بينك وبين الله يا حاج محمود حتى يسوق الله قلوب الناس وأفئدتهم إليك، والصالحون كان يعرف صلاحهم من جنائزهم”.

“العربي” الذي أسس مجموعة شركات العربي للتجارة والصناعة، ولقب بـ”رجل الصناعة والتجارة” بسبب رحلته في الصعود التي اعتمدت على الاجتهاد والصبر، حتى وصل لأن يكون واحدًا من أبرز رجال الأعمال في مصر والشرق الأوسط.

“الرجل المثالي”

ويصفه أحمد محمد إسماعيل أحد العاملين في شركته منذ 38 عاما بـ “المثالي” قائلًا: “خلال كل تلك السنوات تعلمت منه المصداقية والأمانة والشرف وأشياء من المستحيل أن أتعلمها في أي كلية أو جامعة”.

وتابع إسماعيل في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”: تعلمنا من الراحل أن نعرف الله حقًا وأن الأموال ليس لها أي قيمة، فكنت دائمًا أقول للجميع أن الأموال التي لديه أقل بكثير مما يستحق، علم الآلاف أن الصدق هو المنجي، وأن نكون جميعًا متأكدين من أننا من أبنائه ومن أسرة العربي”.

وأكد أحد العاملين في شركة العربي للتجارة والصناعة: “في بداية التسعينات كنت حاضرًا لموقف يجب أن أذكره الإن وهو تعيينه لألف عامل بسبب الاحتياج لذلك، ذهلنا من الرقم حيث أن العمالة التي نجتاجها كانت أقل من ذلك، وعندما سألناه عن ذلك بعد فترة قليلة قال لنا أنه قام بفتح باب الرزق لألف منزل فكان يثق أن الله لن يغلق منزلًا واحدًا أمام قراره وهو منزله”.

تكريم ياباني

تم تكريم الراحل عام 2009 بواحد من أرفع الأوسمة اليابانية نظرًا لدوره في توطيد العلاقات المصرية اليابانية.

وأوضح إسماعيل في حديثه مع “موقع “سكاي نيوز عربية”: “موقفا آخر في أواخر الثمانينات عندما قدمت إليه سيدة لمساعدتها وشراء محلها الموجود في شارع عبد العزيز، غير أنه عندما علم بأن زوجها متوفي رفض الشراء واتفق معها على مساعدتها بشتى الطرق، ولكنها أصرت على البيع، ورفض ذلك وقال لها إنه لن يشتري أي محلات يرزق منها الأيتام”.

السيسي يصفه بـ”الرجل العظيم”

في يناير الماضي وأثناء افتتاح عدد من المشروعات القومية في بني سويف وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ”الرجل العظيم” مطالبا من نجله إبراهيم العزبي نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العربي: “أبلغه تحياتي واحترامي الشديد، هذا الرجل عظيم”.

وخلال افتتاح عدد من المشروعات القومية في محافظة المنوفية من بينها مدرسة العربي للتكنولوجيا التطبيقية قال عنه الرئيس السيسي: “لابد أن نشكر رجال الأعمال كلهم، والحاج محمود العربي له تجربة وجهد رائع في التعليم الفني، لأن بالطريقة دي هنقدر نقدم تعليم فني بالتجربة، حيث يكون الطالب موجود بجوار المصنع ويتدرب فيه.. ولابد وأن نحيي الحاج محمود والمهندس إبراهيم وكل العاملين في هذا الأمر”.

ونوه العامل في شركته منذ 38 عاما: “الحاج محمود ليس رجل أعمال فقط، ولكنه صاحب مؤسسات وجوامع ومدارس وكتاتيب لتعليم القرآن، عملت معه في آخر السنوات في مشروع كسوة الأيتام وكان دائم القول إنه يريد أن يصل للأيتام الملابس كما تريدونها لأبنائكم، وكان دائم التوزيع للأيتام كل شئ دون النظر لدينهم”.

وأردف “إسماعيل”: “يا رب بحق ما قام بصنعه خلال كل تلك السنوات أن يكون ذلك في ميزان حسناته، فمهما تحدثت عنه لن أوافيه حقه، يكفي أنه زوجني، فمن حبي فيه قمت بتسمية أبنائي على اسمه”.