بعد 3 عقود.. “الباب الأخضر” يبث الروح بقلم أسامة أنور عكاشة

في العام 2010، رحل عكاشة عن عالمنا تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا، وسيطر الحزن على الجمهور لخسارة شخص تحدث عنهم بصدق، وحكم الموت بتوقف قلمه عن الكتابة، قبل أن يتفاجأ الجمهور بفيلم “الباب الأخضر” الذي سيصدر خلال الأشهر المقبلة، من كتابة أسامة أنور عكاشة، ليكون المشاهد مع فرصة جديدة وربما أخيرة للاستمتاع بقلم عكاشة الفريد من نوعه.

وفي حوار خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، يكشف المخرج المصري رؤوف عبد العزيز كواليس رحلة صناعة “الباب الأخضر”، وكيف جاءت فكرة الاستعانة بسيناريو الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.

حلم لا يُنسى

“كان حلمًا يطارد عقلي دائمًا”.. هكذا استهل المخرج رؤوف عبد العزيز حديثه حول سعيه لإخراج وإنتاج عمل من كتابة الراحل أسامة أنور عكاشة.

ويضيف عبد العزيز لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كحال أغلب صناع الدراما والسينما في مصر، كان لديّ حلم العودة بالزمن من أجل التعاون مع الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي بدأ حياته الفنية كروائي، لذا فكرت في تحويل إحدى رواياته القديمة إلى سيناريو سينمائي”.

ويردف المخرج المصري: “وجدت أن أمنيتي يمكنها التحقق، بعدما أخبرتني أسرة الكاتب الراحل أنه كتب سيناريو فيلم يُدعى (الباب الأخضر) في أواخر الثمانينات، وقام بتعديله أكثر من مرة، لكن لم تتسنى فرصة لخروج هذا الفيلم إلى النور؛ لذا وجدت أنها فرصة للتعاون مع الراحل أسامة أنور عكاشة دون العودة بالزمن إلى الوراء، وقررتُ أن يكون مشروع الفيلم من إنتاجي وإخراجي، متمنيًا أن نقدم عمل يليق باسم الكاتب الراحل، خاصةً أن أعماله السينمائية قليلة العدد؛ بسبب تفضيله كتابة الأعمال الدرامية”.

صناعة العمل

يوضح رؤوف عبد العزيز أنه بدأ التحضير لفيلم “الباب الأخضر” في بداية العام الجاري قائلًا: “مع قراءة أول صفحتين من السيناريو، لم أستطع تركه دون الوصول إلى صفحته الأخيرة، وكنت مندهشًا من قدرة عكاشة على قراءة المستقبل وتفاصيل المجتمع المصري“.

كتب عكاشة سيناريو “الباب الأخضر” قبل قرابة 30 عامًا، وشهدت الأعوام التالية لكتابة الفيلم عديد من التغيرات المجتمعية، لذا كان من المهم معرفة طريقة رؤوف عبد العزيز للتغلب على أزمة “اختلاف الزمن”.

ويقول عبد العزيز: “كاتب السيناريو لديه (حق الكلمة) في العمل السينمائي، وفي حالة (الباب الأخضر)، نحن نتحدث عن أحد عمالقة الكتابة في تاريخ مصر، لذا حافظنا على المبادىء الدرامية للسيناريو والخط الدرامي للعمل، خاصةً أن السيناريو بدد أزمة فرق التوقيت بين الكتابة والإنتاج، ومهمتي هي التعبير عن القصة بصريًا بشكل يليق بعكاشة، الذي عمل مع عدد من المخرجين العظماء”.

كما يشير المخرج المصري إلى أن تم الانتهاء من تصوير قرابة 80 بالمئة من مشاهد الفيلم، على أن يصدر خلال الأشهر المقبلة سواء في نهاية العام الجاري، أو بداية عام 2022.

جدير بالذكر، أن فيلم الباب الأخضر من بطولة عدد من الممثلين المميزين مثل: إياد نصار وسهر الصايغ وخالد الصاوى ومحمود عبد المغنى وبيومى فؤاد.

تحديات كبيرة

يملك فيلم “الباب الأخضر” عديد من التحديات، ومن بينها المقارنة التلقائية التي سيعقدها الجمهور بين الفيلم وأعمال عكاشة السابقة، والتحدي الآخر هو أن الجمهور اعتاد على متابعة كتابات عكاشة من خلال الأعمال الدرامية، لذا ستكون تجربة الفيلم جديدة نسبيًا.

وفي هذا الصدد، يقول رؤوف عبد العزيز: “العمل الفني لا يُقارن لكنه يُقيَّم، وهي تجربة مختلفة عن السائد، ونتمنى أن تلقى دعم الجمهور، لتشجيع صناع آخرين على خوض تجارب شبيهة”.

ويردف: “لا نخشى هذه المقارنات، وأظن أنها غير منطقية بعض الشيء، وأكرر أن هدفنا الأول هو صناعة عمل يليق باسم عكاشة، واستغلال حماس فريق العمل الفيلم بشكل إيجابي، ليخرج كلٌ منا أفضل ما يملك”.

كما يشير رؤوف عبد العزيز إلى أن أسامة أنور عكاشة كتب سيناريو “الباب الأخضر” لإنتاجه سينمائيًا، وعدّله أكثر من مرة، لذا سيكون الجمهور أمام عمل لا يقل سحرًا عن الأعمال الدرامية لعكاشة على مستوى الكتابة.

وفي ختام حديثه مع “سكاي نيوز عربية”، تمنى رؤوف عبد العزيز أن تنجح تجربة “الباب الأخضر” وتحظى بإعجاب الجمهور، حتى تُرسم ابتسامة على وجه الكاتب القدير أسامة أنور عكاشة في قبره.