“أوبرا عايدة”.. 150 عاما على العرض الأشهر عن مصر القديمة

يصاحب العرض الخالد، أوركسترا أوبرا القاهرة، بقيادة المايسترو الإيطالي إليو أورتشولو، ومشاركة فرقة باليه أوبرا القاهرة بإشراف مديرها الفني أرمينيا كامل وكورال أوبرا القاهرة بقيادة وتدريب كارمين كولنجلي.

وتعد “أوبرا عايدة” أحد العروض الأوبرالية ذائعة الصيت، وترتبط ارتباط وثيق بتاريخ مصر الحديثة، والقديمة على السواء، فما قصة “أوبرا عايدة”؟

تأليف العمل

بدأ العمل على “أوبرا عايدة”، في ظل الاستعدادات التي كان يجريها الخديو إسماعيل، لافتتاح قناة السويس عام 1869.

وعلى مدار ستة أشهر ظل عالم المصريات الفرنسي أوغست مارييت “باشا” ينسخ نقوشا مصرية من المعابد للاستفادة بها من مؤلّفه الجديد، “أوبرا عايدة”، ليصبح العمل يدور حول قصة درامية من مصر القديمة.

ورغم أن هناك كثير من المدعين الذين نسبوا تأليف هذا العمل لأنفسهم، إلا أن روبير سوليه، أكّد في كتابه “مصر ولع فرنسي” أن أوبرا عايدة من تأليف “مارييت” باشا.

من أكثر الأشياء المميزة المرتبطة بأوبرا عايدة أن موسيقاها من تأليف الموسيقار الإيطالي الكبير جوزيبي فيردي، الذي لم يبدِ موافقة في بادئ الأمر على هذا العمل، لكن مارييت باشا أقنعه في النهاية، ليقوم بتأليف موسيقى أوبرا عايدة، لقاء 150 ألف فرنك

لم تعرض “أوبرا عايدة” في افتتاح قناة السويس، وعرضت أوبرا “ريغوليتو”، وهي مأخوذة من قصة “الملك يلهو” للأديب الفرنسي فيكتور هوجو، ومن تلحين الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي.

وفي النهاية عرضت أوبرا عايدة في يوم 24 ديسمبر عام 1871 في الأوبرا الخديوية، وظلت تعرض كل عام حتى حريق الأوبرا الذي أتى عليها يوم 28 أكتوبر 1971.

قصة أوبرا عايدة

تُجسد أوبرا عايدة صراعا بين الواجب الوطني، والعاطفة؛ إذ تروي قصة حب “راداميس” قائد الجيوش المصرية، وعايدة، الأميرة الحبشية التي أسرت في مصر، والتي أصبحت وصيفة لـ “آمنيريس” ابنة الملك الفرعون.

المفارقة في هذه القصة أن عايدة، وآمنيريس، وقعتا في حب “راداميس”، وفي هذه الأثناء تنشب الحرب بين مصر والحبشة، وبعد انتصار مصر، يكرم الفرعون القائد العسكري الشجاع “راداميس”، وكان أسمى تكريم حينها، أن يزوجه ابنته.

وبشكل درامي تتطور الأحداث، يرفض راداميس الزواج من ابنة الفرعون، ويخطط للهرب مع حبيبته عايدة، لكن يكشف أمره، ويحاكم بتهمة الخيانة، ويكون الحكم القاسي أن يدفن حيًا، فتلحق به عايدة، وتدفن معه في قبره.

وبرغم شهرة أوبرا عايدة لارتباطها بتاريخ مصر القديمة، إلا أنها لم تكن الأوبرا الأولي التي يتُستلهم من تاريخ مصر الفرعونية، فقد سبقها أوبرا “الناي السحري”، لموتسارت، التي عرضت لأول مرة في باريس عام 1801، تحت اسم “أسرار إيزيس”.

بعدها جاءت أوبرا “موسى” للموسيقار الإيطالي جواكينو روسيني عام 1827، وأبرا “الابن الضال” لـ “دانييل فرانسوا إسبري أوبير” عام 1850.